عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-02-2011, 12:07 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

فهم سليمان قول النمل وصارت بمنزلة من يعقل في الفهم عنها ، فأخبر عنها كما يخبر عن من يعقل ، فلذلك قال : {قَالَتْ}
لأنه لما جعل لهم قولا كالآدميين خوطبوا بخطاب الآدميين فأخرج خطابهم على مثال خطاب بني آدم، إذ كلَّمتهم وكلَّموها
فجعلها قائلة والنمل مقولاً لهم كما يكون في أولي العقل
فالهاء والميم والياء والنون من كنايات من يعقل، لأنه لما أخبر عنها بفعل من يعقل عبّر عنها بكناية من يعقل (فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم ولذلك أجروا مجراهم )
في قوله تعالى:ادخلوا

كما أنشد ثعلب لعبدة بن الطبيب :
إذْ أشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعُو بَعْضَ أُسْرَتِه ... لَدَى الصَّبَاحِ وَهُمْ قَوْمٌ مَعَازِيْلُ
لمّا جعله يدعو ، جعل الدِّيَكَة قوماً ، وجعلهم معازيل ، وهم الذين لا سلاح معهم ، وجعلهم أُسرة؛ وأسرة الرجل : رهطه وقومه .


**:
جاء في نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري :
"فجمع في هذا على لسان النملة بين النداء والتنبيه والأمر والنهي والتحذير والتخصيص والعموم والإشارة والإعذار؛ ونظير ذلك ما حكي عن الأصمعي أنه سمع جارية تتكلم فقال لها: قاتلك الله، ما أفصحك، فقالت: أو يعد هذا فصاحة بعد قول الله تعالى: " وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين.

قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة :
"فتكلمت بعشرة أنواع من الخطاب في هذه النصيحة النداء والتنبيه والتسمية والامر والنص والتحذير والتخصيص والتفهيم والتعميم والاعتذار فاشتملت نصيحتها مع الاختصار على هذه الانواع العشرة ولذلك اعجب سليمان قولها وتبسم ضاحكا منه وسال الله ان يوزعه شكر نعمته عليه لما سمع كلامها.."


سأعود للموضوع ...فالأمر ممتع نافع ومفيد رائع
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس