عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 10-13-2012, 07:52 PM
عبد الله السلفي الجزائري عبد الله السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1,039
افتراضي سلسلة " الأجوبة الألبانية على التوجهات المدخلية"

وسأذكر في هذه المشاركة المباحث التالية :


- الجهل هل هو عذر أم لا؟ص81.
- طالب العلم و إقامة الحجة ص85.
- القديم في المنهج إذا لم يستجب لنصح من هو أصغر منه يحذر منه والجواب عليه ص88.
- أتباع من بدّعهم الشيخ ربيع والجواب عليه ص90.
- المسلم يكفيه تبديع الشيخ ربيع أما صاحب الهوى فلا يكفيه شيء والجواب عليه ص93 .
- كلام الإمام أحمد في من يتردد على مبتدع وتوجيهه 100 .




[ الجهل هل هو عذر أم لا؟ ]
الشيخ ربيع:
السؤال:
سؤال حول العذر بالجهل؟
الجواب:
هذه المسألة، مسألة العذر بالجهل أو عدم العذر يركض من ورائها أناس أهل الفتنة! ويريدون تفريق السلفيين وضرب بعضهم ببعض! الفتاوى(1/309)
وقال:.. فنحن نعرف أن الخلاف هذا واقع في نجد بين بعض المشايخ وغيرهم، لكن لا خصومة ولا تضليل ولا حرب ولا فتن، وإنما هذه طريقة الحدادية يا إخوان! الفتاوى(1/310)
وقال:..وأنصح الشباب أن يتركوا هذه القضية، لأنها وسيلة من وسائل أهل الشر والفتن يبثونه بين المسلمين..والمذهب الراجح: اشتراط قيام الحجة، وإذا ما ترجح له فعليه أن يسكت ويحترم إخوانه الآخرين فلا يضللهم، لأنهم عندهم حق، وعندهم كتاب الله، وعندهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندهم منهج السلف. الفتاوى(1/312)
وسئل:
هل يعذر بالجهل من وقع في ناقض من نواقض الإسلام؟
فأجاب:
إذا كان في بلاد المسلمين والإسلام ظاهر فهذا لا يُعذر، أما إنسان ما بلغته الدعوة أو يسكن في بلد غلب على أهله الشركيات والبدع فهذا
يُعذر إلى أن تقام عليه الحجة ويُبين له. الفتاوى(1/312،313)
وسُئل: ما هو ضابط العذر بالجهل؟
الجواب: الجاهل هو الذي لم تبلغه الحجة، إما أن يكون حديث عهد بالإسلام، وترك عملا من الأعمال من أركان الإسلام وغيره، لأنه لم يتعلم إلى الآن الإسلام، هذا مثلا لو أسلم وما اعتقد وجوب الزكاة أو الحج أو ما شاكل ذلك لأنه ما بلغه أي نص ولا علمه المسلمون، هذا يعذر بالجهل.
أو كان في بلد ناءٍ عن بلاد الإسلام والعبادة والتوحيد وما شاكل ذلك، يعيش في غابة من الغابات في أوساط إفريقيا أو في بلاد ما وراء النهر، بلاد الجهل والضياع والضلال، فهذا قد يعذر بالجهل في بعض الأشياء التي لم تبلغه([1])، إذا قصر فيها لا نكفره، نعلمه ونُبيِّن له، نقول له: أنت لماذا لا تزكِّي؟ لماذا لا تحج؟ يقول: ليس واجب علي نقول له: بلى، يجب عليك، والدليل كذا وكذا، فهذا قَبل أن تبلغه الحجة جاء جاهلا ويُعذر بجهله.
أما الذي يعيش في ديار الإسلام
وفي أوساط أهل العلم والدين والخير، هذا لا يُعذر، لأنه في الغالب يكون مُعرِضا لا يريد الحق. الفتاوى(1/313،314)
وسُئل: هل الناس الذين يقعون في الشرك الأكبر في بعض بلاد الإسلام يُعذرون بالجهل، أم أن الحجة قد قامت عليهم لانتشار الكتب والشرائط
العلمية والمجالس العلمية في الفضائيات التي تبين التوحيد للناس؟
الجواب: من عرفت أنه فهم وقامت عليه الحجة فلك أن تكفره([2]).
الفتاوى(1/316،317)([3])


الشيخ الألباني:
السؤال:
ما هو الضابط في العذر بالجهل بالنسبة للتوحيد، وهل قراءة وتلاوة القرآن تكفي لإزالة ذلك العذر؟
الجواب: أولا: الضابط سواء كان يحسن قراءة القرآن أولاً، ويفهمه ثانيا، أو كان يقرأه ولا يفهمه، أو لا يحسن لا قراءته ولا فهمه، فالضابط في ذلك أن يعيش المسلم في جو إسلامي صحيح، وتكون العقائد منتشرة في ذلك الجو، حتى صارت من قسم ما يسميه علماء الأصول بالمعلوم من الدين بالضرورة،..
إذًا من وصلته دعوة محمد صلى الله عليه وسلم على نقاوتها وعلى حقيقتها، فقد بلغته الحجة، ولا يعذر بالجهل، على ما وضحت آنفا.
الذي يضبط الموضوع هو ملاحظة المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الأفراد، فإن
كان المجتمع ، مجتمع أهل السنة والجماعة،.. السلفية وما كان عليه السلف الصالح فهذا قد أقيمت عليه الحجة، لكن في اعتقادي أن هؤلاء قلة في العالم الإسلامي كله.. سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 861)
وسئل أيضا رحمه الله: هل يعذر بالجهل من كان في بلد يقام فيه الذبح للأولياء والطواف حول قبورهم وهم يدعون الإسلام، وبلادهم الطابع هذا كله في جميع البلاد، فهل هذا الرجل يُعذر بالجهل، ويعتقد أن الأولياء ــ هذا الذي يطوف حوله ــ ينفع ويضر وهذا المعتقد السائد في هذا البلد؟
فأجاب رحمه الله: جوابي على سؤالك بكل صراحة: نعم...وما دندنت حوله من الطواف حول القبور، وهذا إشراك بالله تبارك وتعالى...وليس في السؤال شيء جديد،...
المجتمع الذي يعيش فيه هذا الذي يُعذر أو لا يعذر، جعلتُ المجتمعات ثلاثة: إما مجتمع إسلامي صحيح، وإما مجتمع كافر، وإما مجتمع اسما مجتمع إسلامي، ولكن العلماء الذين المفروض فيهم أن يكونوا هداةً..هم في أنفسهم ضالون، فمن أين يأتيه العلم هذا الجاهل؟
وهو معذور إذا وُجد في مثل المجتمع الثاني، المجتمع الكافر، أو المجتمع الثالث المجتمع المسلم الذي ليس فيه أهل التوحيد وأهل العقيدة الصحيحة.
فتاوى جدة شريط (رقم11)

[ طالب العلم و إقامة الحجة ]
الشيخ ربيع:
السؤال:
إذا نصح طالب العلم شخصًا ما، واستدل بالكتاب والسنة وكلام أهل العلم، هل يعتبر أقام الحجة، مع العلم أن هذا الشخص لا يرى الحجة بالنسبة له؟
الجواب: إذا بين له الحكم بالأدلة من كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعاند، هذا إن كان واقعا في بدعة مكفرة قامت عليه الحجة([4])، لأنه رد الحق ورفضه ولم ينقد له، لأن هذا أبى الانقياد لله، وهي قضية خطيرة.
وإن كان وقع في بدعة غير مكفرة باختياره يبدع ولا كرامة، أنت تفهمه وجه الدلالة من الآية ومن الحديث، وتذكر كلام العلماء في بيان دلالة الآية والحديث ([5])... الفتاوى(1/293)
الشيخ الألباني:

قال الشيخ رحمه الله
: نرى اليوم كثيرًا من إخواننا النّاشئين في الدعوة أنّهم قد أُصيبُوا بشيءٍ من الغرور، وشيء من دعوى المعرفة والعلم.
فلذلك أنا لا أعتقد أن كل طالب علم، بل لا أعتقد أن كلّ عالم فضلا عن طالب العلم يستطيع أن يقيم الحجة على خصمه
، مهما كان هذا الخصم عَريقا في الضلال.
لأن طالب العلم بل العالم ولنقُل السّلفي قد يكون في عقيدته سليمًا لكن لا علم عنده بالحجج التي تُبطل دعوى المبتدع المخالف ...
عنده بعض الأشياء مع أنه هو [دراسة] في صحة العقيدة بها وبغيرها ثم بقيت لديه قليل من كثير من تلك الأدلة، فهو حينما يُقدِّمها لمن يُخالفه من
المبتدعة، يظن أنه قد أقام الحجة وليس الأمر كذلك
".
سلسة الهدى والنور شريط (رقم 754)
وسئل رحمه الله:
إذا تمكّن أهل السُّنة من إحضار ذلك الشخص وإقامة الحجة عليه فيما خالف فيه من جهل السنة، ومع ذلك أبى الرُّجوع إلى ما هم عليه من الحق، يُبدّع أو لا؟
فأجاب: إذا عاند و أصرّ فيبدّع، أمّا إذا قال لم يَظهر لي وجه الصواب فيما تقولون، بل هو يَعكس ذلك عليهم، وهو يخطئهم بدوره، فتبقى المسألة، المسألة خلافية بينهم وبينه. ولا ينبغي أن نعتقد
أننا علمنا أنّه اعتقد في قلبه خلاف ما يبوحُ هو بلسانه فيكون مُنافقا.
لسنا نحن كما أشار الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح هلاّ شققت عن قلبه، حينما أعلن ذلك المشرك الذي وقع تحت الضرب بالسيف المسلم، فقال أشهد أنّ لا إله إلا الله، فما بالاه، وقتلَهُ،.. فقال له عليه السلام: فأين أنت و قول: لا إله إلا الله، قال يا رسول ما قالها إلا تقيّة أو خوفًا من القتل، فكان كلامه عليه السلام أن قال: "هلا شققت عن قلبه"([6])، وهو مشرك.
والظاهرة تُشعر بلا شك أنه قالها خوفا من القتل
. فما بالنا بالمسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله، ويقول بالكتاب والسنة ومنهج السّلف الصالح، لكنه أخطأ في مسألة وأقيمت عليه الحجة، وهذا نقوله بشيء من التحفظ.
لأنّ ليس كُل من يجادل يكون على علم، لكنّنا نفترض أنّه فعلا أُقيمت عليه الحجة من عالم أو من علماء أفاضل لكنه ما اقتنع بها، فحسيبُه الله، ولا يجوز نحن أن نُغلِّب خطأً أو أخطاء على جمهرة من الصواب.
الأمرُ في هذه المسألة العلمية كهو تماما فيما يتعلق بالصّلاح و الطلاح، فلا يمُكن لمسلمٍ أن لا يقعَ في مخالفة شرعية، أي لابُدّ أن يرتكب سيئة أو خطيئة، وكلٌّ منَّا خطاء كما نعلم جميعًا، فهل إذا رأينا رجُلا أخطأ خطيئةً ما أو ارتكب إثمًا ما قُلنا عنه فاسق، قلنا عنه فاجر، أم أن العبرة بما يغلِب؟ ما يَغلِب.
كذلك المسألة العلمية تماما. سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 734)


[ القديم في المنهج إذا لم يستجب لنصح من هو أصغر منه يحذر منه]
الشيخ ربيع:
السؤال:
هل من استبان له المنهج السلفي هل عليه ملامة إذا حذر ممن خالفه وإن كان هذا المخالف كبير السن أو أقدم منه في المنهج هل عليه ملامة؟
الجواب:
لا لوم عليه،.. ينصح هذا الكبير بأدب، وإذا كان يدعو إلى الضلال يحذر منه،..الحق أكبر من هذا الإنسان،.. الأدب مع الكبار أمر مطلوب، لكن مع أهل السنة ما هو مع أهل البدع والضلال ودعاة الفتن. الفتاوى(1/268،269)


[ فالقديم وإن كان عالما سلفيا مجتهدا إذا كان يدعو إلى الضلال في نظر الشيخ ربيع، مهما كان هذا الضلال يحذّر منه، المهم النصيحة بأدب قبل التحذير]


الشيخ الألباني:


سئل الشيخ الألباني رحمه الله: رجل أصوله أصول أهل السنة، ويسير على منهجهم، وعُرف بدفاعه عنهم، وخدمته لمنهجهم، وتصدر منه أحياناً بعض الأخطاء المنهجية، فهل يحذّر منه لشخصِه أم بتبيين أخطائه
؟
فأجاب رحمه الله: الأخرى وليست الأولى.
سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 751)
وقال رحمه الله في مناسبة أخرى:
لا فرق بين مجتهد ومتّبع لمجتهد، المهم في الموضوع سواء في المجتهد أو في المتبع هو مجانبة الهوى، لأن إتباع الهوى هو المعصية وهو الفسق.
أما إذا إنسان ضل وهو قاصد الهدى هذا مأجور.
ولسنا بالذين يتنطعون ويوجبون على كل فرد من أفراد المسلمين ليس فقط أن يكون متبعا، بل وأن يكون مجتهدا، لا.
لا، نقول بأنه يجب على كل فرد من أفراد المسلمين أن يكون مجتهدا، بل لا نقول بأنه يجب أن يكون متّبعا، بل على الأقل "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"[النحل:43].
سمِّ هذا السائل لأهل العلم مقلدا، متبعا، هذه أمور اصطلاحية، وإذا أردنا أن نُدقق حينما نقول نحن السلفيين: المتبع هو الذي يحرص على معرفة الدليل،..، لكن هذا لا يستطيعه عامة المسلمين.
فمن سأل عالما ولو كان هذا العالم ضل سواء السبيل مجتهدا، أو مؤثرا للهوى، فإن كانت الأولى فلا بأس على هذا المتبع، أمّا إن كانت الأخرى فوزره عليه،.. أما المستفتي فلا وزر عليه.
نحن نكتفي أن نقول عن الفرق الأخرى أنها فرق ضالة، لكن ما نحكم على شخص بعينه أنه ضال يدخل جهنم. إنه قد يكون مجتهدا، ويكون مأجورا، وقد يسبق كثيرا من أهل السنة لأنهم يتّبعون أهواءهم في مسائل أخرى.
سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 846)


[ أتباع من بدّعهم الشيخ ربيع ]


سئل الشيخ ربيع: إذا حكم العلماء على شخص بأنه مبتدع، فهل يطلق هذا الحكم على أتباعه-تبعا لشيخهم-، حيث يلتمسون له الأعذار بأنه أخطأ ولكن لا يبدعونه؟
الجواب:..
إن كان مع العلماء حجة على تبديع هذا الرجل، فعلى طلابه وعلى كل الناس الذي يحتكون به أن يأخذوا بهذا الحق، ولا يجوز لهم أن يدافعوا عنه. الفتاوى(1/343،344)
الشيخ الألباني:
الشيخ: الآن بلا شك نحن نعيش مشكلة كبيرة جدّا ،حيث أنه ظهر في الآونة الحاضرة الآن، خلاف بين بعض الطوائف ممن ينتمون إلى الكتاب والسنة.

فنحن ننصح طُلاّب العلم وبخاصة عامة المسلمين أن لا يرفعوا رؤوسهم إلى مثل هذه الخلافات من جهة، ومن جهة أخرى أن لا يكونوا مع طائفة على الأخرى، لأنه ليس من السهل أبدا أن يُميِّزوا الصواب من الخطأ، أو الحق من الباطل.
وثانيا: ليس كل شخص يستطيع أن يحكم بالقسط والعدل وأن يقف مع قوله تعالى: "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "[المائدة:8].
فتحقيق العدل بين المتخاصمين لا سيما إذا كان هوى الرجل مع أحد الخصمين، فهو صعب جدّا جدّا
.
ونحن نعلم من السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا أرسل عليًّا إلى اليمن قاضيا بين الناس، قال يا رسول الله تُرسلني إلى ناس، وأنا لا أعلم كيف أقضي، فضرب عليه السلام على صدره، وقال له: (لا تحكم بين اثنين حتى تسمع منهما كليهما)([7]).
تحقيق هذا النص في مثل هذه الخلافات التي ألمحت إليها وشرحت جانبا منها، تحقيق العدل، بل تحقيق الحق قبل العدل هذا لا يتمكّن منه إلا خاصّة الخاصة من أهل العلم.
لأنّ هؤلاء هم الذين بإمكانهم أولا: أن يقفوا على قول هؤلاء، وعلى قول أولئك، ثم يُقابل قول هؤلاء بهؤلاء، ويستخلص من ذلك الصواب من القولين، وقد لا يكون أحيانا هناك اختلاف بين المذهبين وبين القولين، إلاّ كما يقول العلماء في بعض الخلافات إنه اختلاف لفظي. هذا لا يستطيعه إلا أفرد قليلين من الخاصة.
ثم من هؤلاء الخاصة من لا يستطيع أن يحكم بالعدل، هو عارف الحق بين الفريقين، هل بينهم اختلاف، أو ليس بينهم اختلاف، فإذا كان بينهم اختلاف فقد يكون الحق مع الجانب الذي عاطفته ليست معه، فيحيد عن العدل.
ولذلك قال تعالى: " وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" [المائدة:8]، لذلك نحن ننصح طلبة العلم فضلا عمّن دونهم ألاّ يخوضوا هذه المخاضة، وألا يقفوا إلاّ مع الحق الذي يعرفونه، قبل أن تقع هذه المشكلة أو أن تظهر هذه الخلافات. سلسلة الهدى والنور شريط(رقم 674)

[ المسلم يكفيه تبديع الشيخ ربيع أما صاحب الهوى فلا يكفيه شيء]

الشيخ ربيع:
وسُئل: رجل بعض العلماء يبدعه، وبعضهم لا يبدعه وبعض الطلاب يتبعه اتباعا لقول من لا يبدعه، فهل يجوز علي الإنكار عليه؟
الجواب:
هذا من الفتن الموجودة الآن على الساحة وقد طالت،..فإذا جرحه جماعة وبدّعوه هذا يكفي المسلم الطالب للحق، أما صاحب الهوى فلا يكفيه شيءويتعلق بخيوط العنكبوت.
فأناس ما علموا هذا الجرح، ومشغولون، وأناس درسوا وعرفوا أن هذا رجل مجروح ويستحق الجرح، لأنه كذاب، ساقط العدالة، لأنه يطعن في العلماء،...وبعد النصح الذي لا يلزمهم، نصحوا وبينوا وأبى هذا الإنسان، فاضطروا إلى تبديعه، فما هو العذر لمن يبقى هكذا يتعلق بخيوط العنكبوت؟ والله فلان زكاه! والله ما أجمعوا على تبديعه؟!
الذين ما بدعوه ينقسمون: أناس ما درسوا وهم معذورون بعدم تبديعهم، وأناس درسوه ويدافعون عن الباطل، ناس درسوا وعرفوا ما عنده من الباطل وأبوا إلا المحاماة عن هذا المبتدع فهؤلاء لا قيمة لهم، فهم أهل باطل وخداع والساكتون لا حجة في سكوتهم،.. وليس لمن يتعلق بخيوط العنكبوت التي أشرت إليها، ليس له أي عذر أمام الله عز وجل.
الفتاوى(1/378،379)


[ الذين درسوا ولو دافعوا بما يعتقدون أنه الحق، ولو كانوا مجتهدين، فهم في نظر الشيخ ربيع أهل باطل، ولا عذر لهم أمام الله عز وجل]

قال الشيخ الألباني:

قال رحمه الله:..
نقول نحن كلمة بهذه المناسبة ينبغي أن تُسجّل وأن تُنشر أيضا، كما أن المجتهد إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجرٌ واحد، كذلك الذي يتبع المجتهد حكمُه حكمُ المجتهد، أي الذي يتّبع رأيا صوابا، أصاب الإمام المجتهد فله أجران، فهذا الذي اتّبعه على هذا الصواب فهو مأجور أيضًا أجرين، طبعا الأجر متفاوت لكن أجرين.
أمّا الذي اتبع إماما آخر، وكان مُخطأ فهو مأجور أجرا واحدا، كذلك الذي اتّبعه فهو مأجور أجرا واحدا.
فإذا وقع الخلاف بين العلماء فما ينبغي أن يكون هذا الخلاف سببَ فرقة بينهم، أولا، وما ينبغي أن يكون سبب فرقة بين الشعب ثانيا، لأنّهم جميعا مأجورون، سواء من كان مصيبا أو من كان مخطأ، هكذا كان سلفنا الصالح، ونحن نزعم أننا نمشي على منهجهم، وعلى طريقتهم.
لكنِّي أقول مع الأسف الشديد، كثيرًا منّا يدعي هذه الدّعوى ويُطبِّقها إلى حد كبير، ولكنه ينحرف في بعض التطبيق انحرافًا خطيرا جدًّا، وهذه آثارها الآن تظهر، وفي الشعب، كنّا نظن أنه سيكون قدوة للشعوب الأخرى في ترميم وتجميع هذه الشعوب على اتباع السلف الصالح، اتباع الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح، مع الأسف وقع شيء من التفرّق لذلك.
نحن كما ننصح المختلفين أنفسهم من الدّعاة أو من العلماء أو من طلاب العلم، أن لا يتعادوا وإنّما يتحابوا، وأن يعذر بعضهم بعضا، مع التزام التذكير والنصيحة بالتي هي أحسن([8]).
كذلك ننصح الأمة بكل طبقاتها ممن ليسوا من العلماء، ولا من طلاب العلم، وإنما هُم من عامة المسلمين، عليهم أيضا أن لا يتأثروا بمثل هذه الخلافات، التي يرونها تقع بين بعض الدعاة، لأننا نقرأ في القرآن الكريم أن التفرق في الدين ليس من طبيعة المسلمين وإنما هي من صفة المشركين "وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ "[الروم:31،32]، في سبيل المحافظة على وحدة الصف وجمع الكلمة، قال عليه السلام كما في صحيح البخاري في حق الأئمة الذين يُصلّون
بالناس، "يصلّون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطئوا فلكم وعليهم([9])".
إذًا أنت أيّها العامي الذي لا يدخل في قسم العلماء الذين ذُكروا في قوله تعالى: "فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ "[ الأنبياء: 7] هذُون العلماء، وإنما يدخل في الطرف الثاني من الآية: "إن كنتم لا تعلمون".
فأنتم معشر المسلمين الذين لا تعلمون، أي لستُم من أهل الذكر، الواجب عليكم أن تسألوا أهل الذكر، وليس الواجب عليكم أن تتعصبوا لفردٍ من أفراد هؤلاء العلماء، إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
الذي كما وصفه الله عز وجل بحق "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى " [النجم:3،4].
ينبغي أن نتذكّر بهذه المناسبة أنّ أيّ داعية أو أيّ عالم لا يُمكن أن ندّعي له العصمة، ولا يمكن أن ندّعي له أنه بريء من أن يتّبع هواه، ولو في مسألة واحدة.
ولذلك فلا تربط مصيرك أيها المسلم مصيرك بفردٍ من أفراد العلماء أو بداعية من الدّعاة، لأمرين اثنين: أحدهما مقطوع به، بكلِّ من دون الرسول عليه السلام وهو الخطـأ، والأمر الآخر محتمل أن يكون قد عرف الصواب لكنّه اتّبع هواه، فأفتى بغير ما يعلم من الحقِّ والعلم.
لذلك فما يجوز للعامة من المسلمين أن يتعصبوا لداعية على داعية، وإنما الأمر كما قال تعالى في القرآن الكريم:.. "وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ"[التوبة:119].
كما نحن نقول بالنسبة للأئمة الأربعة لا نتعصب لواحد منهم، وإنما نأخذ الحق من كل فرد منهم والحق مشاع بينهم، كذلك ينبغي على كل من ينتمي إلى إتباع السلف الصالح أن لا يكون زيديا، ولا أن يكون عمريا، وإنما يأخذ الحق من حيث ما عرفه من أيِّ شخص جاءه، هكذا ينبغي على عامّة المسلمين أن يكونوا، ونسأل الله لنا ولعامة المسلمين الهداية. سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 799)
وسئل أيضا رحمه الله: هناك بعض المسائل يا شيخ اختلف فيها أهل العلم عندنا منهم من يقول ببدعيّتها، ومنهم من يقول بجوازها.
وبعض الشباب مقلدة، فلثقته بالعالم الذي قال بالجواز أخذ في هذه المسألة. فهل يجوز الحكم على هذا الشخص في الطعن في منهجه أو تبديعه من أجل فعله هذا؟ والمثال عليها مسألة التمثيل، الشيخ ابن عثيمين طبعا وضع بعض الشروط.. بجوازها، والشيخ عبد الله بن جبرين، بعض المشايخ مثل الشيخ بكر أبو زيد والشيخ ربيع بن هادي يقول ببدعيتها، ما رأيك يا شيخ؟
هل لي أن أطعن في منهج هذا الشخص؟ شيخ: من يقول هذا من منهج الإخوان المسلمين في هذه المسألة، أو نبدّع الشخص لأنه أخذ بهذه المسألة
علما أن الشخص مقلد يا شيخ؟
الجواب:
هل يجوز للعالم أن يقول لمن خالفه في رأيه، أن يقول فيه شيئا؟
السائل:
لا.
الشيخ:
طيب هذا [الكلام] من باب أولى. أخذت الجواب؟
السائل:
نعم. سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 778)
وقال الشيخ الألباني -رحمه الله- أيضا: "ليس شرطاً أبداً أنّ مَنْ كَفَّرَ شخصاً وأقام عليه الحُجَّة، أنْ يكون كّلَّ النَّاس معه في التَّكْفير لأنه قد يكون هو متأوِّلاً، ويرى العالِم الآخر أنه لا يجوز التَّكْفير، كذلك التَّفْسيق والتَّبْديع، فهذه الحقيقة مِنْ فِتَنْ العصر الحاضر، ومِنْ تسرُّع بعض الشباب في إدِّعاء العِلْم سواءٌ مقصود أن هذا التَّسلْسُلْ أو هذا الإلزام هو اللازِم أبدا.
هذا بابٌ واسع قد يرى عالِم أمْراً واجباً، ويراه الآخَر ليس كذلك، كما اختلف العلماء مِن قبل ومِن بعد، إلا لأنه بعض الاجتهاد لا يُلْزم الآخرين بأن يأخذوا برأيهِ. الذي يُوجِب الأخذ برأي الآخَر إنّما هوَ المُقَلِّد الذي لا علم عنده، فهو يجب عليه أن يُقلِّد، أمّا مَن كان عالماً كالذي كَفَّرَ أو فسَّقَ أو بَدَّع، ولا يَرى مثل رأيهِ فلا يَلْزمُهُ أبداً أنْ يُتابِعَ ذلك العَالِم " .
سلسلة الهدى والنور شريط (رقم778)


[ كلام الإمام أحمد في من يتردد على مبتدع ]


الشيخ ربيع:
قال:
نعم الواقع في بدعة يحتاج إلى النصيحة، فإن نصحته وقبل فذاك، وإن أبى وعاند فألحقه بأهل البدع.
هذا الإمام أحمد قال له رجل: إذا رأيت رجلا يتردد على صاحب بدعة فماذا أصنع؟ قال: انصحه، قال: فإن أبى وأصر؟ قال: ألحقه به.
فأنت انصحه. الفتاوى(1/303،304)


الشيخ الألباني:
السؤال:
كيف تكون معاملة المخالف بين المتساهلين، وتساهُلهم هذا يُؤدِّي إلى تمييع الشخصية السُّنية، وبين المتشدِّدين، تشدُّدهم هذا قد يؤدِّي إلى الكثير مما سمعناكم تذكرونه من عدم إقامة الحجة على المخالف، وغير ذلك،..
تكون بعض الشُّبه من أفعال السلف كمثل قول بعضهم: "القلوب ضعيفة، والشُّبه خطّافة" عند مجالسة المبتدعة، وكذلك تنفير الإمام أحمد رحمه الله من الحارث المحاسبي، وبين معاملة هذا المخالف على ميزان حسناته وسيِّئاته.
هنا قاعدة تقول: ننظر في حسناته وسيئاته، وثمَّ كلام بعض السلف في التنفير من المبتدعة وإن كانت لهم حسنات. وجزآكم الله خيرا.
الجواب: الذي أراه والله أعلم أن كلام السلف يرِد في الجو السلفي،
يعني في الجو العامر بالإيمان القوي والإتباع الصحيح للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، هو تماما كالمقاطعة، مقاطعة المسلم للمسلم تربية وتأديبًا له، هذه سنة معروفة.
لكن في اعتقادي وكثيرا ما سُئلت أقول: زمننا لا يصلح للمقاطعة، زمننا إذًا لا يصلح لمقاطعة المبتدعة، لأن معنى ذلك أن تعيش على رأس الجبل، أن تنزويَ عن الناس وأن تعتزلهم، وذلك لأنك حينما تُقاطع الناس إما لفسقهم أو لبدعتهم لا يكون لك ذلك الأثر الذي كان يكون له يومَ كان أولئك السلف الذين تكلّموا بتلك الكلمات، وحثوا الناس على مجانبة أهل البدع.
سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 511)

[ الاهتمام بالسياسة ]


الشيخ ربيع:
السؤال: إذا كان بعض السلفيين يهتم اهتماما كبيرا بالانتخابات ومصارعة أصحاب الكراسي فهل هذا الفعل يخدش في سلفيتهم؟
الجواب:
لابد، لابد أن يخدش([10]). الفتاوى(1/469)


[أي أن من يهتم بالسياسة والانتخابات مبتدع في نظر الشيخ ربيع]



الشيخ الألباني:


السؤال:
هل يُرمى الذين يشتغلون بالعمل السياسي بالتبديع ، وما هو الضابط الشرعي لابتداعهم؟
الجواب:
هذا ليس من الابتداع بسبيل، ولا يُسمّى هذا الذي يتعاطى العمل السياسي قبل أوانه مبتدعا، كلُّ ما يمكن أن يُقال بأنه خالف نظام الدعوة إلى الله عز وجل مجتهدا.
لأن الابتداع في الدين هو أن يتقرّب المسلم إلى الله عزّ وجل بعبادة لا أصل لها في الشّرع، وهو يأتي بها ليزداد تقربًّا إلى الله عز وجل بها بزعمه، هذا هو المبتدع، والذين يعملون اليوم في السياسة، فهؤلاء لا يقال إنهم ابتدعوا، لأن السياسة في الإسلام مأمور بها، ويكفي في ذلك رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية التي اسمها السياسة الشرعية.
ولكن القضية تتعلق بأساليب الدعوة وليس فيما نعتقد بأسلوب الدعوة في هذا الزمان الذي لا يكاد يوجد بلدٌ إسلامي يشبه في فهمه للعقيدة السلفية الصحيحة المجتمع الإسلامي الأول،
ولذلك أنا أعتقد أن الدعاة الإسلاميين حقا هم الذين يعنون بإصلاح عقائد (غيرهم ) من المسلمين.
أما العمل السياسي فأمر سابق لأوانه وإن كان لابدّ له منه كوجود الخليفة المسلم، لابد من وجود الخليفة لقوله عليه الصلاة والسلام:"من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة الجاهلية "([11]) ولكن هذا الخليفة لا يُمكن إيجاده قبل إيجاد المجتمع الإسلامي، والمجتمع الإسلامي لا يمكن تحقيقه قبل إيجاد الجماعة المسلمة حقًّا، هذه حلقات آخذ بعضها برقاب بعض.
سلسلة الهدى والنور (شريط رقم 347)


([1] ) أنظر بارك الله فيك كيف أن هؤلاء الذين في أوساط إفريقيا عذَرهم في بعض المسائل دون البعض الآخر، ولم يذكر الشيخ ربيع التوحيد كمثال للعذر !!!

([2]) فالسائل إما أن يكون من طلاب العلم، أو من العامة، ومع ذلك فله أن يكفر!!

([3])ذكرتُ هذا ليعلم أنه لا خلاف بين الشيخ ربيع وبين من لم يعذر بالجهل، لذلك لم يُبدع الشيخ ربيع من لم يعذر بالجهل، بل عذرهم، مع أنهم مخالفون في نظره للكتاب وللسنة ولمنهج السلف، لكنّه ما دامت النتيجة واحدة وهي تكفير من وقعوا في الكفر في البلدان الإسلامية، لقيام الحجة بانتشار العلم، عذر القائلين بعدم العذر، وقد تقدم تنبيه على شيء من ذلك، فتفطن.

([4]) لقد ناظر الإمام أحمد الجهمية وما كفّر أعيانهم، فهل هذا السائل أعلم من الإمام أحمد؟!! وقال شيخ الإسلام فيمجموع الفتاوى(23/349): "وكذلك الشافعي لما قال لحفص الفرد حين قال القرآن مخلوق، كفرت بالله العظيم، بيّن له أن هذا القول كفر، ولم يحكم بردة حفص بمجرد ذلك لأنه لم يتبين له الحجة التي يكفر بها، ولو اعتقد أنه مرتد لسعى في قتله وقد صرح في كتبه بقبول شهادة أهل الأهواء والصلاة خلفهم". فهل الشافعي أيضا لا يستطيع أن يقيم الحجة؟!!!

([5]) فالتكفير والتبديع يقوم به طالب العلم، فإذا نصح بالكتاب والسنة وذكر أقوال العلماء فله أن يكفر وله أن يبدع من لم يَنقد له، حتى وإن كان طالب العلم لا عِلم له بمسائل الخلاف، وموارد الاجتهاد في نظر الشيخ ربيع!!! =
= بل بلغ الأمر ببعضهم أن يقول: خذ إليه الكتاب الفلاني فإن اقتنع فذاك، وإلا فهو صاحب هوى، والمعروف عند أهل العلم أن الكتاب لا يكفي في إزالة الشبهة.
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن: " وإن كانت الكتب موجودة، فهي لا تغني ما لم يساعدهم التوفيق، وتؤخذ المعاني والحدود والأحكام، من عالم رباني، كما قيل: [ القائل ابن القيم في النونية]
والجهل داء قاتل وشفـــــــاؤه ... أمران في التركيب متفقــــــــــان
نص من القرآن أو من سنة ... وطبيب ذاك العالم الربـــــاني
والكتب السماوية بأيدي أهل الكتاب، وقد صار منهم ما صار، وأسباب الجهل والهلاك قد توافرت جدا; وقد قال بعض الأفاضل منذ زمان: ليس العجب ممن هلك كيف هلك؟ إنما العجب ممن نجا كيف نجا؟" الدرر السنية(12/370،371)

([6]) انظر صحيح البخاري(3935) وصحيح مسلم(140)

([7]) أخرجه أبو داود ( 3582 ) و أحمد ( 1/111 )وغيرهما، وقال الألباني: "صحيح" وانظر في تخريجه الإرواء (8/226،227)

([8]) قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (6/486): "فأما مسألة رؤية الكفار فأول ما انتشر الكلام فيها وتنازع الناس فيها بعد فيما بلغنا ثلاثمائة سنة من الهجرة وأمسك عن الكلام في هذا قوم من العلماء وتكلم فيها آخرون فاختلفوا فيها على ثلاثة أقوال، مع أني ما علمت أن أولئك المختلفين فيها تلاعنوا ولا تهاجروا فيها إذ في الفرق الثلاثة قوم فيهم فضل وهم أصحاب سنة، والكلام فيها قريب من الكلام في مسألة محاسبة الكفار هل يحاسبون أم لا؟ هي مسألة لا يكفر فيها بالاتفاق والصحيح أيضا أن لا يضيق فيها ولا يهجر...
وقال في (6/502): " فبالجملة فليس مقصودي بهذه الرسالة الكلام المستوفى لهذه المسألة فإن العلم كثير وإنما الغرض بيان أن هذه المسألة ليست من المهمات التي ينبغي كثرة الكلام فيها وإيقاع ذلك إلى العامة والخاصة حتى يبقى شعارا ويوجب تفريق القلوب وتشتت الأهواء وليست هذه = =المسألة فيما علمت مما يوجب المهاجرة والمقاطعة فإن الذين تكلموا فيها قبْلنا عامتهم أهل سنة وإتباع وقد اختلف فيها من لم يتهاجروا ويتقاطعوا.
كما اختلف الصحابة رضي الله عنهم والناس بعدهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا وقالوا فيها كلمات غليظة كقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، ومع هذا فما أوجب هذا النزاع تهاجرا ولا تقاطعا ، وكذلك ناظر الإمام أحمد أقواما من أهل السنة في مسألة الشهادة للعشرة بالجنة حتى آلت المناظرة إلى ارتفاع الأصوات، وكان أحمد وغيره يرون الشهادة ولم يهجروا من امتنع من الشهادة إلى مسائل نظير هذه...
وقال (6/505): "والخير كل الخير في إتباع السلف الصالح والاستكثار من معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفقه فيه والاعتصام بحبل الله وملازمة ما يدعو إلى الجماعة والألفة ومجانبة ما يدعو إلى الخلاف والفرقة إلا أن يكون أمرا بينا قد أمر الله ورسوله فيه بأمر من المجانبة فعلى الرأس والعين.
وأما إذا اشتبه الأمر هل هذا القول أو الفعل مما يعاقب صاحبه عليه أو ما لا يعاقب فالواجب ترك العقوبة لقول النبي (ادرءوا الحدود بالشبهات فانك إن تخطئ في العفو خير من أن تخطئ في العقوبة) رواه أبو داود ولا سيما إذا آل الأمر إلى شر طويل وافتراق أهل السنة والجماعة فإن الفساد الناشئ في هذه الفرقة أضعاف الشر الناشئ من خطأ نفر قليل في مسألة فرعية."

([9]) أخرجه البخاري(653) من حديث أبي هريرة.

([10]) قال الشيخ صالح بن سعد السحيمي المسجّل يوم الثلاثاء 17 جمادى الثانية 1433 بمركز الدعوة والإرشاد بطيبة الطيبة :" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد: =
= سأل بعض الفضلاء عن رأيي في مسألة الانتخابات وكان لي رأي ومازلت عليه أن الانتخابات ليست مبدأ إسلاميا في الأصل هذا فيما يظهر لي أنا وفيما أدين الله به ، ولكن توجد فتاوى لبعض مشايخنا الأفاضل وهم خير منا وأعلم منا يجيزون ذلك بشروط معينة عندما تكون هناك ضرورة ملحة ، كأن يؤمل أن يفوز في ذلك من يحكم شرع الله ، ومن يقيم حدود الله، ومن يقيم دين الله، ولو بغلبة الظن، فما حكم من يأخذ بهذه الفتوى ؟ وهل يجوز تبديعه ؟
والجواب: أنه لا يجوز تبديعه، ولا يعترض عليه، طالما استند إلى فتوى مشايخ أفاضل يرون هذا الرأي الذي ربما أنني أرجح خلافه، وأنا لا أتعصب لرأيي ولا ألزم الناس برأيي، لكن هذا الذي ظهر لي في هذه المسألة .
وأما أن يشن الشباب الغارة على بعضهم ويبدع بعضهم بعضا بسبب هذه القضية، فأقول لهم اتقوا الله تبارك وتعالى وأجمعوا رأيكم، واجمعوا صفوفكم على هدي الكتاب والسنة، واجتهدوا في ما يحقق لكم المصلحة التي تعود على تطبيق الشريعة الإسلامية في أي بلد، سواء في ليبيا أو في أي بلد آخر.
أقول وأؤكد: أهيب بالإخوة أن لا يشتغلوا ببعضهم تبديعا أو تكفيرا أو تفسيقا من أجل هذه المسألة، ولعلها -عند غلبة الظن الطيب - لعلها أن تكون مسألة إجتهادية.
فهذه الرسالة أرجو أن تبلغ في كل مكان من بلاد المسلمين التي تعج بهذه الفتن، وأن يجتهدوا في جمع شملهم على هدي الكتاب والسنة، وأن يؤصلوا في كل مكان حتى يقنعوا الناس ويفهموه بأنه لا خير إلا في تحكيم شرع الله قولا وعملا واعتقادا وحدودا وآدابا وأخلاقا وعبادة وسلوكا، حتى يخرجوا من هذه المآزق التي هم يعيشون فيها.
أسأل الله الكريم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يجمع شمل المسلمين على التوحيد وتحت راية التوحيد وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين".

([11]) أخرجه مسلم (4899) من حديث عبد الله بن عمر.



__________________
قال بعض المشايخ الأفاضل :
إن من سنن الله الشرعية والكونية ما يكون بين الحق والباطل من نزاع ، وبين الهدى والضلال من صراع ، ولكل أنصار وأتباع ، وَذادَة وأشياع .
وكلما سمق الحق وازداد تلألؤاً واتضاحاً ، إزداد الباطل ضراوة وافتضاحاً
رد مع اقتباس