{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   جواب الشيخ صادق البيضاني حول تعديل الشيخ العباد لبعض الدعاة بأنه لايقرأ (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=71594)

ابوخزيمة الفضلي 05-26-2017 08:38 PM

جواب الشيخ صادق البيضاني حول تعديل الشيخ العباد لبعض الدعاة بأنه لايقرأ
 
جواب الشيخ صادق البيضاني حول تعديل الشيخ العباد لبعض الدعاة
يقول السائل يرد البعض تعديل الشيخ عبد المحسن العباد لبعض الدعاة بحجة أنه لا يقرأ ردود العلماء المجرحين لهؤلاء الدعاة، ما رأيكم حفظكم الله في هذا الكلام؟


جواب الشيخ:


سبحان الله!! وهل يلزم كل عالم أن يقرأ كلام العلماء المجرحين للدعاة؟ هذا مذهب لجماعة الإلزامية وليس مذهباً لعلماء الاسلام لا قديماً ولا حديثاً، فالعلماء لا يلزمون الناس والعلماء الآخرين بقراءة كتبهم في جرح الرجال، وقد دخلت علينا هذه البدعة في العصر الحديث، وهذه منقصة للشيخ عبد المحسن العباد وللعلماء الكبار من الجدد الذين جاءوا لنا بقواعد لا أصل لها في علم الجرح والتعديل وقد جاءت على ألسنة هؤلاء الذين يتجرؤون بمثل هذه الترهات، هل كان ابن باز وابن عثيمين والألباني والوادعي وأحمد شاكر وقبلهما أئمة الحديث الأكابر كابن حجر والنووي والسخاوي وابن عدي وقبلهم البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم كثير، هل كان هؤلاء يلزمون غيرهم بقراءة كتبهم في الرجال ومن بدعوهم؟؟؟!!.
كان علماء الاسلام أهل ورع وتقوى، فمن اطلع على شئ تحدث به بعد التثبت، ومن لم يطلع سكت ، ومن سكت لم يلزمه العلماء الآخرون أن يقرأ لهم.
هكذا دخل علينا مذهب الإلزامية الذي تبناه الروافض والخوارج والمتصوفة حيث ألزموا أتباعهم بمتابعة ما يقولون ويكتبون وكأن كلامهم وحي من الله.
الشيخ العباد محدث وشيخ المحدثين في عصره، وهو أعلم مني ومنك ومن هؤلاء بعلماء عصره ودعاته، وإذا جهل حال بعضهم فإنه لا يلزمه شرعاً أن يقرأ كتب من جرحوا وتكلموا في إخوانهم ممن عرفوا بالمنهج السوي.
نعم من علم منا أن فلاناً يستحق التجريح فهذا لزمنا قبل تجريحه أن نناصحه ونقيم عليه الحجة ونزيل عنه الشبهة وإلا ألحقناه بالمبتدعة، أما هؤلاء فليس عندهم ضوابط، بل يغلب على كثير منهم الهوى وأقصد بهم الصغار الذين فتنوا المشايخ ونقلوا لهم نقولات لا تصح.
لنا ربع قرن في هذه الفتنة والمعمعة... وقد كان أهل السنة قبل ربع قرن جماعة واحدة على منهج واحد، واليوم كل شيخ أو مجموعة مشايخ حولهم اتباع، فاتباع هذا الشيخ يبدعون ذاك الشيخ ومن حوله إلا من رحم الله، وربما لو عديت هذه المجموعات لوجدتها أكثر من عشر مجموعات وعلى رأس كل مجموعة شيخ أو طويلب علم يرجعون له في تجريح الفضلاء، حتى ضيعوا أوقاتهم ونسوا المقصد الذي من أجله خلقهم الله وهو عبادته على الوجه الشرعي المطلوب.
يقول الشيخ أحمد النجمي : " لا يجوز لطالب العلــم المبتـــدئ أن يُبَدِّع أو يُكَفِّر إلا بعد أن يتأهل لذلك، وعليــه إسناد الأمر لكبار أهـل العلـــم خاصـة، لأن الله تعالى يقــول : {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ }([1]) ([2]).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز : " وقد شاع في هذا العصر أنّ كثيراً من المنتسبين إلى العلم، والدعوة إلى الخير، يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين، ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين، يفعلون ذلك سراً في مجالسهم، وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس، وقد يفعلونه علانيةً في محاضرات عامة في المساجد، وهذا المسلك مخالف لما أمر الله به ورسوله من جهات عديدة منها :
أولا : أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين، بل من خاصة الناس من طلبة العلم، والدعاة الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس، وإرشادهم، وتصحيح عقائدهم ومناهجهم، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات، وتأليف الكتب النافعة.
ثانياً: أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة، والبعد عن الشتات والفرقة، وكثرة القيل والقال فيما بينهم، خاصةً وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة، المعروفين بمحاربة البدع والخرافات، والوقوف في وجه الداعية إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر، والنفاق، أو من أهل البدع والضلال.
ثالثاً : أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين ،من العلمانيين، والمستغربين، وغيرهم من الملاحدة الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة، والكذب عليهم، والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه ، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم.
رابعاً: إن في ذلك إفساداً لقلوب العامة والخاصة ، ونشراً وترويجاً للأكاذيب والإشاعات الباطلة ، وسبباً في كثرة الغيبة والنميمة، وفتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس، الذين يدأبون على بث الشبه، وإثارة الفتن، ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا.
خامساً: أن كثيراً من الكلام الذي قيل لا حقيقة له ، وإنما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها، وأغراهم بها، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)}([3]).
والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم على أحسن المحامل، وقد قال بعض السلف: " لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملاً " ([4]).
سادساً : وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد، فإن صاحبه لا يؤاخذ به، ولا يثرب عليه" ([5]).
وقال الشيخ ابن عثيمين : " فكوننا نقول: إن هذا مبتدع؛ لأنه خالف اجتهادنا ، هذا ثقيل على الإنسان ، ولا ينبغي للإنسان أن يُطلق كلمة بدعة في مثل هذا ؛ لأنه يؤدي إلى تبديع الناس بعضهم بعضاً في المسائل الاجتهادية، التي يكون الحق فيها محتملاً في هذا القول أو ذاك، فيحصل به من الفرقة والتنافر ما لا يعلمه إلا الله " ([6]).
وقال الشيخ صالح الفوزان :" أما طلبة العلم فعند الشرح لهم والتوضيح، يُبَيَّن لهم التأويل، لكن من غير أن يُتعرّض للمؤلف، ويقال‏:‏ المؤلف مبتدع وضال،‏ بل يقال‏ :‏ هذا التفسير خطأ، والصواب كذا، فيه تأويل الآية الفلانية، فيه تأويل الصفة الفلانية، من غير أن يتعرض للعلماء، فيبَدَّعون، ويتناول أشخاصهم، هذا لا يستفيد الناس منه، بل هذا يسبب نفرة طلبة العلم من العلماء ، ويسبب سوء الظن بالعلماء، والغرض هو بيان الصواب في هذا الخطأ فقط، وليس تناول الأشخاص بالتبديع، أو بالتجهيل، أو بالتضليل، فهذا لا يفيد شيئًا، بل يفيد أمورًا عكسية ، ويفيد سوء الظن بالعلماء، ويفيد بلبلة الأفكار، والخوض في أعراض العلماء الميتين والأحياء" ([7]).
وكل ما سبق يلخص لنا المقال في الضوابط التي يجب توفرها قبل الحكم على فلان من الناس أنه مبتدع :
الأول : صحة وقوع البدعة من المتهم بها.
باعتبار كون البدعة " ما خالف كتاباً، أو سُنة، أو أثراً عن بعض أصحاب رسول الله-عليه الصلاة والسلام- " ([8]).
الثاني : قيام الحجة عليه في كونها بدعةً، وإزالة الشبهة عنه.
فإن الله سبحانه وتعالى : " لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه، وإرسال الرسول إليه كما قال : " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً"([9]).
الثالث : بقاؤه عليها، وإصراره على عدم تركها.
فإذا توفرت هذه الشروط صح الحكم بها على فلان من الناس أنه مبتدع ، بشرط أن يكون زمام التبديع للأهل العلم؛ لأنهم هم المؤهلون لمثل هذا الأمر ، وليس هذا لجميعهم، ولكن من كان منهم متصفاً بشروط :
الأول : أن يكون عالماً تقياً، ورعاً، فلا يبدع لهوى، أو حسد، أو غرض دنيوي .
الثاني: أن يكون عارفاً بأسباب ودواعي التبديع .
الثالث: ألا يعرف بالتعصب المذهبي .
فإذا اتفقت هذه الشروط في الشخص حُقَّ له أن يبدع من صح في حقه البدعة بعد قيام الحجة، وإزالة الشبهة؛ لأن مثله سوف يتصف بالعدل والأمانة، والله -عز وجل- يقول في كتابه الكريم: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً (58)} ([10]).
وقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)} ([11]).
فلا ينبغي لعامة الناس وطلاب العلم أن يخوضوا في التبديع والتضليل حتى يصيروا من علماء الله ، وعليه إسناد أمر التبديع لكبار أهل العلم عملاً بقوله: " وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ " ([12]).
وفق الله الجميع لطاعته وأصلح الله هؤلاء وألهمهم رشدهم.
....................

([1]) سورة النساء, الآية (83).
([2]) للشيخ أحمد النجمي نقلاً من كتاب الفتاوى الجلية (2/32).
([3]) سورة الحجرات ، الآية رقم (12).
([4]) هذه المقولة لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه- انظر : الفرق بين النصيحة والتعيير لابن رجب الحنبلي ص (8).
([5]) مقال نشر لسماحته بعنوان: " أسلوب النقد بين الدعاة والتعقيب عليه" نشر في الصحف اليومية: الجزيرة والرياض، والشرق الأوسط يوم السبت 22/6/1412 هـ .
([6]) فتاوى أركان الإسلام (ص 324 – 326 ).
([7]) المنتقى من فتاوى الفوزان (1/5).
([8]) [إعلام الموقعين: 1/80].
([9]) تفسير ابن كثير (2/462).
([10]) سورة النساء ، الآية رقم (58).
([11]) سورة النحل ، الآية رقم (90،91).

الأثري العراقي 05-28-2017 09:41 AM

بارك الله في الشيخ ( صادق البيضاني ) ، وفي الناقل لكلامه ـ ( أبي خزيمة الفضلي ) ـ

ابو نسرين الاثري 05-28-2017 11:38 AM

وستتوجه السهام نحو الشيخ المفضال صادق البيضاني.

ابوخزيمة الفضلي 05-28-2017 07:11 PM

وفيك يبارك الله يا أخانا الحبيب

الأثري العراقي 05-31-2017 08:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو نسرين الاثري (المشاركة 366173)
وستتوجه السهام نحو الشيخ المفضال صادق البيضاني.

هذا مؤكَّد .. ونتيجةٌ حتميةٌ !

محب العباد والفوزان 05-31-2017 12:56 PM

لعلهم يتريثون=يخافون من نشر الكلمة !
التي قالها العلامة العباد في ربيع.



الساعة الآن 12:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.