عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 07-12-2018, 08:02 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


أوجه تشابه المنافقين والخوارج

قال تعالى:
{ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ }
[محمد:16].

وفيها من العلم أن المنافقين لا يفقهون القرآن كما قال تعالى:
{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ }
[التوبة:125].

وقال النبي ﷺ عن الخوارج
" إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي - أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي - قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَلاَقِيمَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ ‏"
(رواه مسلم).
والمعنى لا يصل القرآن إلى قلوبهم فهم لا يفقهون ، قال تعالى عن المنافقين
{ ولكن المنافقين لا يفقهون } ،

والسر في كون الخوارج لا يفقهون القرآن هو فساد عقائدهم وموقفهم من الصحابة فشابهوا بذلك المنافقين،

قال تعالى عن المنافقين:
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ }
[البقرة:13].

وقال ابن عمر:
" الخوارج شرار الخلق عند الله عمدوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين "
رواه البخاري.

والله أعلم
٢٧-١٠-١٤٣٩هـ
أوجه تشابه المنافقين بالخوارج

٢- رد السنّة الصحيحة

قال تعالى:
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا }
[النساء:61]

وفيها من العلم أن من صفات المنافقين وكذا الخوارج رد السنّة الصحيحة،

روى البخاري ومسلم عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ ، فَقَالَ : ( وَيْلَكَ ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ؟! قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ ) ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، فَقَالَ : ( دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (19/ 73):
"والخوارج جوَّزوا على الرسول نفسه أن يَجور ويضلَّ في سنَّته، ولم يُوجبوا طاعته ومتابعته، وإنما صدَّقوه فيما بلغه من القرآن دون ما شرَعه مِن السنَّة التي تُخالف - بزَعمِهم - ظاهر القرآن، وغالب أهل البدع غير الخوارج يُتابعونهم في الحقيقة على هذا؛ فإنهم يَرون أن الرسول لو قال بخلاف مقالتهم لما اتَّبعوه؛ كما يُحكى عن عمرو بن عبيد في حديث الصادق المصدوق، وإنما يدفعون عن نفوسهم الحجة، إما بردِّ النقل، وإما بتأويل المنقول، فيَطعنون تارةً في الإسناد، وتارةً في المتن، وإلا فهم ليسوا متَّبِعين ولا مؤتَمِّين بحقيقة السنَّة التي جاء بها الرسول، بل ولا بحقيقة القرآن ".

والله أعلم
٢٨-١٠-١٤٣٩هـ
رد مع اقتباس