عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 05-12-2015, 10:52 AM
عادل سليمان القطاوي عادل سليمان القطاوي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 80
افتراضي

الحديث الثاني:
.................................................. .............................................
قال الأخ عماد المصري :

2ــ قال الشيخ رحمه الله في الإيمان لابن تيمية 347 وصحيح الجامع 3522 وفي السلسلة الصحيحة 2/630 حديث رقم925 (من النسخة القديمة) قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء): أخرجه أبو داود 4132 والترمذي 1569 واحمد 6491 قال الشيخ وصححه أيضا أبو الفتح الخرقي، والعراقي وابن ناصر الدين الدمشقي، وفي إسناده أبو قابوس ولا يعرف كما قال الذهبي لكن قال ابن ناصر الدين (وله متابع) رويناه في مسند احمد بن حنبل، وعبد بن حميد من حديث أبي خداش حبان بن زيد الشرعبي الحمصي أحد الثقات عن عبد الله بن عمرو بمعناه والله أعلم.
قلت ومداره عند جميع مخرجيه على أبي قابوس لا يعرف كما قال الذهبي في الميزان 4/563، والمتابعة التي قالها الشيخ ناصر في مسند احمد لا علاقة لها بالحديث إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد.
قلت وقد فات الشيخ متابعةٌ عند (المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي) 566 باب من يستثقل إعادة الحديث حدّثنا أبي عن عبد الله بن محمد الزهري عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمر بن أوس عن عبد الله بن عمرو قلت: ويا ليتها صحت لكانت مما يفرح لها القلب وفيها خطآن الأول: أن والد الإمام مجهول (وهو عبد الرحمن بن خلاد) الثاني: أن في الإسناد تحرفا والله أعلم إذ تحرف من أبي قابوس إلى عمر بن أوس – وعمر بن أوس ثقة والله أعلم فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فهو جهد المقل ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأورده الذهبي في معجم شيوخه 1/22 وقال هذا حديث صحيح أخرجه أبو داود عن مسدد وأبي بكر بن شيبة. وأخرجه الترمذي عن ابن أبي عمر العدني ثلاثتهم عن سفيان بنحوه. ولي فيه طرق عدة وقد حكم بصحته الحافظ أبو عيسى. قلت : وهو أول حديث أرويه بالإجازة عن شيوخي وهو حديث المسلسل بالأولية.
انتهى من عماد .................................................. ...............................

قلت [ عادل القطاوي ]:
رقم الحديث في الصحيحة (925)
أما المتابعة عند أحمد فقد نقلها الشيخ عن الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي ووثق المتابع وهو أبو خداش حبان بن زيد الشرعبي.
فلماذا لم تنسب المتابعة إليه وترمي سهام النقد عليه ؟
ومع ذلك فقد صرح الألباني نقلا عن ابن ناصر الدين أن هذه المتابعة " بمعناه " وهي بلفظ " ارحموا ترحموا ... ".
وانظر إلى دقة الشيخ وأمانته العلمية وهو يقول في الصحيحة (2/596):
" تنبيه: المتابعة التي ذكرها ابن ناصر الدين هي بلفظ آخر، وقد مضى تخريجه برقم (482) فهي متابعة قاصرة فتنبه ".
واكتفى الشيخ بتصحيحه لشواهده وتلقي الأمة له بالقبول كما ذكر في الاستدراك رقم (12) آخر المجلد الثاني ص 714 وهو يرد على المدعوا حسن السقاف، ذاك الجهمي الذي رد تصحيح هذا الحديث.
وعلى كلٍ :
إن لم تكن هذه المتابعة مقنعة، فقد ذكر له الألباني شاهدا من حديث أبي إسحاق عن أبي ظبيان عن جرير مرفوعا بلفظ : " من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء ".
وقال: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وابن أبي شيبة قال المنذري في الترغيب: وإسناده جيد قوي! كذا قال، والصواب قول الذهبي في العلو والحافظ في الفتح: " رواته ثقات ".
وذلك لأن أبا إسحاق وهو السبيعي كان اختلط، ثم هو مدلس .والجملة الأولى منه عند الشيخين وهو مخرج في مشكلة الفقر.
وذكر في الاستدراك شاهدا عن أسامة بن زيد بلفظ: " وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " وخرجه في أحكام الجنائز وصححه.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من لا يرحم لا يُرحم .. "
والحديث رواه أئمة أهل السنة في مصنفاتهم وحدث به سفيان الثوري واشتهر بعمرو بن دينار.
وشواهده كثيرة حتى قال ابن ناصر الدين:
" وللحديث شاهد عن نيف وعشرين صحابيا منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم ".
قال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان، عن ابن عيينة: حدثنا عمرو بن دينار، وكان ثقة، ثقة، ثقة. وحديث أسمعه من عمرو أحب إلى من عشرين من غيره.
قال أبو الاشبال أحمد شاكر محدث النيل (المسند 6/46): وأبو قابوس: هو مولى عبد الله بن عمرو بن العاص، ترجمه الذهبي في الميزان 3: 376، وقال: "لا يعرف، تفرد عنه عمرو بن دينار، وقد صحح الترمذي خبره" وترجمه البخاري في الكنى رقم 574، وكتاب "الكنى" قسم من التاريخ الكبير، وترجمه أيضاً في الأسماء4/ 1/194 هكذا: " قابوس مولى عبد الله ابن عمرو، عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلي الله عليه وسلم -: "الراحمون يرحمهم الرحمن". ولم يذكر فيه البخاري جرحاً في الموضعين ولعل البخاري ثبت عنده أن اسمه "قابوس". وأن كنيته " أبو قابوس"، أو جاء ذلك في روايتين، فأثبته على الوجهين. وأما قول الذهبي "لا يعرف" فليس بجرح، ويكفي في توثيقه أن يترجمه البخاري ولا يجرحه، وأن لا يذكره في الضعفاء، وأن يصحح له الترمذي والحاكم هذا الحديث بل إن الذهبي نفسه وافق الحاكم على تصحيحه. اهـ

والذهبي متردد فيه فقال: لا يعرف، وقال: صحح له الترمذي، وقال في الكاشف وثق، وقال في من له رواية: وثق، وصحح له في مختصر المستدرك. فالغالب عليه قبول توثيقه عن ابن حبان.
والحافظ قال في التقريب: مقبول .. وقال في اللسان (7/479): صحح الترمذي حديثه. ثم صحح الحديث في بعض كتبه. فالغالب عليه أيضا تصحيح حديثه.
فمن قال فيه لا يعرف صحح حديثه، ومن قال فيه مقبول صحح حديثه، فالتمسك بالمصطلحات بعيدا عن الرواية لا فائدة منه، لأن الرواية مشهورة الصحة قبلها العلماء جيلا بعد جيل، والحكم العملي أقوى من الحكم النظري، لأنهم قد يصححون كما فعل الشيخ بشواهد أو بمتابعات أو بثيوت معنى الحديث وعدم نكارته أو غير ذلك.
قال الحافظ في الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع (ص: 16): " وَأَبُو قَابُوسَ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ سِوَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَلا يُعْرَفُ اسْمه وَتَابعه على بعض الْمَتْن حبَان ابْن زَيْدٍ الشَّرْعَبِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو وَقد وَقع لي عَالِيا منَ طرق مِنْهَا ......." فذكرها.
فأبو قابوس هذا:
- تابعي كبير مولى للصحابي الجليل عبد الله بن عمرو، فكان يلازمه بالضرورة ويسمع منه.
- كما أنه ليس له إلا هذا الحديث الواحد، وهو موافق لكل من رواه بمعناه في كل جملة منه، ولم يروي منكرا.
- وترجم له البخاري في التاريخ مرتان (7/194-862 و9/64-574) في الأسماء بإسم قابوس وفي الكنى، ولم يجرحه بشيء، بل روى حديثه من طريق الحميدى عن ابن عيينة عن عمرو سمع أبا قابوس سمع ابن عمرو فذكره.. وأكد على سماع عمرو من أبي قابوس، وسماع أبي قابوس من عبد الله بن عمرو.
- وأيده ابن أبي حاتم في كتابه بيان خطأ البخاري (765) فقال بعد أن نقل عن البخاري اتصال السند: " قال أبي: كما قال ".
- وأفرد له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2123) ترجمة خاصة، ونقل عن أبيه معرفته له، ولم يذكر فيه جرحا ..
- ووثقه ابن حبان في الثقات (6428) وتابعه الذهبي في الكاشف، وفي كتاب من له رواية في الكتب الستة.
- وروى حديثه أحمد في المسند، وابنه عبد الله في زياداته عليه.
- وصحح له الترمذي.
- وسكت عليه أبو داود على شرطه أن ما سكت عنه فهو يحتج به، وليس فيه سنده ضعيف أو متهم.
- وصحح له الحاكم ووافقه الذهبي في مختصر المستدرك.
- ورواه جماهير من المحدثين سلفا عن خلف.
- ولم يعله أحد لا بجهالة ولا بانقطاع من الأئمة المتقدمين فيما علمت، ولم ينقل عنهم أي تعليل لهذا الحديث.
- واحتج به أئمة أهل السنة على الجهمية والمعتزلة، فأدخله عثمان الدارمي في الرد على الجهمية، واحتج به ابن تيمية.
- ولا ينكر معنى هذا الحديث ويرده إلا أهل الاهواء والبدع ممن ينكرون العلو وأن الله في السماء.. عافانا الله وإياكم.
- وحدث به عن سفيان بن عيينة جماهير المحدثين ولم يتحاشاه أحد منهم ..
- وهو مشهور بالتسلسل، والمحدثين كانوا يتسابقون على روايته حتى كثرت عن جماهير العلماء.
- وألف فيه جمع من العلماء مثل ابن ناصر الدين مجالس حضر أولها الحافظ، وصنف فيه السخاوي كما ذكر.
- وأنه متلقى بالقبول، لأنهم إذا مر الحديث على المتقدمين ورووه ولم يعلوه بشيء ومنهم من صححه فهو بمثابة التلقي بالقبول وهذا يكفي وحده في التصحيح مع شواهده.
فإن كان أبو قابوس معلوم أنه مولى عمرو بن العاص وذكره كل من ترجم له بذلك فيأخذ حكم المقبول إذا توبع وقد توبع على معنى الحديث: في أوله " الراحمون .." وشواهده في الصحيحين.
وفي وسطه " ارحموا من في الأرض .. " وشاهده عند الطبراني بسند جيد رجاله ثقات.
وفي آخره " الرحم شجنة .." وقد رواه الأئمة بأسانيد صحيحة عن جمع.
فليس في الحديث ما ينكر متنا أو إسنادا، وله شواهد على كل ألفاظه وهو مؤيد بعقيدة أهل السنة ومؤيد لها وليس فيه أي مخالفة حكما أو اعتقادا ولذلك تتابع جماهير العلماء على روايته وتصحيحه.
وممن صححه جمهور المحدثين والعلماء:
1- أبو داود
2- والترمذي
3- وأبو القاسم الخرقي
4- والحاكم
5- والمنذري
6- والدمياطي
7- وموفق الدين ابن قدامة المقدسي
8- والضياء المقدسي
9- وأبو الربيع الكلاعي الحميري
10- وابن دقيق العيد
11- وشيخ الإسلام ابن تيمية
12- وابن جماعة
13- وابن القيم
14- والذهبي
15- وابن كثير الدمشقي
16- والعراقي
17- وابن ناصر الدين الدمشقي
18- وأبو زيد الثعالبي المفسر
19- وابن الملقن
20- والحافظ ابن حجر
21- والسخاوي
22- والسيوطي
23- والقسطلاني
24- وعلي القاري
25- والصنعاني
26- والشوكاني
27- ومرتضى الزبيدي
28- وعبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس.
29- والعظيم أبادي في عون المعبود
30- والمباركفوري في تحفة الأحوذي
31- وعبد الرحمن السعدي
32- ومحمد رشيد رضا في تفسيره
33- وأحمد شاكر في شرح المسند
34- وابن باز وقال: حديث ثابت.
35- والألباني في الصحيحة
36- وابن عثيمين في التفسير
37- 37- وذكر الألباني ممن صححه من المتأخرين: أحمد وعبد الله الغماريين ..
ولو تفرغنا للبحث عمن صححه لذكرنا مع هؤلاء جمعا كثيرا ..

وأما ما رواه الرامهرمزي عن أبيه عبد الرحمن بن خلاد عن عبد الله بن محمد الزهري به، فقد يستشهد بمثله، لكن يمنع من هذا نكارة في حديثه هذا، لأنه معروف مشهور من حديث أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو.
وقد رواه الخطيب في تاريخه (4/423) من طريق أَبي بكر الدقاق محمد بن مسلم- في ترجمته- حَدثنا محمد بن الوليد القرشي، قال: حَدثنا سفيان بن عُيَينَة عن عَمرو بن دينار، عَن أبي قابوس مولى عَبد الله بن عَمرو بن العاص.. فذكره وفي ذيله:
قال: فقيل لسفيان بن عُيَينَة يا أبا محمد: أعده، قال: سَمِعْتُ الزُّهْرِيّ يقول: إعادة الحديث أشد من نقل الصخر.
فرواه على الصواب، فظهر بذلك نكارة طريق ابن خلاد.
وقولك ( وفات الشيخ متابعةٌ عند المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي) ..
كذا جزمت أنها متابعة وأنها فاتت الشيخ!!
ثم لم تلبث أن نقضتها بقولك ( أن في الإسناد تحرفا والله أعلم إذ تحرف من أبي قابوس إلى عمر بن أوس )
فلا أدري كيف هي متابعة وكيف تقول أنها تحرفت ؟
ولا أدري كيف يشتبه عمرو بن أوس بـ أبي قابوس؟
وعلى كلٍ: لا هي تثبت كمتابعة .. لأنها متابعة منكرة كما بينت أعلاه..
وليست محرفة كما خمنت، لأن عمرو بن دينار يروي عن عمرو [ وليس عمر كما توهمت] بن أوس الثقفي، وعمرو بن أوس يروي عن عبد الله بن عمرو، وروايته عنه في الصحيحين والسنن والمسانيد مشهور. والله أعلم.
رد مع اقتباس