عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-02-2011, 06:50 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فتنة أحداث مصر .. ودماء في رقبة القرضاوي + هل يجوز مواجهة النظام بتفجير ثورة شعبية ؟

فتنة أحداث مصر.. ودماء في رقبة القرضاوي

لفضيلة الشيخ أحمد عبدالرحمن الكوس - حفظه الله تعالى -.

تسارعت الأحداث في مصر الحبيبة التي يتربص بها الأعداء من يهود ونصارى وغيرهم من الأجانب وأصابع المخابرات الغربية والفارسية وبعض الأحزاب الذين لا يريدون لمصر الخير والقوة، وها هي حضارة وتنمية مصر تخرب وتكسر، والاقتصاد يترنح ويخسر مئات المليارات وستتسبب بالتأثير في شعب مصر، فمصر حصن حصين ودرع سابغة للأمة الاسلامية.

إن المسلم الحق هو الذي يتأمل الأحداث والفتنة والنوازل بعين بصيرة على هدي من الكتاب والسنة في ضوء هدي السلف الصالح ولايتجاوز هذا المنهج.

ولايجوز لأي كان أن يغلب العاطفة الجياشة أو الحماس المُفْرط تجاه هذه الأحداث، فنحن نعلم حجم الظلم والجور في كثير من البلاد العربية والاسلامية.
ولكن ذلك لا يُبرر الخروج على الحكام والدخول في المظاهرات التي يختلط فيها الحابل والنابل، وإن سموها سلميّة!!.


ولكن مُحال أن تكون كذلك فالواقع يبيًن خلاف ذلك حيث يندفع الناس والمتظاهرون فيحرقون ويكسرون ويخرّبون للفت الأنظار ولفرض مطالبهم.

لا يجوز للمشايخ أن يسكبوا الزيت على النار، ويصطفوا مع المبتدعة، والأحزاب العلمانية بدعوى التغيير والحرية وتقرير المصير ووجود الظلم وغيرها من الشعارات!!.

وليتق الله من يدعو الناس والجماهير للنزول الى الشارع ويحتكوا بالغوغاء وحينها لايستطيع أحد ان يسيطر على الشارع وتقع الشرارة والتقاتل بين المتظاهرين.

ونقول للدكتور يوسف القرضاوي ومن تبعه من مشايخ الاخوان وبقية الجماعات : اتقوا الله في أنفسكم وفي دولة مصر، ولاتكونوا عوناً في سيل المزيد من الدماء على أرض الكنانة، فكل دم يسيل فهو برقبتكم، وأولهم القرضاوي المحرّض على الفتنة بدلا من تهدئة الناس والجماهير.

نقول لأصحاب الثورات والانقلابات : قال علماؤنا الأجلاء أنها لا تأتي بخير لمخالفتها للكتاب والسنة، ودخول من يريد لنفسه الامارة، والواجب الصبر والنصيحة للأئمة.

واتفق علماء أهل السنة على ترك الخروج على الأئمة قال اللالكائي: (ولا نرى الخروج على الأئمة، ولاننزع يداً من طاعته، ونتبع السنة والجماعة، ونتجنب الشذوذ والخلاف والفرقة).

وقال الامام النووي: (وأما الخروج عليهم وقتالهم، فحرام بإجماع المسلمين- وإن كانوا فسقة ظالمين- وقد تضافرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته).

وقال ابن تيمية رحمه الله : (ولهذا كان من أصول أهل السنة والجماعة: لزوم الجماعة، وترك قتال الأئمة، وترك القتال في الفتنة، وأما أهل الأهواء كالمعتزلة فيرون القتال للأئمة من أصول دينهم).

وأوضح ابن تيمية أيضا مفسدة الخروج على الأئمة فقال : (ولايزال المنكر بما هو أنكر منه، بحيث يُخْرَج عليهم بالسلاح، وتقام الفتنة، كما هو معروف من أصول أهل السنة والجماعة، كما دلت عليه النصوص النبوية، لما في ذلك من الفساد الذي يربو على فساد ما يكون من ظلمهم..).

وقال أيضا : (.. إن مجرد وجود البغي من إمام أو طائفة، لايوجب قتالهم، بل لايبيحه، بل من الأصول التي دلت عليها النصوص: أن الإمام الجائر الظالم يُؤْمر الناس بالصبر على جوره، وظلمه، وبغيه، ولايقاتلونه).

ومن المؤسف أن ينصاع إخوان الكويت لاخوان مصر حيث تم التعميم على «الاخوان» في كل العالم بعمل المظاهرات أمام السفارات المصرية بالكويت وغيرها من بلاد العالم، ونقول لهم اتقوا الله في مصر ولاتساهموا في نشر الفوضى، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.

ونقول لخامئني الذي طار فرحا في أحداث مصر، لماذا لم تسمح لشعبك بأن يتظاهر ؟ ولماذا ضربتهم ونهيتهم أم أنه حلال على مصر وحرام على ايران ؟، أم أنه التربّص بمصر والفرح بخرابها !!.

أسأل الله - تعالى - أن يولي على كل بلاد المسلمين خيارهم، ويلطف بكل بلاد العالم الاسلامي، ويوحد صفوفهم، ويقيهم شر الفتن ماظهر منها وما بطن .. اللهم آمين.

أحمد عبدالرحمن الكوس

6/ 2 /2011 م جريدة الوطن الكويتية
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس