{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   منبر القرآن وعلومه (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   فَائِدَةٌ عَزِيْزَةٌ فَيْ الِاسْتِعَاذَةِ عِنْدَ الشُّرُوعِ فِي الْقِرَاءَةِ !! (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=53333)

أبومسلم 10-10-2013 11:41 PM

فَائِدَةٌ عَزِيْزَةٌ فَيْ الِاسْتِعَاذَةِ عِنْدَ الشُّرُوعِ فِي الْقِرَاءَةِ !!
 

قال الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير"
بعد أن سرد أقوال العلماء في الإستعاذة،
عند تفسيره لقوله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) من سورة النحل (14/ 278)، قال:

[وَعَلَى الْأَقْوَالِ كُلِّهَا فَالِاسْتِعَاذَةُ مَشْرُوعَةٌ لِلشُّرُوعِ فِي الْقِرَاءَةِ أَوْ لِإِرَادَتِهِ، وَلَيْسَتْ مَشْرُوعَةً عِنْدَ كُلِّ تَلَفُّظٍ بِأَلْفَاظِ الْقُرْآنِ،
كَالنُّطْقِ بِآيَةٍ أَوْ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ فِي التَّعْلِيمِ أَوِ الْمَوْعِظَةِ أَوْ شِبْهِهِمَا، خِلَافًا لِمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْمُتَحَذِّقِينَ إِذَا سَاقَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَقَامِ الْقِرَاءَةِ
أَنْ يَقُولَ: كَقَوْلِهِ تَعَالَى بَعْدَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَيَسُوقُ آيَةً] .اهـ


خالد الشافعي 10-11-2013 02:02 AM

قلت : كلامه فيه نظر ، ولا بأس في ذلك ، والأمر فيه سعة ، ورأيي أعرضه ولا أفرضه ، والله تعالى أعلم وأحكم .

أبومسلم 10-11-2013 11:23 PM


قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في سلسلة الهدى والنور شريط رقم 26 دقيقة (02:07):
[الاستعاذة يجب أن تعلموا أنها تشرع بين يدي التلاوة , أما الاستعاذة بين يدي الاستشهاد بالآية فبدعة خلاف السنة , لا حظوا إذا قرأتم أحاديث يستدل فيها الرسول بآية لا تجدونه يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...] .اهـ

أبومسلم 10-11-2013 11:36 PM


وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في تعليقاته على الكافي لابن قدامة عند ذكره لسنن الصلاة، قال:

[بارك الله فيكم هذه مسألة مهمة إذا قرأت القرآن فاستعذ لكن إذا ذكرت القرآن على أنه شاهد فلا حاجة للاستعاذة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دائماً يستشهد بالآيات ولا يستعيذ لأنه لم يقصد القراءة إنما قصد الاستشهاد أو الاستدلال، والعجب أن بعض الناس يقول لقول الله تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) ما قال الله هكذا هل قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) لا ولذلك هذه من الأخطاء التي ترد على بعض الناس الذين يريدون أن يستمسكوا بالسنة ونعم ما أرادوا لكن يجب أن تطبق السنة حيث جاءت السنة فنحن إذا شاهدنا حديث (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار) قالوا أفلا نتكل يا رسول الله قال (لا) اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) وليس بالحديث ثم استعاذ وقرأ وأمثلة كثيرة لهذا لكن لو فرض أنه من السنة وأنه ثابت أو قال أحد بعموم قوله (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) يشمل ما قرأه استشهاداً وما قرأه تعبداً وتحفظاً قلنا لا تقل قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فإذا فرغت فانصب) قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (فإذا فرغت فانصب) فاجعل الاستعاذة منك ثم قل قال الله عز وجل] .اهـ


أبومسلم 10-17-2013 04:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الشافعي (المشاركة 282617)
قلت : كلامه فيه نظر ، ولا بأس في ذلك ، والأمر فيه سعة ، ورأيي أعرضه ولا أفرضه ، والله تعالى أعلم وأحكم .

إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر؛ فافعل
الشيخ/ عبد الكريم الخضير


قال بعضهم: "إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر؛ فافعل"؛ لأنك معرض للخطأ، معرض لا سيما الطالب الذي لا يحيط بأقوال أهل العلم معرض، فكونه يفتي بالنص فقد حصل من الصحابة الفتوى بالنص، يسأل عن مسألة كذا فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كذا، الجواب في كلامه -عليه الصلاة والسلام-؛ ليأمن الزلل، وأما الفتوى بمجرد الرأي لا شك أن هناك مسائل منصوص عليها لا مجال فيها للرأي والاجتهاد؛ لأن العبرة بالنص، أما إذا نزلت نازلة لا يوجد فيها نص فأهل العلم لهم أن يجتهدوا في حكمها ويلحقوا النظائر بنظائرها ويقيسوا الأشباه بأشباهها، والأمر معروف عند أهل العلم، فالإكثار من الرأي هذا مذموم، أما استعمال الرأي بعد النصوص عند الحاجة إليه فهو ممدوح، لكن الإشكال في من أعيته النصوص وعجز عن حفظها ثم صار يفتي الناس برأيه -كما هو شأن كثير من الفقهاء المنتسبين إلى مدرسة الرأي- نص بعض أهل العلم أنهم عجزوا عن حفظ النصوص فصاروا يفتون برأيهم، وهذا ملاحظ، يعني كثير من طلاب العلم -والله يعفو ويسامح- يعني سهل عليك أنك تسأله عن معنى حديث، لكن يصعب عليه أن تسأله عن درجة حديث، أو لفظ حديث؛ لأن حفظ النصوص معجز صعب، لاسيما الذي ما مسك الطريق من أوله، ما انتبه إلى الأمر إلا بعد فوات الأوان، أما من يسر الله له من يأخذ بيده إلى الطريق الصحيح من أول الأمر هذا يحمد الله على هذه النعمة.


خالد الشافعي 10-17-2013 05:24 PM

أخي الكريم / أبو مسلم حفظه الله

هل يوجد دليل صريح واضح من الشارع على المنع ؟ .

وكما قلت سابقا : الأمر جائز ولا بأس به ، وهو خلاف الأولى ، وخلاف السنة ، وفي أكثر أحواله يصل إلى الكراهة ، أما الحكم عليه بالبدعة والتحريم ففيه نظر ، والله تعالى أعلم وأحكم .

خالد الشافعي 10-17-2013 05:30 PM

وقديما اطلعت على رسالة للسيوطي رحمه الله بعنوان : القذاذة في تحقيق محل الاستعاذة

قال فيها أخيرا :
وإن قدم الاستعاذة ثم عقبها بقوله : قال الله وذكر الآية فهو أنسب من الصورتين ، غير أنه خلاف الوارد ، وخلاف المعهود من وصل آخر الاستعاذة بأول المقروء من غير تخلل فاصل ، ولا شك أن الفرق بين قراءة القرآن للتلاوة ، وبين إيراد آية منه للاحتجاج جلي واضح .

أبو بدر محمد نور 10-17-2013 06:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومسلم (المشاركة 282790)
قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في سلسلة الهدى والنور شريط رقم 26 دقيقة (02:07):
[الاستعاذة يجب أن تعلموا أنها تشرع بين يدي التلاوة , أما الاستعاذة بين يدي الاستشهاد بالآية فبدعة خلاف السنة , لا حظوا إذا قرأتم أحاديث يستدل فيها الرسول بآية لا تجدونه يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...] .اهـ


وهذا الذي تؤيده السنة لأنه لا دليل على هذا الفعل ، ولا شك أنه أمر تعبدي لأنه مما يتقرب فيه إلى الله والأصل في هذه الأمور التوقف حتى يرد الدليل ولا دليل على الاستعاذة للإستدلال كما في هذ النقل الموفق والله أعلم .

أبومسلم 10-17-2013 11:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الشافعي (المشاركة 283551)
أخي الكريم / أبو مسلم حفظه الله

هل يوجد دليل صريح واضح من الشارع على المنع ؟ .

وكما قلت سابقا : الأمر جائز ولا بأس به ، وهو خلاف الأولى ، وخلاف السنة ، وفي أكثر أحواله يصل إلى الكراهة ، أما الحكم عليه بالبدعة والتحريم ففيه نظر ، والله تعالى أعلم وأحكم .

يا أبا أحمد الأصل في العبادات التوقيف لا الحل، أليس كذلك؟
فلو فتحنا هذا الباب لما بقيت لنا بدعة إلا وهي حلالٌ، فأين الدليل على أن صلاة الفجر -مثلاً- ركعتين وليست خمسة؟!! فالجواب على هذا هو نفسه على تلك، فتأمل.
حفظكم الله وسدد خطاكم.


سمير المسيلي 10-18-2013 12:41 PM

بارك الله فيك على هذا النقل الجميل .

أبومسلم 10-18-2013 10:57 PM


وفيكم بارك الله أخي سمير
حياكم الله


أبومسلم 10-20-2013 02:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الشافعي (المشاركة 283552)
وقديما اطلعت على رسالة للسيوطي رحمه الله بعنوان : القذاذة في تحقيق محل الاستعاذة

قال فيها أخيرا :
وإن قدم الاستعاذة ثم عقبها بقوله : قال الله وذكر الآية فهو أنسب من الصورتين ، غير أنه خلاف الوارد ، وخلاف المعهود من وصل آخر الاستعاذة بأول المقروء من غير تخلل فاصل ، ولا شك أن الفرق بين قراءة القرآن للتلاوة ، وبين إيراد آية منه للاحتجاج جلي واضح .

قال الإمام السيوطي ضمن كتابه الحاوي في الفتاوي:


"القذاذة في تحقيق محل الاستعاذة"
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى .

وقع السؤال عما يقع من الناس كثيرا إذا أرادوا إيراد آية قالوا : قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويذكرون الآية هل ( بعد ) هذه جائزة قبل الاستعاذة أم لا ؟ وهل أصاب القارئ في ذلك أو أخطأ ؟

فأقول : الذي ظهر لي من حيث النقل والاستدلال أن الصواب أن يقول : قال الله تعالى ، ويذكر الآية ولا يذكر الاستعاذة فهذا هو الثابت في الأحاديث والآثار من فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين فمن بعدهم.

أخرج أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي عن أنس قال : قال أبو طلحة : " يا رسول الله إن الله يقول: ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) وإن أحب أموالي إلي بيرحاء " الحديث ، وأخرج عبد بن حميد ، والبزار عن حمزة بن عبد الله بن عمر قال : قال عبد الله بن عمر : حضرتني هذه الآية: ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) فذكرت ما أعطاني الله فلم أجد أحب إلي من جارية لي رومية فأعتقتها ، وأخرج ابن المنذر عن نافع قال : كان ابن عمر يشتري السكر فيتصدق به ، فنقول له : لو اشتريت لهم بثمنه طعاماً كان أنفع لهم ، فيقول : إني أعرف الذي تقولون لكن سمعت الله يقول: ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) وإن ابن عمر يحب السكر .

وأخرج الترمذي عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ملك زاداً وراحلة ولم يحج بيت الله فلا يضره مات يهودياً أو نصرانياً ، وذلك بأن الله تعالى يقول: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إليه سبيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين ) " [ضعفة الشيخ الألباني في ضعيف الترمذي، وقال في المشكاة: صح عن عمر موقوفاً نحوه]، وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الربيع بن أنس رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله قضى على نفسه أنه من آمن به هداه ، ومن وثق به نجاه " قال الربيع : وتصديق ذلك في كتاب الله ( وَمَن يَعْتَصِم بالله فَقَدْ هُدِىَ إلى صراط مّسْتَقِيمٍ ) ، وأخرج ابن أبي حاتم عن سماك بن الوليد أنه سأل ابن عباس : ما تقول في سلطان علينا يظلمونا ، ويعتدون علينا في صدقاتنا أفلا نمنعهم ؟ قال : لا ، الجماعة الجماعة ، إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها ، أما سمعت قول الله ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ).

وأخرج أبو يعلى ، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تستضيئوا بنار المشركين )[ضعيف، السلسلة الضعيفة 4781] قال الحسن : وتصديق ذلك في كتاب الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ ) ، وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجمعة : " هي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام ، وذلك لأن الله يقول: ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) " [حسنه الشيخ الألباني في المشكاة، وفي صحيحي أبي داود وابن خزيمة، بلفظ: يحضُرُ الجمعةَ ثلاثةُ نَفَرٍ : فرجلٌ حضرها بلغو ؛ فذلك حَظُّه منها، ورجلٌ حضرها بدعاءٍ ؛ فهو رجلٌ دعا اللهَ ؛ إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجلٌ حضرها بإنصاتٍ وسكوتٍ، ولم يَتَخَطَّ رقبةَ مسلمٍ، ولم يُؤْذِ أحدًا ؛ فهي كفارةٌ إلى الجمعةِ التي تليها وزيادةُ ثلاثةِ أيامٍ، وذلك بأنَّ اللهَ يقولُ : { مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا }] والأحاديث والآثار في ذلك أكثر من أن تحصر فالصواب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة اتباعاً للوارد في ذلك ، فإن الباب باب اتباع ، والاستعاذة المأمور بها في قوله تعالى ( فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآن فَاسْتَعِذْ ) إنما هي عند قراءة القرآن للتلاوة ، أما إيراد آية منه للاحتجاج والاستدلال على حكم فلا ، وأيضاً فإن قوله : " قال الله تعالى بعد أعوذ بالله " تركيب لا معنى له وليس [فيه] متعلق للظرف وإن قدر تعلقه بقال ففيه الفساد الآتي ، وإن قال : قال الله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر الآية ففيه من الفساد جعل الاستعاذة مقولاً لله وليست من قوله ، وإن قدم الاستعاذة ثم عقبها بقوله : قال الله وذكر الآية فهو أنسب من الصورتين ، غير أنه خلاف الوارد ، وخلاف المعهود من وصل آخر الاستعاذة بأول المقروء من غير تخلل فاصل ، ولا شك أن الفرق بين قراءة القرآن للتلاوة ، وبين إيراد آية منه للاحتجاج جلي واضح .


أبومسلم 11-05-2014 02:58 PM

لا تشرع الإستعاذة ولا البسملة عند الإستدلال والإستشهاد بآية من القرآن



السؤال: عند قراءة مقال أو نص يحوي آيات قرآنية ، هل تجب الإستعاذة والبسملة عند قراءة كل آية مستشهد بها في النص؟ أرى بعض المشايخ لا يأتي بهما عند الإستدلال بالآيات عند إلقاءه الدروس ، بل يذكر الآية مباشرة ، أرجو تبيين الحكم ؟

الجواب:
الحمد لله..
أولا:
المشروع عند تلاوة القرآن أن يبدأ التالي بالإستعاذة من الشيطان الرجيم ؛ لقوله تعالى : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل/ 98) ، فإذا كانت التلاوة من أول السورة استعاذ وبسمَل ، وإذا كانت أثناء السورة كفته الإستعاذة ، وإن أتى بالبسملة أيضاً فلا بأس .
انظر جواب السؤال رقم : (
173672) .

ثانيا:
لا تشرع الإستعاذة ولا البسملة عند إيراد الآية من القرآن على وجه الاستدلال والإحتجاج بها ، وإنما يقول: قال الله تعالى ، ونحو ذلك ؛ ليميز كلام الله عن غيره من الكلام ، وعلى ذلك دلَّت السُّنة الصحيحة المتواترة :

- فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : ( ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ يُغْفَرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ) فَبَدَّلُوا ، فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ ، وَقَالُوا : حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ ) رواه البخاري (3403) ، ومسلم (3015) .
- وروى البخاري (4485) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : "كَانَ أَهْلُ الكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالعِبْرَانِيَّةِ ، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الكِتَابِ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: (آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا) الآيَةَ)" .
- وروى البخاري (3339) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى ، هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ ، فَيَقُولُ لِأُمَّتِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ لاَ ، مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ ، فَيَقُولُ لِنُوحٍ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ ، فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) وَالوَسَطُ العَدْلُ .
- وروى البخاري (1648)، ومسلم (1278) عن عَاصِم قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ قَالَ : " نَعَمْ لِأَنَّهَا كَانَتْ مِنْ شَعَائِرِ الجَاهِلِيَّةِ ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ : ( إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا )
- وروى البخاري (3244) ، ومسلم (2824) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ ( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ) فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) .
- وروى مسلم (2825) عن سَهْل بْن سَعْدٍ قال: " شَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا وَصَفَ فِيهِ الْجَنَّةَ حَتَّى انْتَهَى ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ : (فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ) ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ".
- وروى الترمذي (2616) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ، قَالَ : (لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ : تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ) ثُمَّ قَالَ: ( أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ) قَالَ : ثُمَّ تَلَا (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ) ، حَتَّى بَلَغَ (يَعْمَلُونَ).

قال السيوطي رحمه الله :
" الصواب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة ، اتباعاً للوارد في ذلك ، فإن الباب باب اتباع ، والاستعاذة المأمور بها في قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ): إنما هي عند قراءة القرآن للتلاوة ، أما إيراد آية منه للإحتجاج والإستدلال على حكم : فلا " انتهى، من "الحاوي" (1/ 353)

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" فإن قال قائل: لم يذكر في الحديث أنه استعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وقد قال الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)!
فالجواب: أن هذه الآية لا يراد بها التلاوة ، وإنما يراد بها الاستدلال ، والآية الكريمة : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) يعني للتلاوة ، وأحاديث كثيرة من هذا النوع يُذكر فيها الاستشهاد بالآيات، ولا يذكر فيها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .
فما قُصِدَ به الاستدلال: فإنه لا يتعوّذ فيه ، بخلاف ما قصد فيه التلاوة، والآية ظاهرة: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) .
وهذا يدل على أن المستدل والخطيب والكاتب : لا يستعيذ ولا يبسمل، وإنما يكتفي بــ " قال الله تعالى " ، أو ما أشبه ذلك، مما يميز القرآن الكريم عن غيره " انتهى من " شرح الأربعين النووية " (ص 301) .

والله تعالى أعلم .



موقع الإسلام سؤال وجواب

ابو صالح الفلسطيني 12-02-2014 07:30 PM

بارك الله فيكم وفي جهودكم اخي الفاضل .

حقيقة ، فيما يتعلق بالخلاف مع رد الشيخ خالد الشافعي في هذا الموضوع فقد يكون مقصوده والله أعلم أن الدليل عموم الآية ، وكما هو معروف فان بعض المسائل اما ان يكون سنة أو جائزة او بدعة .

وأما ما تقرر في هذا الموضوع فهو الذي احتاج للدليل من خلال تأويل أو تفسير معنى قراءة القرآن الذي جاء في الآية أو من خلال الإستقراء للأحاديث النبوية الشريفة .

فإن كان هناك مناط للتوقف فإنما هو على الحكم عليها بأنه بدعة .

وهنا أورد ما يمكن الإفادة من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والذي قد وجدنا في موضوعك هذا أكثر من نقل للمسألة :

وهذه أخرى تسير على ما قررت في موضوعك :

حيث جاء في شرح الأربعين النووية تحت الحديث التاسع والعشرين بعد سرده للفوائد من الحديث إلى أن وصل إلى السادس عشر منها فقال :

16 - استدلال النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن مع أن القرآن أنزل عليه، لكن القرآن يستدل به لأن كلام الله تعالى مقنع لكل أحد، ولهذا تلا هذه الآية: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ)(السجدة: الآية16)
فإن قال قائل: لم يذكر في الحديث أنه استعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وقد قال الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98)
فالجواب: أن هذه الآية لا يراد بها التلاوة، وإنما يراد بها الاستدلال، والآية الكريمة: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) يعني للتلاوة، وأحاديث كثيرة من هذا النوع يُذكر فيها الاستشهاد بالآيات،ولا يذكر فيها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
مسألة: كثير من الأخوة إذا أراد أن يقرأ قال: قال الله عزّ وجل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1)
وهذا تخليط، لأنه إذا قال: قال الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. أدخل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم في مقول القول، وهذا غلط، وإذا كان ولابد أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقلها قبل، أي قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى.
ولكن الذي مرّ علينا كثيراً أن ما قصد به الاستدلال فإنه لايتعوّذ فيه بخلاف ما قصد فيه التلاوة، والآية ظاهرة: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [النحل:98].


-----

فقد يفهم من كلام الشيخ رحمه الله مما هو باللون الأحمر ما يفيد تجاوز المحظور الذي قد يقع به المتعوذ عند الإستدلال .

والله أعلى وأعلم .

شكرا جزيلا لكم .


أبومسلم 12-04-2014 03:15 PM

اقتباس:

وأما ما تقرر في هذا الموضوع فهو الذي احتاج للدليل من خلال تأويل أو تفسير معنى قراءة القرآن الذي جاء في الآية أو من خلال الإستقراء للأحاديث النبوية الشريفة .
أبا صالح حفظكم الله ورعاكم
الدليل هو السنة التركيَّة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مرة!
ألا يكفي؟!

اقتباس:

فقد يفهم من كلام الشيخ رحمه الله مما هو باللون الأحمر ما يفيد تجاوز المحظور الذي قد يقع به المتعوذ عند الإستدلال .
لم يقصد الشيخ ما جال في خاطرك من جواز ذلك، وإلا لعارض به تأصيله السابق له، ولكن الشيخ رحمة الله منع ذلك لألأ يفهم قول القائل: "قال الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)" أن الإستعاذة من القرآن.

ناصر اليماني 12-12-2014 10:03 AM

بارك الله فيك أخي المفضال أبا مسلم كلام رائع ونقل جميل.

أبومسلم 07-24-2017 08:05 AM


رفع الله قدركم أخي ناصر اليماني



الساعة الآن 07:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.