عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 01-29-2014, 09:41 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي


" إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ " ( 92 ) .

صيغة بي دي أف :
http://www.islamdeeny.com/books-521.htm

صيغة وورد :
http://www.islamdeeny.com/books-520.htm

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ



بسم الله الرحمن الرحيم

عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: ايْمُ اللَّهِ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ، وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا » (رواه أبو داود، وصححه الألباني) .

في هذا الحديث يبين النبي – صلى الله عليه وسلم - سبيل السعادة والطريق الموصل إليها وهو مجانبة الفتن .

والسعادة من ( السعد ) وهو " أصلٌ يدل على خير وسرور ، خلاف النَّحْس " (معجم المقاييس : 3/56) .

والسعيد هو من تم فرحه وسروره في الدنيا والآخرة ، وكمال السعادة في الدنيا تكون بانشراح الصدر بالإيمان والعمل الصالح ، كما قال – تعالى - : {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].

وكما السعادة في الآخرة تكون في دخول الجنة ، كما قال – تعالى - : {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرض إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود:108].

والذي يحول بين العبد وبين السعادتين في الدنيا والآخرة هو الوقوع في الفتنة .

والفتنة هي كل سبب يحول بين العبد وبين رضا الله – تعالى – فكل ما صرف العبد عن القرآن والإيمان فهو فتنة .

والسعادة أن يبتعد العبد عن كل سبب يحول بينه وبين القرآن والإيمان ويجتنبه غاية الاجتناب بأن يكون في جانب وتكون هذه الأسباب في جانب آخر . بل يهرب منها ولا يقترب من حماها وما يوصل إليها .

ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ " .

ومن أعظم أسباب الفتن ما قاله ابن القيم – رحمه الله - : " أركان الكفر أربعة: الكبر، والحسد، والغضب، والشهوة.

فالكبر يمنعه (الانقياد)، والحسد يمنعه (قبول النصيحة، وبذلها)، والغضب يمنعه (العدل)، والشهوة تمنعه (التفرغ للعبادة)، فإذا أنهدم ركن الكبر سهل عليه الانقياد، وإذا أنهدم ركن الحسد سهل عليه قبول النصح وبذله، وإذا أنهدم ركن الغضب سهل عليه العدل والتواضع ، وإذا أنهدم ركن الشهوة سهل عليه الصبر والعفاف والعبادة.

وزوال الجبال عن أماكنها أيسر من زوال هذه الأربعة عمن بلي بها ولاسيما إذا صارت هيئات راسخة وملكات وصفات ثابتة ؛ فإنه لا يستقيم له معها عمل البتة ، ولا تزكو نفسه مع قيامها بها ، وكلما اجتهد في العمل أفسدته عليه هذه الأربعة ، وكل الآفات متولدة منها، وإذا استحكمت في القلب أرته الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل والمعروف في صورة المنكر والمنكر في صورة المعروف وقربت منه الدنيا وبعدت منه الآخرة ، وإذا تأملت كفر الأمم رأيته ناشئا منها ، وعليها يقع العذاب ، وتكون خفته وشدته بحسب خفتها وشدتها فمن فتحها على نفسه فتح عليه أبواب الشرور كلها عاجلا وآجلا ومن أغلقها على نفسه أغلق عنه أبوب الشرور ؛ فإنها تمنع الانقياد ، والإخلاص ، والتوبة ، والإنابة ، وقبول الحق ، ونصيحة المسلمين ، والتواضع لله ، ولخلقه ".
[الفوائد:157-159].

ـــــــــــــــــــــــــــ

حكمة الأسبوع
قال ابن القيم - رحمه الله - :
" الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل "



رد مع اقتباس