بسم الله الرحمن الرحيم
يَا ( كُلَّ السَّلَفِيْيِّنَ ) : [ لَا تَبْتَئِسُوْا ] ( ! )
الحمدُ للهِ ربَّ العالمينَ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نَبيِّنا مُحمدٍ الأَمين ، وعلى آلهِ وأَصْحابهِ أَجمعين ، وبَعدُ :
فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمامُ ( البُخاريُّ ) ـ رحمه الله ـ في صَحيحِهِ تحتَ بَاب :
[ مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ،
وَقَوْلِ اللَّهِ ـ تَعَالَى ـ : (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ )) ،
وَقَوْلِهِ : (( مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )) ] ،
قَالَ : ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ :
( أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ ؟! ؛ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا ، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا ، وَأَنَا مُحَمَّدٌ ) .
[ ( 2 / 182 ) ـ برقم ( 3533 ) ].
ومِمَّا قَالَهُ ابنُ حَجَرَ ـ رَحمهُ اللهُ ـ في تَعْلِيقهِ على هذا الحديثِ :
( كانَ الكُفَّار مِن قُريش ـ مِن شِدَّةِ كَراهَتِهم في النَّبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ـ لا يُسمُّونه بِاسمهِ الدَّالِ على المدحِ ؛
فيَعْدلونَ إِلى ضِدِّهِ ؛ فيقولونَ : " مُذَمَّمٌ " ، وإِذا ذَكروهُ بِسوءٍ ؛ قالوا : " فَعَلَ اللهُ بِمُذَمَّمٍ " ! ،
ومُذَمَّمٌ ليسَ هوَ اسْمهُ ، ولا يُعرَفُ بهِ ؛ فكانَ الذي يَقَعُ منهُم في ذلكَ مَصروفاً إِلى غَيرِهِ ...
كما أَنَّ مُذَمَّماً لا يُمكِنُ أَنْ يُفَسَّرَ بهِ مُحمَّدٌ ـ عليهِ أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ ـ بِوجهٍ مِن الوُجوهِ ) .
قُلتُ : قد زادت عداوة ( الأُخوة الغلاة ! ) لنا ـ في الآونة الأخيرة ، حتى صدرت من كثيرٍ منهم عبارات
هم يرونها تشفي غليلهم ، وتُطفيء أُوارهم ،
وألصقوها بعباد الله ( السلفيين )
زُوراً ( ! )
وبُهتاناً ( ! )
وظُلماً ( ! )
و ( السلفيون ) ـ من هذه ( الإلصاقات والعبارات ) ـ بَراء ،
ومن هذه العبارات ؛ قولهم ـ على موقع : (( منتديات كل السلفيين )) ـ :
( كل التلفيين ) ! ،
أو ( كل اللَّفلفيين ) ! ،
أو ( كل المميعين ) ! ،
أو ( الكل إلا السلفيين ) ! ، ... ( إلخ ! ) ،
ولا يستطيعون التلفظ بـ ( كل السلفيين ) ؛
إما لاعتقادهم بأننا لسنا بـ ( سلفيين ) ، وهذا ـ بحد ذاته ـ اعتقادٌ باطلٌ ،
وهم خاطئون ـ في ذلك ـ وواهمون ! .
وإما أنهم يعتقدون ـ في قلوبهم ـ أننا ( سلفيون ) ، ولكنهم يجحدون ذلك بأفواههم وأقلامهم
ـ لسببٍ أو لآخر ( ! ) ـ ؛
فهذا من قبيل قول الله ـ تعالى ـ : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ... (14) )) ( سورة النمل / 14 ) .
وعلى فرض هذه ـ أو تلك ـ ؛ فلا يضرنا تغييرهم للعبارات ، وتلاعبهم بالمفردات ؛
فنحن ( سلفيون ) ـ بحقٍ ـ ، ونفتخر بـ ( سلفيتنا ) ـ الحقة ـ ،
حتى وإن خالَفَنا مَن خالَفَنا ،
حتى وإن حارَبَنا مَن حارَبَنا ،
حتى وإن شَوَّهَ الوُجوه والأشكال ـ بجورٍ ـ مَن يُشَوِّه ،
ولسنا في شكٍ من اعتقادنا في منهجنا وديننا .
وها قد صرف الله ـ تعالى ـ عنا أذاهم بهذا التشويه (( الشكلي ))
وأما أذاهم بغير هذا الشكل ؛ فقد ردَّه عليهم ـ ( أهل العلم ) ـ بـ ( العلم ) ، و ( الحُجَّة ) ،
وقد بانت الحجة ، وظهرت المحجة لذي العينين ، ولذي البصيرة ، والحمد لله وحده .
نسأل الله ـ تعالى ـ أن يهدينا وإياهم سبل السلام ، وأن يجمع كلمة ( السلفيين ) على ( الحقِّ والسنةِ ) .. ( اللَّهم آمين )
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين