عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-13-2012, 01:28 PM
عبد الله السلفي الجزائري عبد الله السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1,039
افتراضي سلسلة * الأجوبة الألبانية على التوجهات المدخلية *

أنشر في هذا الموضوع كل من المباحث التالية :

- الأشاعرة ومنهم ابن حجر مبتدعة والجواب عليه ص 37 .
- من وقع في بدعة واضحة ومنهم الإخوان والتبليغ والجواب عليه ص 40.
- السني إذا وقع في بدعة واضحة والجواب عليه ص 43.
-السني إذاوقع في بدعة خفية والجواب عليه ص49 .
- المبتدع يهجر وعلى الحاك المسلم سجنه وتأديبه بالقتل والجواب عليه ص 52 .
- المبتدع ليس له من الحقوق إلا الهجر والقتل والجواب عليه ص 57 .

[ الأشاعرة ومنهم ابن حجر مبتدعة ]
الشيخ ربيع:
قال
: الأشاعرة والصوفية وعباد القبور وغيرهم ممن ينتسبون إلى السنة، هؤلاء ليسوا من أهل السنة، بل هم من أهل البدع. الفتاوى(1/169)
وقال عن الحدادية:
ومن صفاتهم أيضا: عدم الترحم، كان إذا ترحمت على مثل ابن حجر والشوكاني والنووي قالوا مبتدع، إذا قلت الحافظ، قالوا: مبتدع، إذا قلت: عندهم أشعرية قالوا: لابد أن تقول: مبتدع، إذا لم تقل مبتدع فأنت مبتدع!!
قلنا لهم: إذا قلنا أشعري معناه أنه عنده بدعة، الإنسان يريد أن يتأدب في لفظه ليس لازما أن تقول عنه مبتدع.
أنا أقرأ لكم تراجم من البخاري يمر على جابر الجعفي ويمر على غيره لا يقول مبتدع، وهو يعرف أنه رافضي، ولا يقول أنه مبتدع، لأن هذا ليس لازما، بيِّن ضلاله نصحا للناس، لكن ليس لازما أن تقول مبتدع أو غير مبتدع، فأبو. الفتاوى(1/550)
وقال: ابن حجر فيما يظهر لي من تتبعه أنه درس المنهج السلفي وعرفه ولم يستطع أن يصدع به، ولا شك أن عليه مسؤولية فيما سجله في كتابه (فتح الباري) من أمور وعقائد الأشاعرة، فالله يتولاه([1]). الفتاوى(2/220)

الشيخ الألباني:
السؤال:
[ابن حجر] زلاته في الاعتقاد تنفي عنه كونه على المنهج الصحيح؟
الجواب:
إذا كنا متذكرين جميعا أن كل بني آدم خطاء، وأن خير الخطائين التوابون([2])، وأن العصمة ليست لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فلا غرابة في أن يخطئ من كان إماما في دعوة الحق
، فإن أخطأ في مسألة أو أخرى، في مسألتين أو ثلاثة أو أكثر فذلك لا يخرجه عن دعوة الحق إذا تبناها.
فالحافظ ابن حجر كالإمام
النووي وغيره ممن أخطؤوا في بعض المسائل العقدية كما يقولون اليوم، فذلك لا يخرجهم عن كونهم من أهل السنة والجماعة،لأن العبرة بما يغلب على الإنسان من فكر صحيح أو عمل صالح، متى يكون المسلم صالحا؟ هل يُشترط في أن يكون صالحا أن لا يقع منه أيُّ ذنب أو معصية؟ الجواب: لا بل من طبيعة الإنسان أن يقع منه الذنب والمعصية مرارا وتكرارا.
فمتى يكون العبد صالحا؟ إذا غلب خيره شره، وصلاحه ضلاله، وهكذا، كذلك تماما يقال في المسائل العلمية سواء كانت هذه المسائل العلمية مسائل عقدية، أو فقهية، فإذا كان هذا العالم يغلب عليه العلم الصحيح فهو الناجي، أما أن له زلة أو زلات في الفقه أو في العقيدة فهذا لا يخرجه عما غلب عليه من العقيدة الصحيحة.
فابن حجر مهما ذكرت مما له تلك الزلات فلا يعني مع ذلك أنه لا ينبغي أن نستفيد من كتابه، وأن لا نترحم عليه، وأن لا نحشره في زمرة علماء المسلمين المتمسكين بالكتاب والسنة.
سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 727)

[ من وقع في بدعة واضحة ]
سئل الشيخ ربيع:هل كل من وقع في بدعة مبتدع؟
الجواب:
من وقع في بدعة إن كانت ظاهرة واضحة كالقول بخلق القرآن، أو دعاء غير الله أو الذبح لغير الله أو شيء من هذه الأمور الواضحة فهذا يبدع
بالبدعة الواحدة
([3]). الفتاوى(1/158)
وسئل:
هل يشترط في تبديع من وقع في بدعة أو بدع أن تقام عليه الحجة لكي يبدع أو لا يشترط ذلك؟
الجواب:..
أما من وقع في بدعة فعلى أقسام: القسم الأول: أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة، ومن يلحق بهم كالإخوان والتبيلغوأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليه بالبدعة([4])، فالرافضي يقال عنه: مبتدع، والخارجي يقال عنه: مبتدع، وهكذا، سواء أقمت عليهم الحجة أم لا. الفتاوى(1/287)


الشيخ الألباني:

السؤال:
ما قولكم حفظكم الله وبارك فيكم في هذه العبارة: التأويل يدفع التكفير ولا يدفع التبديع؟ بمعنى شيخ: أن كلّ متأوِّل مبتدع لا أنه كافر، هل هذا الإطلاق صحيح، أم لابد من تفصيل منها، بارك الله فيكم؟
الجواب:
لا، ليس صحيحا، يعني هذا القول يرجع على التبديع دون التكفير بالنسبة للتأويل، نحن قولنا في التبديع كقولنا في التكفير المذكور آنفا، أي لا نُكفر إلا من أقيمت عليه الحجة، ولا نُبدع إلا من أقيمت عليه الحجة.
ولو أنه ابتدع لكن قد يكون ابتداعه باجتهاد خاطئ منه أو لعل العبارة أصح باجتهادٍ خطئٍ منه، كما أن المجتهد قد يقع في استحلال ما حرّم الله، لكن هو لا يقصد الاستحلال وإنما يجتهد ويستنبط فيقع في المخالفة الحرام،...
لا فرق إذًا بين من يستحلّ الحرام مجتهدًا وبين من يرتكب البدعة مجتهدًا، وبين من يقع في الكفر مجتهدا لا فرق أبدًا، وكلّ من يفرِّق بين واحدة من هذه الأمور الثلاثة فهو متنافر متناقض. سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 782)


[ السني إذا وقع في بدعة واضحة]
الشيخ ربيع:
القسم الثاني:
من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة، كالقول بخلق القرآن، أو القدر، أو رأي الخوارج، وغيرها، فهذا يبدع، وعليه عمل السلف([5]).
ومثال ذلك ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه حين سئل عن القدرية قال: "فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني([6]) " رواه مسلم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (1/254): "فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل ويراعون أيضا الألفاظ الشرعية فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة وردّ باطلا بباطل".
وقال: قال شيخ الإسلام -بعد حكاية هذه الطريقة عن السلف والأئمة-: "ومن هذا القصص المعروفة التي ذكرها الخلال في كتاب السنة هو وغيره في مسألة اللفظ ومسألة الجبر".
أقول يشير-رحمه الله إلى تبديع أئمة السنة من يقول: "لفظي بالقرآن مخلوق"، لأنه يحتمل حقًّا وباطلاً، و كذلك لفظ"الجبر" يحتمل حقًّا وباطلاً...([7])
الفتاوى(1/288،289)
وقال:
من ارتكب بدعة واضحة مثل القول بخلق القرآن،..هذا يبدع التبديع الغليظ، وهذه الأمور من المكفرات لكن لا نكفره حتى نقيم عليه الحجة، أما التبديع فلا يجوز أن يتردد في الحكم عليه أنه مبتدع.
الفتاوى(1/177)

الشيخ الألباني:
السؤال:
متى يُخرج الرجل من أهل السنة، هل إذا اعتقد اعتقادًا غير اعتقادهم أو إذا وقع في شيءٍ من الأمور المخالفة لأهل السنة؟
الجواب:
لقد اشتهر بين كثير من العلماء قديما وحديثا أن المسلم إذا أخطأ في ما يُسمى عند العلماء بالفروع يعذر، أما إذا أخطأ في الأصول في العقيدة فلا يُعذر.
نحن نعتقد أن هذا التفريق أولا: ليس له دليل من الشرع، وثانيا: نعتقد أن المسلم من الواجب عليه أن يتقصّد دائما وأبدا أن يعرف الحق مما اختلف فيه الناس سواء كان ذلك متعلقا في الأصول أو الفروع أو في العقائد أو في الأحكام.
فإذا أفرغ جُهده لمعرفة الحق فيما اختلفوا فيه فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجرٌ واحد، كما هو معلوم من حديث الرسول عليه السلام المروي في الصحيح: "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد"([8])، هذا هو الأصل أولا.
ثانيا:إذا المسلم كان حريصا على معرفة الحق ثم أخطأه ولو كان في
العقيدة أو في الأصول فهو غير مؤاخذٍ
أولا([9])، بل هو مأجور على خطئه أجرا واحدا، ثانيا: لما سبق ذكره.
يؤكِّد هذا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال كما في الصحيح أيضًا من حديث حذيفة بن اليمان وغيره من الأصحاب الكرام أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان في من كان قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط، فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله فقال لهم: أيُّ أب كنت لكم، قالوا خير أب، قال فإني مذنب مع ربي، ولئن قدّر الله عليّ، ليعذبني عذابا شديدا، فإذا أنا متُّ فخذوني وحرّقوني بالنار، ثم ذرّوا نصفي في البحر، ونصفي في الريح.
فمات الرجل وحرّقوه بالنار، وذرُّوا نصفه في البحر، ونصفه في الريح، قال الله عز وجل له: كوني فلانا فكان بشرا سويّا، قال له أي عبدي: ما حملك على ما فعلت، قال ربِّي خشيتك، قال فإني قد غفرتُ لك "([10]).
فالله عز وجل قد غفر لهذا الإنسان مع أنّه وقع في الكفر وفي الشرك، لأنه بوصيّته هذه التي ربّما لا يكون لها مثيلٌ في كلِّ الوصايا التي علمناها وَوصل إلى علمنا، من حيث جورها وظُلمها، فالله لم يُؤاخذه، بل غفرَ له لأنه علِم بأنه ما أوصى بهذه الوصية الجائرة إلاّ خوفًا منه.
فإذا كان المسلم يبتغي وجه الله عز وجل في كلِّ ما يدينُ الله به ويعتقدُ فيه، لكنه أخطأ الصواب فلا شك أن الله عز وجل يغفِرُ له خطأه، بل ويأجره أجرا واحدا، هذا الذي ندين الله به ونُفتي به دائما وأبدا.

وخلاصة ذلك: أنه خلاف الأصل، والقاعدة أن الله لا يؤاخذ الإنسان على ما أخطأ، وإنّما على ما تعمّد، وثانيا لمثل هذا الحديث الصحيح.
وقال رحمه الله: إن كان اتبع وجه الحق والصواب فأخطأه، فلا يجوز أن يُقال إنّه ليس من أهل السنة والجماعة بمجرّد أنه وقع في خطأ أو لنَقُل كما جاء في سؤالك وقع في بدعة.

كثيرا كما يعلم طلاب العلم فضلا عن أهل العلم كثيرٌ من العلماء يقعون في الحرام، ولكن هل يقصدون الحرام، حاشاه، فهل يأثمون بذلك؟ الجواب: لا.
لا فرق إذًا بين عالمٍ يقع في استحلال ما حرم الله باجتهادٍ هو مأجورٌ عليه، أو بين عالمٍ آخر وقع في بدعةٍ دون أن يقصدَها وإنّما قصد السنة فأخطأها، لا فرق بين هذا وهذا.
ولذلك فنحن نشكو الآن من هذه الثورة التي ثارت في السعودية، الآن بين أهل السنة أنفسهم حيثُ أنه ظهر فيهم من يُظن بأنّه خالف أهل السنة في بعض المسائل، فبدّعوه وخرّجوه عن أهل السنة، حسبُهم أن يقولوا بأنّه أخطأ أولا، ثم عليهم أن يُقيموا الحجة من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح ثانيا،
أمّا أن يَزيدُوا في الفرقة فرقة وخِلافا فهذا ليس من عادةِ أهل السنة والجماعة أبدا.
لذلك فلا يجوز أن يُنبذَ من قد يُخطئ في مسألة على التفصيل السّابق سواء كانت أصليّة أو فرعيّة، كانت عقديّة أو فقهية، لا يجوز أن يضلّل وإنما يعامل بالذي هو أحسن. سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 734)
وسئل رحمه الله:
هل يحذّر من الرجل الذي يرى الخروج على الحاكم الفاسق؟..
فأجاب رحمه الله
:..ذلك الشخص كما ذكرت أو طالب العلم الذي ذكر هذا الكلام، لا أرى بمجرد هذا الكلام أنه يجوز مقاطعته، لأن سبيل المقاطعة في هذا الزمان كالخروج تماما! لا يفيد، لأنه ما فينا واحد إلا وله كلمة وله زلة وله خطيئة، فإذًا كلما رأينا من شخص خطأ أو هفوة قاطعناه،
ازددنا تفرقًا لكن ينبغي أن نُبيِّن خطأه حتى لا يغتر الناس به".
سلسلةالهدى والنور شريط (رقم 799)

[السني إذا وقع في بدعة خفية]
قال الشيخ ربيع:
القسم الثالث:
مَن كان مِن أهل السنة ومعروف بتحري الحق، ووقع في بدعة خفية، فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير، وإن كان حيًّا فيناصح، ويبين له الحق، ولا يتسرع في تبديعه، فإن أصر فيبدع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها وإما لرأى رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)[البقرة:286] وفي الحديث: أن الله قال: "قد فعلت"([11])، وبسط هذا له موضع آخر".
وقال في الحاشية:
أنظر معارج الوصول(ص43)([12]).
الفتاوى(1/291،292)

الشيخ الألباني:
السؤال:
من هو الذي يقال إنه مبتدع ؟
الجواب:
فهو الذي خالف قوله عليه الصلاة والسلام: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"([13])، ثم أخذ يتقرّب إلى الله عز وجل بالابتداع في دين الله، أو بالتقرّب بما ابتدع غيره في دين الله عز وجل.
أمّا من صدرت منه بدعة، وهو لا يريدها كقاعدة، هو في القاعدة مع قوله عليه السلام : "كل بدعة ضلالة "، ولكن أخطأ وابتدع كما يقع من بعض المجتهدين أحيانا يقولون عن شيء أنه مباح وهو حرام، هذا لا يجوز في الإسلام، لكن إذا وقع في مثل هذا مجتهد، فله أجر ولا يقول أنه وقع في الحرام. كذلك إذا صدرت بدعة من غير مبتدع إنما باجتهاد منه لكن الحقيقة أنها بدعة فلا يقال فيه مبتدع. سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 704)
وقال الشيخ الألباني ــ رحمه الله تعالى ـــ أيضا في فتاوى جدة (13): " أما ما أسمعه الآن من هذا السؤال في أن يفصل المسلم عن الجماعة السلفية!! لمجرد أنه أخطأ في مسألة أو في أخرى فما أراه إلا من عدوى الأحزاب الأخرى،... ".

[المبتدع يُهجر وعلى الحاكم المسلم سجنه وتأديبه بالقتل]


سئل الشيخ ربيع: ما هي الأحكام المتعلقة بأهل البدع؟
فأجاب:
إن هؤلاء ينقسمون إلى دعاة وإلى غير دعاة.
أما الدعاة: فلهم عقوبات ذكرها أئمة الإسلام، منها النفي كما نفى عمر رضي الله عنه صبيغاً ونفى غيره، ومنها القتل كما قتلوا الجعد بن درهم والحلاج([14]) وغيره من أئمة البدع والضلال، وأما الأتباع: فهؤلاء يرشدون ويبين لهم ويدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. الفتاوى(1/155)
وقال: أما عمر، فقصته مع صبيغ بن عسل مشهورة ومعروفة، إذ كان يقذف ببعض الشبهات في أوساط الناس، فاستدعاه عمر، وضربه ضربا شديدا، وأودعه في السجن، ثم استدعاه مرة أخرى ، وضربه، وأودعه السجن، ثم في الثالثة، فقال صبيغ: إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت، فلم يأمن جانبه أبدا، بعد كل هذا نفاه إلى العراق، وأمر بهجرانه. فتاويه(1/367) قال في الحاشية رقم ( 137) أخرجه الدارمي حديث (150)([15]).
وسئل:هل يوجد حد في التحذير من المبتدع؟
الجواب:
أما الداعية فلا خلاف في التحذير منه وهجرانه، وعدم الأخذ عنه إطلاقًا، ولا تُقبل منه شهادة([16])، ولا تقبل منه رواية، ويعاقب إذا كان هناك سلطان، هذه كلها أحكام المعاند. الفتاوى(1/272)
وقال: فإذا وجدت من يعاند ولا يقبل الحق وتقيم عليه الحجة ويرفض حينئذٍ تستخدم الرد، وإن كنت سلطانًا وهذا داعية فتؤدبه بالسيف، وقد يؤدي إلى القتل إذا كان يصر على نشر الفساد.
وقال:
فإن أبى فحينئذٍ يلجأ الحاكم الشرعي إلى عقوبته، قد يكون بالسجن([17])، قد يكون بالنفي، قد يكون بالقتل. الفتاوى(1/237)
وسئل:متى يكون هجر المبتدع؟ المبتدع متى يهجر؟
فأجاب:
المبتدع إذا كان داعية فيهجر باستمرار حتى يتوب، وإذا كان جاهلا فيعلم.
العالم والداعية المؤثر لا يهجره إنما يدعوه، فإذا لم يستجب وعاند يهجره ويتركهويذهب يشتغل بغيره، يدعو غيره. الفتاوى(1/307)

[ فكل من كان مبتدعا سواء كان إخوانيا أو تبليغيا أو حتى حاملا للسبحة([18]) بعد البيان فحكمه السجن، إلى القتل ]


الشيخ الألباني:
السؤال:
مقاطعة المبتدع ؟
الجواب:
لا نرى هذا، هذا يا أخي كما نقول لكم ولغيركم ممن تسمعون أسئلتهم إذا أردنا في هذا الزمان أن نُطبِّق.. الآن المنهج السلفي، الذي ورثناه عن بعض علمائنا من السلف من الشّدة على المبتدعة وهجرهم ومقاطعتهم وعدم الإصغاء إليهم، عُدنا القهقرى.
كما أقول: لو أنّنا كان لنا صديق مثلا، كان معنا على الخط ثم انحرف، حتى بدا لا يصلِّي، فكثيرا ما يأتي السؤال من بعض المتحمِّسين، ألا نقاطعه ؟
وأنا أقول: لا.
لا نُقاطعه وإنما تابعهم بالموعظة والنصيحة، والتّذكير، وإلا إذا قاطعته ..إذا أنت عاملته بالقسوة والشّدة وأعرضت عنه من باب المقاطعة، وباب المقاطعة
أصله مشروع في حديث الذين خُلِّفوا([19]لكن يجب وضع الشيء في محلِّه.
فهذا التارك للصلاة الذي فُوجئنا بتركه للصلاة إن قاطعناه زدناه ضلالا، وإنما ينبغي أن نُتابعه بالموعظة والتذكير والتلطف معه والترفق به كما فعل عليه الصلاة والسّلام مع ذلك اليهودي([20]).
وعلى هذا أيضا نسوق المبتدعة، لو تركناهم وشأنهم وضلالهم فمن الذي سيتولّى هدايتهم، اليوم لا يجوز.
كما أنه نحن نقول: لا يجوز إذا لقيت امرأةً متبرجة أن تقول في وجهها: لعنة الله عليك، للمفاسد التي تترتّب، لكن لو عاد المجتمع الإسلامي وشذّت امرأة عن هذا المجتمع الإسلامي، وخرجت هكذا متبرجة، فهناك يأتي هذا الجهر ..".
سلسة الهدى والنور شريط رقم (611)

[المبتدع ليست له من الحقوق إلا الهجر والقتل ]
الشيخ ربيع:
وسُئل أيضا:
ما هي ضوابط هجر المبتدع في هذا الزمان؟ وهل يجوز الكلام معه والسلام عليه وعيادته إذا كان مريضا وغير ذلك من الحقوق؟
الجواب:
لا. المبتدع الداعية يهجر ويقاطع ويحذر منه، وإذا كان هناك دولة إسلامية تقيم الحدود تقتله إذا ما كف شره. هذا حكمه عند علماء الإسلام([21]). الفتاوى(1/344)
الشيخ الألباني:
السؤال:
شيخ: ما هو الموقف الحاسم اتجاه المبتدعة، والحق عندنا المبتدعة، فكل من يتوسل فهو مبتدع، كل من يستغيث فهو مبتدع، بل يصل الحد إلى أن كل من لم يُحرِّك إصبعه في التشهّد، يعني موقفين يعني لا يكاد يكون طيب في هذا الأمر.
فأصبح في موقف الشباب هذا أنّه الحدة في اتجاه القبوريين واتجاه المتوسِّلين يعني حدَّة تامة، لأن عندنا يا شيخ القبوريين بصراحة أمرهم واضح يعني جلي، واستغاثتهم بغير الله واضحة...، بل ويعادون أهل السنة بها، بل حتى ويمكرون على أهل السنة أحيانا...
الجواب:
...(بعد كلام له ). ولذلك فأنا في كثير من محاضراتي وكلماتي أقول: هؤلاء المبتدعة، أو هؤلاء الضالون، هم بحاجة أن نشفق عليهم وأن نرحمهم أكثر من أن نُعاديَهم، وأن ننتقم منهم، ذلك لأنهم مرضى مرضًا رُوحيا إذا صح هذا التعبير.
فالخلاصة أن هذا ليس شيئا جديدا، أخونا هذا كما ترون، يسجّل ما قلَّ وكثر من كلماتي، فعنده أشرطة عديدة جدا، تدندن كلها حول الإشفاق على هؤلاء المبتدعة.
سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 338)




([1]) ذكرت هذا ليعلم أن الشيخ ربيعا يرى أن الحافظ مبتدع، لماذا؟ لكونه لم يقل عنه أنه من أهل السنة، بل حاول أن ينفلت من إلزامه بالتبديع صراحة فقط، ومن كان يرى خلاف ذلك فليأت بكلام صريح له يدل على أنه من أهل السنة، قد يقال لماذا لم يبدعه صراحة؟ والجواب: لأنه خلاف المصلحة فقط، كما هو معلوم في مثل هذه القضايا، وقد تقدم كلامه في كون الأشاعرة من أهل البدع، والشيخ ربيع لا يرى فرقا بين هذه اللفظة وبين قوله مبتدع، بل قال كما تقدم: إذا قلنا أشعري معناه أنه عنده بدعة، الإنسان يريد أن يتأدب في لفظه ليس لازما أن تقول عنه مبتدع. فما منعه إلا التأدب في= =اللفظ، ثم عليك أن تستحضر أن من قامت عليه الحجة من كلام السلف عند الشيخ ربيع فهو مبتدع، وكما ترى فإن الحافظ درس المنهج السلفي، فالحجة قائمة إذًا، لذلك قال الشيخ ربيع: ولا شك أن عليه مسؤولية فيما سجله، من أجل هذا ذكرت كلام الشيخ الألباني الواضح البين في كونه من أهل السنة بعده، فتنبه.

([2]) يشير إلى حديث أنس، الذي أخرجه الإمام أحمد (3/198) بنحو ما ذُكر، والترمذي(2616) والحاكم وصححه(4/244) وغيرهم من طريق علي بن مسعدة عن قتادة، وقد تعقب الذهبي الحاكم بقوله: "فيه علي بن مسعدة وقد لين" وفي الحديث علة أخرى وهي تدليس قتادة.

([3]) ولو من غير إقامة الحجة كما سيأتي عن الشيخ ربيع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (27/125) بعد بيانه لفساد قول من يقول: إذا نزل بك حادث أو أمر تخافه فإستوحنى فيكشف ما بك من الشدة حيا كنت أو ميتا. قال رحمه الله (27/126): "فعلم أن هذا من الضلال وإن كان بعض الشيوخ قال ذلك فهو خطأ منه والله يغفر له إن كان مجتهدا مخطئا وليس هو بنبي يجب إتباع قوله ولا معصوم فيما يأمر به وينهى عنه".

([4]) يقول الشيخ عبيد الجابري: " نحن ما قلنا في يوم من الأيام أن سعيد بن مسفر مبتدع، لكن نقول إنه إخواني، فإذا بلغته الحجة وفهمها من رجل يمكنه إقامة الحجة عليه في ذلك الوقت (ليس) معه موقف آخر، أما أنا فأقول: إخواني، وأقول إنه صاحب بدع، لكن كلمة مبتدع شيء آخر، فرِّقوا بين العبارتين". من شريط أسئلة منهجية فقهية غبر إذاعة الدروس السلفية 12/5/1423 هـ

([5]) قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية (1/65): " فإن السلف قد دخلوا بالتأويل في أنواع عظيمة"، فأثبت أنهم من السلف مع وقوعهم في أنواع عظيمة.

([6]) المشكلة في هذا الاستدلال من جهتين أو أكثر: منها: أن قوله هذا حمله بعض أهل العلم على التكفير دون التبديع، وهو الظاهر، فكيف نترك ما دل عليه وهو الكفر ونشترط فيه الحجة، ونحمله على ما لا يدل عليه و هي البدعة ولا نشترط إقامة الحجة؟!، الثاني: أن ابن عمر كما تقدم نسب البراءة إليه ولم ينسبه إلى الإسلام أو إلى النبي عليه السلام، أو إلى المنهج السلفي!!!

([7]) كلام الشيخ ربيع يفيد أن من تكلّم بلفظ مجمل يُبدّع، واستدل بكلام لشيخ الإسلام، وشيخ الإسلام له ما يدل على خلاف ذلك، قال رحمه الله في الفتاوى الكبرى(5/342): "وذكر [أي الأشعري]الخلاف بين أهل الكلام في الدقيق، فلم يذكر النزاع بين أهل الحديث في الدقيق، وبينهم منازعات في أمور دقيقة لطيفة كمسألة اللفظ ونقصان الإيمان وتفضيل عثمان وبعض أحاديث الصفات ونفي لفظ الجبر وغير ذلك من دقيق القول ولطيفه ".
فجعل مسألة اللفظ ومسألة من نفى لفظ الجبر من المسائل الدقيقة بين أهل الحديث، الذين هم السّلفيون كما هو معروف. فقد أثبت لهم السنة ولم يبدعهم!!، وانظر إن شئت كتابيقعدات على وقفات ( حوار مع الشيخ ربيع حول المجمل والمفصل ) فقد بيّنت أكثر.

([8]) أخرجه البخاري (6805) ومسلم (3240) من حديث عمرو بن العاص.

([9]) قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (11/203،204): "والناس في هذا الباب ثلاثة أصناف: طرفان ووسط، فمنهم من إذا اعتقد في شخص انه ولي لله وافقه في كل ما يظن أنه حدث به قلبه عن ربه وسلم إليه جميع ما يفعله ومنهم من إذا رآه قد قال أو فعل ما ليس بموافق للشرع أخرجه عن ولاية الله بالكلية وإن كان مجتهدا مخطئا، وخيار الأمور أوساطها وهو أن لا يجعل معصوما ولا مأثوما إذا كان مجتهدا مخطئا فلا يتبع في كل ما يقوله ولا يحكم عليه بالكفر والفسق مع اجتهاده
والواجب على الناس إتباع ما بعث الله به رسوله وأما إذا خالف قول بعض الفقهاء ووافق قول آخرين لم يكن لأحد أن يلزمه بقول المخالف ويقول هذا خالف الشرع".

([10]) أخرجه البخاري في صحيحه (3481)عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: "عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني ثم = =اطحنوني ثم ذروني في الريح، فو الله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحد، فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك منه ففعلت فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت ؟ قال يا رب خشيتك، فغفر له".

([11]) صحيح مسلم (180).

([12]) لم يذكر الشيخ الكلام الذي قبل هذا لماذا؟!، أليس أهل السنة من علاماتهم أن يقولوا ما لهم وما عليهم، بخلاف أهل البدع الذين يقولون مالهم ويدعون ما عليهم، وهاك أخي القارئ كلام شيخ الإسلام لتعلم سبب هذا التعقيب:
قال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (19/191): " وقد كان النبي يقول في الحديث الصحيح في خطبة يوم الجمعة: {خير الكلام كلام الله [في مسلم: خير الحديث كتاب الله ] وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة}[صحيح مسلم(1435)]ولم يقل وكل ضلالة في النار.
بل يضل عن الحق من قصد الحق وقد اجتهد في طلبه فعجز عنه فلا يعاقب، وقد يفعل بعض ما أمر به فيكون له أجر على اجتهاده وخطؤه الذي ضل فيه عن حقيقة الأمر مغفور له ".ثم ذكر ما تقدم في نقل الشيخ ربيع.
ومما يُبيِّن أكثر كلام شيخ الإسلام ما ذكره أيضا في مجموع الفتاوى[3/348-349] قال:" ومما ينبغي أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام على درجات، منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة، ومنهم من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة.
ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه، فيكون محموداً فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها، ورد باطلاً بباطل أخف منه، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة والجماعة.
ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعة المسلمين يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك.
ولهذا وقع في مثل هذا كثيرٌ من سلف الأمة وأئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة، بخلاف من والى موافقه وعادى مخالفه، وفرق بين جماعة المسلمين، وكفر وفسق مخالفه دون موافِقِه في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقه، فهولاء من أهل التفرق والاختلافات ".

([13]) أخرجه النسائي(1578) وابن خزيمة في صحيحه (1785) وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (1953) وصححه الألباني في الإرواء (3/73) أما بدون الزيادة فقد أخرجه مسلم كما تقدم.


([14]) قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ( 35/ 108): "الحلاج قتل على الزندقة التي ثبتت عليه بإقراره وبغير إقراره والأمر الذي ثبت عليه بما يوجب القتل باتفاق المسلمين". فلم يقتل على البدعة بل على الكفر فتنبه.
أما الجعد فكذلك على الزندقة، قال ابن حجر: "وللجعد أخبار كثيرة في الزندقة منها: أنه جعل في قارورة تراباً وماءً فاستحال دوداً وهواماً فقال: أنا خلقت هذا لأني كنت سبب كونه. فبلغ ذلك جعفر بن محمد فقال: فليقل كَمْ هو، وكَمْ الذكران منه والإناث إن كان، وليأمر الذي يسعى إلى هذا أن يرجع إلى غيره. فبلغه ذلك فرجع"كما في لسان الميزان (2/105)

([15]) في سند الدارمي: عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف، وفيه أيضا محمد بن عجلان، قال يحيى القطان كما في الضعفاء الكبير (4/118): كان ابن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع"، وهذا منها، كذلك ليس في رواية الدارمي ذِكر السجن ولا ذِكر النفي، بل فيه الإذن في أن يعود إلى أرضه.
وقد أورد القصة الآجري بسند صحيح في الشريعة(1/210 رقم160)من طريق السائب بن يزيد قال: أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن، فقال: اللهم أمكني منه.
قال: فبينا عمر ذات يوم يغدي الناس، إذ جاءه رجل عليه ثياب وعمامة يتغدى حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين والذاريات ذروا، فالحاملات وقرا، فقال عمر: أنت هو ؟ فقام إليه فحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، فقال: والذي نفس عمر بيده، لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه، واحملوه على قتب، ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده، ثم ليقم خطيبا، ثم ليقل: إن صبيغا طلب العلم فأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك وكان سيد قومه".

([16]) قال النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم (7/160): "قال الشافعي رحمه الله تعالى: أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية، وهم طائفة من الرافضة يشهدون لموافقيهم في المذهب بمجرد قولهم فرد شهادتهم لهذا لا لبدعتهم والله أعلم". وانظر نقل الخلاف في قبول رواية الداعية في شرح صحيح مسلم للنووي(1/60)

([17]) قال ابن مفلح في الآداب الشرعية(1/275،276): "فصل (في حظر حبس أهل البدع لبدعتهم) قال المروذي سألت أبا عبد الله عن قوم من أهل البدع يتعرضون ويكفرون قال: لا تتعرضوا لهم قلت وأي شيء تكره من أن يحبسوا؟ قال:" لهم والدات وأخوات، قلت: فإنهم قد حبسوا رجلا وظلموه، وقد سألوني أن أتكلم في أمره حتى يخرج، فقال: إن كان يحبس منهم أحد فلا، ثم قال أبو عبد الله: هذا جارنا حبس ذلك الرجل فمات في السجن.
وأظن أنه قال غير مرة كيف حكى أبو بكر بن خلاد؟ فقلت له: قال: كنت عند ابن عيينة قاعدا، فجاء الفضيل فقال: لا تجالسوه ــ يعني لابن عيينة ــ تحبس رجلا في السجن؟ ما يؤمنك أن يقع السجن عليه؟ قم فأخرجه، فعجب أبو عبد الله وجعل يستحسنه".


([18]) قال الشيخ ربيع: " أما البدع المفسقة فهي غير هذه، ترى معه سبحة،..، غيرها مثلا أذكار فيه شيء من المخالفات،..هذه البدعة هي مفسقة بعد أن تبين له، إذا بينت له وأصر عليها فسِّقه ". الفتاوى(1/151،152).


([19]) انظر صحيح البخاري (4156) ومسلم (2769).

([20]) لعله يشير إلى حديث عائشة قالت: "دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ فقالوا السام عليك، قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة.
قالت: فقال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ: مهلاً يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله،فقلت:يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـ: قد قلت وعليكم" أخرجه البخاري(5678) واللفظ له، ومسلم (2165).


([21]) وسئل الشيخ ربيع: هل يجوز للسلفيين أن يأخذوا من المساعدات التي أعطيت من عند الحزبيين، علما بأن الحزبيين لا يعطون هذا إلا وهم يريدون أن يكسبوا السلفيين؟فأجاب:... فإذا أعطوه بدون شرط –وهو محتاج- يأخذ، لكن بشرط ألا يبيع دينه" . الفتاوى(1/377)
فالمبتدع ليست له حقوق، بل على السلطان المسلم أن يقتله إذا بقي على بدعته، وهنا يُجيز الشيخ ربيع أخذ المال من عنده!!!





__________________
قال بعض المشايخ الأفاضل :
إن من سنن الله الشرعية والكونية ما يكون بين الحق والباطل من نزاع ، وبين الهدى والضلال من صراع ، ولكل أنصار وأتباع ، وَذادَة وأشياع .
وكلما سمق الحق وازداد تلألؤاً واتضاحاً ، إزداد الباطل ضراوة وافتضاحاً
رد مع اقتباس