عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 10-12-2010, 07:32 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

[ هل «المُنتقم» مِن جِنس الماكِر، والمُستهزئ؟ ]
هل «المُنتقم» مِن جنس الماكِر، والمستهزِئ؟
الجواب: مسألة «المُنتقِم» اختلف فيها العلماء.
منهم مَن يقول: إن الله لا يوصَف به على سبيل الإفراد؛ وإنما يوصَف به إذا اقترن بـ«العفوّ»؛ فيقال: «العفوُّ المنتقِم»؛ لأنَّ «المنتقمَ» على سبيل الإطلاق ليس صفةَ مدح إلا إذا قُرِن بـ«العفُو».
ومثله -أيضًا- «المُذِل»: قالوا: لا يوصف الله -سبحانه وتعالى- به على سبيل الإفراد إلا إذا قُرِن بـ«المُعِز»؛ فيقال: «المعزُّ المُذل».
ومثله -أيضًا- «الضَّار»: قالوا: لا يوصف الله -سبحانه وتعالى- به على سبيل الإفراد إلا إذا قُرِن بـ«النَّافع»؛ فيقال: «النَّافع الضَّار»؛ ويُسمُّون هذه: (الأسماء المزدوجة).
ويرى بعض العلماء أنه لا يوصَف به على وجه الإطلاق -ولو مقرونًا بما يقابله-؛ أي: إنك لا تقول: «العفو المنتقِم»؛ لأنه لم يَرِد مِن أوصاف الله -سُبحانه وتعالى- «المنتقِم»؛ وليست صفة كمال بذاتِها إلا إذا كانت مقيَّدة بمَن يستحق الانتقام؛ ولهذا يقول -عزَّ وجلَّ-: ﴿إنَّا مِن المُجرِمينَ مُنتَقِمُون [السجدة: 22] ، وقال -عزَّ وجلَّ-: ﴿وَاللهُ عَزيزٌ ذُو انتِقامٍ [آل عمران: 4].
وهذا هو الذي يُرجِّحه شيخُ الإسلام ابن تيميَّة.
والحديث الذي ورد في سرد أسماء الله الحسنى، وذُكر فيه «المنتقم» غير صحيح؛ بل هو مدرَج؛ لأن هذا الحديث فيه أشياء لم تَصح من أسماء الله؛ وحذف منها أشياء هي من أسماء الله؛ مما يدل على أنه ليس مِن كلام الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-. (1 /56)
رد مع اقتباس