عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 11-08-2013, 07:59 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الاستدلال بالآيات لا يُشترط فيه الإستعاذة. مع الأدلــــــة. - تتمــّـــة -.

16. وفي توبة الله - تعالى - على الثلاثة الذين خُلّفوا : عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه - رضي الله عنهما - قال : " لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها، حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرا، ولم يعاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدًا تخلّف عن بدر، إنما خرج يُريد العير، فخرجت قريش مغوثين لعيرهم، فالتقوا عن غير موعدٍ كما قال الله - عز وجل -، ولعمري إن أشرف مشاهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس لبدر، وما أحب أنّي كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة، حيث تواثقنا على الإسلام ثم لم أتخلف بعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها، وآذن النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس بالرحيل، - فذكر الحديث بطوله -، قال : فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون، وهو يستنير كاستنارة القمر، وكان إذا سُرّ بالأمر استنار، فجئتُ فجلستُ بين يديه فقال : أبشر يا كعب بن مالك بخيرِ يومٍ أتى عليكَ منذُ ولدتكَ أمّك، فقلت : يا نبي الله ! أمِنْ عندِ اللهِ، أمْ مِنْ عندِك، قال : بل من عندِ الله، ثم تلا هؤلاء الآيات : ﴿لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ حتى بلغ ﴿إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (1). قال : وفينا أنزلت أيضًا : ﴿اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (2). قال قلت : يا نبي الله ! إن من توبتي أن لا أُحَدّثَ إلا صِدْقًا، وأن أنخَلِعَ من مالي كلهُ صدقةً إلى الله وإلى رسوله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أمسِك عليكَ بعض مالِكَ فهو خير لك، فقلت : فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، قال : فما أنعم الله عليّ نعمةً بعد الإسلام أعظم في نفسي من صِدقي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حين صدقتُهُ أنا وصاحباي، لا نكونُ كذبنا فهلكنا كما هلكوا، وإني لأرجو أن لا يكون اللهُ أبلى أحدا في الصدق مثل الذي أبلاني، ما تعمدت لكذبةٍ بعد، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي). قال الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - : (صحيح). انظر : [جامع الترمذي 5/ 281 رقم 3102].

17. وعن صهيب – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : (إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقولُ اللهُ – تعالى - تريدونَ شيئًا أزيدكم ؟ فيقولون ألم تبيّضْ وُجوهَنا ؟ ألم تُدخِلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال - فيُرفعُ الحجابُ فينظرون إلى وجهِ الله، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم، ثم تلا : ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ (3)). (صحيح). رواه مسلم . انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5656].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
________

(1). [سورة التوبة 117 - 118].
(2). [سورة التوبة 119].
(3). [سورة يونس : 26].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس