{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   منبر القرآن والسنة - للنساء فقط (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   الدر الثمين من تفسير العلامة ابن عثيمين (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=20742)

أم زيد 09-24-2010 09:18 AM

الدر الثمين من تفسير العلامة ابن عثيمين
 
بسم الله الرحمن الرحيم



الدُّرُّ الثَّمين
مِن تَفسير العلامةِ ابنِ عُثَيمينَ-رَحمهُ اللهُ-


هذه فوائد جمعتُها -وأجمعها- من قراءتي لتفسير العلامة الفقيه المفسر المتفنن الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-، والذي طبع منه الكثير -ولله الحمد والمنة-.
والموضوع متجدد -إن شاء الله-: أبدأ بالفاتحة، ثم البقرة، ثم آل عمران .. وهكذا -إن شاء الله-بما يسر الله لي-، وأنقل فائدة في كل مشاركة، وأضع لها عنوانًا، وأصدر ذلك بالآية التي استنبطت منها الفائدة، وأذيل كل ذلك برقم الجزء والصفحة.
وأسأل الله التيسير والقبول.


اقتباس:

[تنبيه: من أرادت من الأخوات الكريمات المشاركة؛ فالرجاء مراعاة التالي:
التقيُّد بالترتيب في تنزيل الفائدة؛ فلا تنزل فائدة من جزء عم -مثلًا- والنقل ما يزال من سورة البقرة. والحرص على وضع عنوان مناسب، وكذا التوثيق -سواء بذِكر الآية قبل الفائدة، أو بِذكر الجزء والصفحة-، والاقتصار على فائدة (واحدة) في كل مشاركة].


أم زيد 09-24-2010 09:21 AM

سورة الفاتحة

[ العبادات مبناها على التوقيف ]

وقد ابتدع بعضُ النَّاس -اليومَ- في هذه السُّورةِ بدعةً؛ فصاروا يختمون بها الدُّعاء، ويبتدئون بها الخُطب، ويقرؤونها عند بعض المناسبات؛ وهذا غلط!
تجده -مثلاً-: إذا دعا، ثم دعا؛ قال لمَن حوله: (الفاتحة!)؛ يعني: اقرؤوا الفاتحة!!
وبعض النَّاس يبتدئ بها في خُطبه، أو في أحوالِه؛ وهذا -أيضًا- غلط؛ لأن العبادات مَبناها على التوقيف والاتِّباع.
[(1/4)، مع ملاحظة أن بداية هذا الجزء مقدمة في أصول التفسير، وهي مرقمة الصفحات حتى (ص70)، ثم يبدأ التفسير بترقيم جديد)].

أم زيد 09-24-2010 09:28 AM

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
[ الرد على من أنكر صفة الرَّحمة ]
وقد أنكر قوم وصف الله -تعالى- بالرَّحمة الحقيقيَّة، وحرَّفوها إلى الإنعام، أو إرادة الإنعام، زعمًا منهم أنَّ العقلَ يحيل وصف الله بذلك؛ قالوا: «لأنَّ الرَّحمة انعطاف ولين وخُضوع ورِقة؛ وهذا لا يليق بالله -عزَّ وجلَّ-»!
والرَّد عليهم مِن وجهين:
الوجه الأول: منع أن يكون في الرَّحمة خضوع وانكسار ورقة؛ لأنَّنا نجدُ من الملوك الأقوياء رحمةً دون أن يكون منهم خضوع ورقَّة وانكسار.
الوجه الثاني: أنه لو كان هذا مِن لوازم الرَّحمة ومُقتضياتها؛ فإنما هي رحمة المخلوق؛ أما رحمة الخالق -سُبحانه وتعالى-؛ فهي تليق بعظمته وجلالِه وسلطانه؛ ولا تقتضي نقصًا بوجه من الوجوه.
ثم نقول: إن العقل يدل على ثبوت الرَّحمة الحقيقيَّة لله -عزَّ وجلَّ-، فإنَّ ما نشاهده في المخلوقات مِن الرَّحمة بَيْنها يدل على رحمة الله -عزَّ وجلَّ-، ولأن الرَّحمة كمال؛ والله أحق بالكمال، ثم إنَّ ما نشاهده من الرَّحمة التي يختصُّ الله بها -كإنزال المطر، وإزالة الجدب، وما أشبه ذلك-؛ يدل على رحمة الله.
والعجب أن مُنكري وصف الله بالرَّحمة الحقيقيَّة بحجة أن العقل لا يدل عليها، أو أنه يحيلها؛ قد أثبتوا لله إرادةً حقيقيَّة بحجة عقليَّة أخفى مِن الحجة العقليَّة على رحمة الله؛ حيث قالوا: إن تخصيصَ بعض المخلوقات بما تتميَّز به يدل عقلاً على الإرادة؛ ولا شك أن هذا صحيح؛ ولكنه بالنِّسبة لدلالة آثار الرَّحمة عليها أخفى بِكثير؛ لأنه لا يتفطن له إلا أهل النَّباهة؛ وأمَّا آثار الرَّحمة فيعرفه حتى العوام، فإنَّك لو سألت عاميًّا صباح ليلةِ المطر: «بِمَ مُطرنا؟»، لقال: «بفضلِ الله ورحمته».(1/6-7)

أم أويس السلفية 09-25-2010 12:37 PM

أختي أم زيد جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم الذي يبرز جهود الشيخ العثيمين وسعة علمه -رحمه الله

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
مسألة
هل البسملة آية من الفاتحة؛ أو لا؟


في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة..

أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: { مالك يوم الدين } قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: { إياك نعبد وإياك نستعين } قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: { اهدنا الصراط المستقيم }... إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل"(51) ؛ وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم } في أول قراءة، ولا في آخرها"(52) : والمراد لا يجهرون؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها..

أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: { إياك نعبد وإياك نستعين } وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن { الحمد لله رب العالمين }: واحدة؛ { الرحمن الرحيم }: الثانية؛ { مالك يوم الدين }: الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ { إياك نعبد وإياك نستعين }: الرابعة . يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ { اهدنا الصراط المستقيم } للعبد؛ { صراط الذين أنعمت عليهم } للعبد؛ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } للعبد..

فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد . وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه . وهي الرابعة الوسطى..

ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل..

فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة . كما أن البسملة ليست من بقية السور..

....

أم زيد 09-25-2010 03:23 PM

جزاك الله خيرًا -أخيتي الفاضلة- على تفاعلك وإضافتك القيمة.
وتفسير ابن عثيمين من أعظم التفاسير وأنفعها وأيسرها طرحًا -رحمه الله رحمة واسعة-.

......

أم سلمة السلفية 09-26-2010 11:20 AM

حقيقة ُ "الحمْد":
{ الحمد } وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو "المحبة، والتعظيم" ؛ قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئاً؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفاً منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عزّ وجلّ حمدَ محبةٍ، وتعظيمٍ؛ فلذلك صار لا بد من القيد في الحمدَ أنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ و "أل" في { الحمد } للاستغراق: أي استغراق جميع المحامد..))
تفسير الآية:{ الحمد لله رب العالمين }

أم زيد 09-26-2010 03:25 PM

[ القراءةُ عند العوامِّ بِالقِراءاتِ ]
واعلمْ: أنَّ القراءةَ التي ليست في المصحف الذي بين أيدي النَّاس؛ لا تنبغي القراءةُ بها عند العوامِّ؛ لوُجوهٍ ثلاثةٍ:
الوجه الأول: أن العامَّة إذا رَأَوا هذا القرآن العظيمَ الذي قد ملَأ قلوبَهم تعظيمُه واحترامُه، إذا رأوه مرةً كذا ومرةً كذا؛ تَنزل منزلتُه عندهم؛ لأنَّهم عوام لا يُفرِّقُون.
الوجه الثَّاني: أنَّ القارئ يُتَّهم بأنَّه لا يَعرف؛ لأنه قرأ عند العامَّة بما لا يَعرِفونه؛ فيَبقَى هذا القارئُ حديثَ العوامِّ في مجالسِهم.
الوجه الثَّالث: أنَّه إذا أحسن العامِّيُّ الظنَّ بهذا القارئ وأن عنده علمًا بما قَرأ فذهبَ يُقلِّده؛ فربما يُخطئ ثم يَقرأ القرآن لا على قراءةِ المصحف ولا على قراءة التَّالي الذي قرأها! وهذه مفسدة.
ولهذا قال عليٌّ: «حدِّثوا النَّاس بما يَعرفون؛ أتحبُّون أن يُكذَّب الله، ورسوله»، وقال ابن مسعود: «إنَّك لا تُحدِّث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولُهم إلا كان لبعضهم فتنةً».
وعمر بن الخطَّاب لما سمع هشام بنَ الحكم يقرأ آيةً لم يسمعها عمرُ على الوجه الذي قرأها هشامٌ؛ خاصمه إلى النَّبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لهشام: «اقرأ»، فلما قرأ؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «هكذا أُنزلت»، ثم قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لِعُمر: «اقرأ»، فلما قرأ؛ قال النَّبي -صلى الله عليه وسلَّم-: «هكذا أُنزلت»؛ لأنَّ القرآن أنزل على سبعةِ أحرفٍ، فكان النَّاس يقرؤون بها حتى جمعها عثمان -رضي الله عنه- على حرف واحد -حين تَنازع الناس في هذه الأحرف-، فخاف -رضي الله عنه- أن يشتدَّ الخلاف؛ فجمعها في حرف واحد -وهو حرف قريش؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه القرآن بُعث منهم-؛ ونُسيَت الأحرف الأخرى.
فإذا كان عمر -رضي الله عنه- فعل ما فعل بِصحابي؛ فما بالُك بعاميٍّ يَسمعك تقرأ غير قراءة المصحف المعروف عنده؟!
والحمدُ لله: ما دام العلماء متَّفقين على أنه لا يجب أن يقرأ الإنسان بكل قراءة، وأنَّه لو اقتصر على واحدة من القراءات فلا بأس؛ فدَع الفتنة، وأسبابها. (1 /17-19)

أم سلمة السلفية 09-27-2010 11:52 AM

الاستعانة بالعباد :
فإن قال قائل: كيف يقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2] إثبات المعونة من غير الله عزّ وجلّ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة"؟(1) ..
فالجواب: أن الاستعانة نوعان: استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عزّ وجلّ، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عزّ وجلّ؛ واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة إذا كان المستعان به حياً قادراً على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة؛ ولهذا قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2 )
فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟
فالجواب: لا؛ الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادراً عليها؛ وأما إذا لم يكن قادراً فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر؛ لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئاً؛ فكيف يعينه!!! ...))
تفسير قوله تعالى:{ وإياك نستعين}
ـــــــــ
(1):أخرجه البخاري ومسلم

أم أويس السلفية 09-28-2010 11:37 AM


(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)

أنواع الهداية
**** المراد بـ "الهداية" هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: { اهدنا الصراط المستقيم } تسأل الله تعالى علماً نافعاً، وعملاً صالحاً؛ و{ المستقيم } أي الذي لا اعوجاج فيه..
**** الهداية تنقسم إلى قسمين:
هداية علم، وإرشاد؛ وهداية توفيق، وعمل؛ فالأولى ليس فيها إلا مجرد الدلالة؛ والله عزّ وجلّ قد هدى بهذا المعنى جميع الناس، كما في قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس} [البقرة: 185] ؛ والثانية فيها التوفيق للهدى، واتباع الشريعة، كما في قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتقين} [البقرة: 2] وهذه قد يحرمها بعض الناس، كما قال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17] : {فهديناهم} أي بيّنّا لهم الحق، ودَلَلْناهم عليه؛ ولكنهم لم يوفقوا..
****ومن فوائد الآية: أن الصراط ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج؛ فما كان موافقاً للحق فهو مستقيم، كما قال الله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه} [الأنعام: 153] ؛ وما كان مخالفاً له فهو معوج..

أم زيد 10-02-2010 01:14 AM

[ أسباب الخروج عن الصراط المستقيم ]
وأسباب الخروج عن الصراط المستقيم:
إما الجهل، أو العناد.
والذين سبب خروجِهم (العناد) هم المغضوب عليهم؛ وعلى رأسهم: اليهود.
والآخرون -الذين سبب خروجهم (الجهل)-: كل مَن لا يَعلم الحقَّ؛ وعلى رأسهم: النصارى. وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة -أعني النصارى-؛ أما بعد البعثةِ؛ فقد عَلموا الحقَّ وخالفوه؛ فصاروا هم واليهود سواء! كلهم مغضوب عليهم! (1 /20)


الساعة الآن 12:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.