{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   منبر اللغة العربية والشعر والأدب (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   قصيدة الأمير الصنعانيّ رحمه الله تعالى في مدح اهل الحديث وذم التقليد (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=68394)

ابوعبد المليك 02-22-2016 07:35 PM

قصيدة الأمير الصنعانيّ رحمه الله تعالى في مدح اهل الحديث وذم التقليد
 

قال الأمير الصنعانيّ رحمه الله تعالى
في قصيدته التي مدح فيها أهل الحديث
وذمّ التلقيد والإعراض عن الحديث، متمسّكًا ببعض المذاهب:

سَلاَمٌ عَلَى أَهْلِ الحدِيثِ فَإِنَّنِي *** نَشَأْتُ عَلَى حُبِّ الأَحَادِيثِ مِنْ مَهْدِي
هُمُ بَذَلُوا في حِفْظِ سُنَّةِ أَحْمَدِ *** وَتَنْقِيحِهَا مِنْ جُهْدِهِمْ غَايَةَ الجهْدِ

وَأَعْنِي بِهِمْ أَسْلاَفَ أُمَّةِ أَحْمَدِ *** أُولَئِكَ في بَيْتِ الْقَصِيدِ هُمُ قَصْدِي
أُولَئِكَ أَمْثَالُ الْبُخَارِي وَمُسْلِمِ *** وَأَحْمَدَ أَهْلِ الْجدِّ في الْعِلْمِ وَالجدِّ

بُحُورٌ وَحَاشَاهُمْ عَنِ الجزْرِ إِنَّمَا *** لهُمْ مَدَدٌ يَأْتِي مِنَ الله بِالْمدِّ
رَوَوْا وَارْتَوَوْا مِنْ بَحْرِ عِلْمِ مُحَمَّدٍ *** وَلَيْسَ لهُمْ تِلْكَ المذَاهِبُ مِنْ وِرْدِ

كَفَاهُمْ كتَابُ الله وَالسُّنَّةُ الَّتِي *** كَفَتْ قَبْلَهُمْ صَحْبَ الرَّسُولِ ذَوِي المجْدِ
أَأَنْتُمُ أَهْدَى أَمْ صَحَابَةُ أَحْمَدِ *** وَأَهْلُ الْكِسَا هَيْهَاتَ مَا الشَّوْكُ كَالْوَرْدِ

أُولَئِكَ أَهْدَى في الطَّرِيقَةِ مِنْكُمُ *** نَعَمْ قُدْوَتِي حَتَّى أُوَسَّدَ في لحدِي
وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ المُقَلِّدِ وَالُهدَى *** وَمَنْ يَقْتَدِي وَالضِّدُّ يُعْرَفُ بِالضِّدِّ

فَمَنْ قَلَّدَ النُّعمانَ أَصْبَحَ شَارِبًا *** نَبِيذًا وَفِيهِ الْقَول لِلْبَعْضِ بِالحدِّ
وَمَنْ يَقْتَدِي أَضْحَى إِمَامَ مَعَارِفٍ *** وَكَانَ أُوَيْسًا في الْعِبَادَةِ وَالزُّهْدِ

فَمُقْتَدِيًا في الحقِّ كُنْ لاَ مُقَلِّدًا *** وَخَلِّ أَخَا التَّقْلِيدِ في الأَسْرِ بِالْقِدّ
وَأَقْبَحُ مِنْ كُلِّ ابْتِدَاع سَمِعْتُهُ *** وَأَنْكَاهُ لِلْقَلْبِ المُوَفَّقِ لِلرُّشدِ

مَذَاهِبُ مَنْ رَامَ الخلاَفَ لِبَعْضِهَا *** يُعَضُّ بِأَنيَابِ الأَسَاوِدِ وَالأُسْدِ
يُصَبُّ عَلَيْهِ سَوْطُ ذَمٍّ وَغِيبَة *** وَيَجْفُوهُ مَنْ قَدْ كَانَ يَهْوَاهُ عَنْ عَمْدِ

وَيُعْزَى إِلَيْهِ كُلُّ مَا لاَ يَقُولُهُ *** لِتَنْصِيصِهِ عِنْدَ التِّهَامِيِّ وَالنَّجْدِي
فَيَرْمِيهِ أَهْلُ الرَّفْضِ بِالنَّصْبِ فِرْيَةً *** وَيَرْمِيهِ أَهْلُ النَّصْبِ بِالرَّفْضِ وَالجحْ
دِ
وَلَيْسَ لَهُ ذَنْبٌ سِوَى أَنهُ غَدَا *** يُتَابعُ قَوْلَ الله في الحلِّ وَالْعَقْدِ
وَيَتْبَعُ أَقْوَالَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** وَهَلْ غَيْرُهُ بِاللهِ في الشَّرْع مَنْ يَهْدِي

لَئِنْ عَدَّهُ الجهَّالُ ذَنْبًا فَحَبَّذَا *** بِهِ حَبَّذَا يَوْمَ انْفِرَادِيَ في لحدِي
عَلاَمَ جَعَلْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ دِينَنَا *** لأَرْبَعَةٍ لاَ شَكَّ في فَضْلِهِمْ عِنْدِي

هُمُ عُلَمَاءُ الدِّينِ شَرْقًا وَمَغْرِبًا *** وَنُورُ عُيُونِ الْفَضْلِ وَالحقِّ وَالزُّهْدِ
وَلَكِنَّهُمْ كَالنَّاسِ لَيْسَ كَلاَمُهُمْ *** دَلِيلًا وَلاَ تَقْلِيدُهُمْ في غَدٍ يُجدِي

وَلاَ زَعَمُوا حَاشَاهُمُ أَنَّ قَوْلهُمْ *** دَلِيلٌ فَيَسْتَهْدِي بِهِ كُلُّ مُسْتَهْدِي
بَلَى صَرَّحُوا أنِّا نُقَابِلُ قَوْلَهَمْ *** إِذَا خَالَفَ المنْصُوصَ بِالْقَدْح وَالرَّدِّ


الساعة الآن 02:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.