عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 11-08-2013, 06:08 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الاستدلال بالآيات لا يُشترط فيه الإستعاذة. مع الأدلــــــة. - تتمــّـــة -.

13. عن مالك بن أوس بن الحدثان قال قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إن الله قد خص رسوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الفيء بشيء لم يُعطه أحداً غيره، ثم قرأ : ﴿وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ إلى قوله ﴿قَدِيرٌ (1).
فكانت هذه خالصةً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ينفق على أهله نفقة سَنَتِهِمْ من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله). (متفق عليه).

14. وقال عمر - رضي الله عنه - : (ما من أحدٍ من المسلمين إلا له في هذا المال نصيب إلا العبيد، فليس لهم فيه شئ ". وقرأ : ﴿مَا أَفَاءَ اللهُ حتى بلغ ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ (2) ... فقال : "هذه استوعبت المسلمين، ولئن عشت ليأتين الراعي بسرو حمير نصيبه منها لم يعرق فيها جبينه"). (صحيح موقوف) انظر : [إرواء الغليل 5/ 83 رقم 1245].

قال الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - : [وقد وجدته مفرقًا من طريقين عن عمر - رضي الله عنه - :
الأولى : عن الزهري عن مالك بن أوس أن عمر رضي الله عنه قال : (ما مِن أحد إلا وله في هذا المال حق، أعْطِيَهُ أو مُنِعَه، إلا ما ملكت أيمانكم). أخرجه الشافعي (1159) وعنه البيهقي (6/ 347 ) وقال : " هذا هو المعروف عن عمر رضي الله عنه -". قلت : وإسناده (صحيح)]. ا هـ.

15. ثم أخرجه البيهقي (6/ 352) من طريق عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في قصة ذكرها قال : "ثم تلا : ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ (3).إلى آخر الآية، فقال : هذه لهؤلاء ، ثم تلا : ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ (4). إلى آخر الآية، ثم قال : هذا لهؤلاء، ثم تلا : ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى (5). إلى آخر الآية، ثم قرأ : ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ (6).إلى آخر الآية، ثم قال : هؤلاء المهاجرون، ثم تلا : ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ (7).إلى آخر الآية، فقال : هؤلاء الأنصار، قال : وقال : ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ (8). إلى آخر الآية، قال : فهذه إستوعبت الناس، ولم يبق أحد من المسلمين، إلا وله في هذا المال حق، إلا ما تملكون من رقيقكم، فإن أعِشْ إن شاء الله، لم يبق أحد من المسلمين، إلا سيأتيه حقه حتى الراعي بـ (سرو حمير) يأتيه حقه، ولم يعرق فيه جبينه). قلت : وإسناده صحيح أيضا]. انظر : [إرواء الغليل 5/ 84 رقم 1245].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
_________
(1). [سورة الحشر : 6].
(2). [سورة الحشر : 7 - 10].
(3). [سورة التوبة : 60].
(4). [سورة الأنفال : 41].
(5). [سورة الحشر : 7].
(6). [سورة الحشر : 8].
(7). [سورة الحشر : 9].
(8). [سورة الحشر : 10].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس