عرض مشاركة واحدة
  #114  
قديم 01-31-2013, 10:44 AM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر نجم الدين المحسي مشاهدة المشاركة

جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم ونفع الله بكم وزادكم علما وتوفيقا ...
عندي سؤال في الدرس السابق ؛ هل عيسى عليه الصلاة والسلام يُعدُّ صحابيّاً ؟


ترجم الامام الذهبي لعيس ابن مريم -عليه السلام- في كتابه "تجريد أسماء الصحابة" ، فقال:
"عيسي ابن مريم -عليه السلام-:صحابي ونبي ؛ فإنه رأي النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الاسراء، وسلّم عليه.
فهو آخر الصحابة موتاً"
.

وانتصر لاختياره الحافظ ابن حجر في "الإصابة"، ووضعه في القسم الأول من (الصحابة).

وقال الحافظ العراقي في "التقييد والإيضاح":
"وأما الأنبياء الذين رآهم في السماوات ليلة الإسراء- الذين ماتوا منهم كإبراهيم ويوسف وموسى وهارون ويحيى-: لا شك أنهم لا يطلق عليهم اسم الصحبة لكون رؤيتهم له بعد الموت مع كون مقاماتهم أجلَّ وأعظم من رتبة أكبر الصحابة.
وأما من هو حي إلى الآن لم يمت- كعيسى -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه سينزل إلى الأرض في آخر الزمان ويراه خلق من المسلمين..
فهل يوصف من يراه بأنه من التابعين لكونه رأى من له رؤية من النبي -صلى الله عليه وسلم-؟!
أم المراد بالصحابة: من لقيه من أمته الذين أرسل إليهم حتى لا يدخل فيهم عيسى والخضر وإلياس -على قول من يقول بحياتهما من الأئمة-[قال أبو الحارث: ولا دليل على ذلك-مطلقاً-]؟!
هذا محل نظر!
ولم أر من تعرّض لذلك من أهل الحديث.
والظاهر: أن من رآه منهم في الأرض وهو حي له حكم الصحبة.
فإن كان الخضر أو إلياس حياً -أو كان قد رأى عيسى في الأرض- فالظاهر: إطلاق اسم الصحبة عليهم.
فأما رؤية عيسى له في السماء؛ فقد يقال: السماء ليست محلاً للتكليف ولا لثبوت الأحكام الجارية على المكلفين؛ فلا يثبت بذلك اسم الصحبة لمن رآه فيها.
وأما رؤيته لعيسى في الأرض؛ فقد ثبت في «صحيح مسلم» من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لقد رأيتني في الحِجر وقريش تسألنى عن مسراي فتسألني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كرباً ما كربت مثله قط فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألونني عن شيء إلا أنبأتهم به.
وقد رأيتنى في جماعة من الأنبياء...»- الحديث-.
وفيه:«.. وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي..»- الحديث-.
وفيه:«.. فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة، قال قائل: يا محمد هذا مالك خازن النار، فسلّم عليه فالتفت إليه فبدأنى بالسلام».
وظاهر هذا أنه رآه ببيت المقدس.
وإذا كان كذلك ؛ فلا مانع من إطلاق الصحبة عليه ؛ لأنه حين ينزل يكون مقتدياً بشريعة نبينا -صلى الله عليه وسلم-؛ لا بشريعته المتقدمة.
وروى أحمد في مسنده من حديث جابر مرفوعاً-: «لو كان موسى حياً بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني»[قال أبو الحارث: حسّنه شيخنا الإمام الألباني-رحمه الله-]- والله أعلم-».

رد مع اقتباس