عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 10-30-2013, 04:38 PM
انور الدبوبي انور الدبوبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الاردن / عمان
المشاركات: 161
افتراضي فوائد من شرح الشيخ ابن عثيمين لكتاب رياض الصالحين(13)

7 ـ قال عليه الصلاة والسلام : ( ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً له من بطنه ، فإن كان لا محالة : فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ) .

هذا هو الأكل النافع الطبيعي وإذا جعت فكل فالأمر ليس مقصوراً على ساعات معينة .

لو قال الإنسان لو اقتصرت على ثلث وثلث وثلث ، يمكن أن أجوع قبل أن يأتي وقت العشاء . نقول : إ ذا جعت فكل ، الشيء موجود ، لكن كونك تأكل هذا الخفيف يكون أسهل للهضم وأسهل للمعدة ، المعدة تهضمه براحة ، وإذا اشتهيت فكل ، وهذا من الطب النبوي .

لكن لابأس بالشبع أحياناً لأن النبي أقر أبا هريرة حينما سقاه اللبن وقال : ( اشرب . اشرب . اشرب ) حتى قال أبو هريرة : والله لا أجد له مسلكاً يعني لا أجد له مكاناً ، فأقره رسول الله على ذلك ، وإنما الذي ينبغي أن يكون الأكثر في أكلك كما أرشد إليه النبي ، ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس . ص223 .

8 ـ عن كعب بن مالك قال : رأيت رسول الله يأكل بثلاث أصابع ، فإذا فرغ لعقها .

ينبغي للإنسان أن يأكل بثلاثة أصابع : الوسطى والسبابة والإبهام ، لأن ذلك أدل على عدم الشره ، وأدل على التواضع ، ولكن هذا في الطعام الذي يكفي فيه ثلاثة أصابع ، أما الطعام الذي لا يكفي فيه ثلاثة أصابع مثل الأرز فلا بأس بأن تأكل بأكثر ، لكن الشيء الذي تكفي فيه الأصابع الثلاثة اقتصر عليها فإن هذا سنة النبي . ص229 .

9 ـ ينبغي للإنسان إذا انتهى من الطعام أن يلعق أصابعه قبل أن يمسحها بالمنديل كما أمر بذلك النبي يلعقها هو أو يُلعقها غيره ، أما كونه هو يلعقها فالأمر ظاهر ، وكونه يُلعقها غيره هذا أيضاً ممكن ، فإنه إذا كانت المحبة بين الرجل وزوجته محبة قوية ، يسهل عليه جداً أن تلعق أصابعه أو أن يلعق أصابعها فهذا ممكن . ص230 .

10 ـ قال تعالى : ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لاتظمؤ فيها ولا تضحى )

أشكلت هذه الآية على بعض الناس قالوا :

لماذا لم يقل إن لك ألا تجوع فيها ولا تظمأ وأنك لاتعرى فيها ولا تضحى ؟

لكن من تفطن للمعنى تبين له بلاغة القرءان .

فقال : ( ألا تجوع فيها و لاتعرى ) لأن الجوع عري الباطن فخلو البطن من الطعام عري لها . ( ولا تعرى ) من لباس الظاهر .

( وأنك لاتظمؤ فيها ) هذا حرارة الباطن ( ولا تضحى ) هذا حرارة الظاهر . ص264 .

11 ـ قال تعالى : ( يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير )

في هذه الآية إشارة إلى أنه يجب الاعتناء بلباس التقوى أكثر مما يجب الاعتناء بلباس البدن الظاهر الحسي ، لأن لباس التقوى أهم فقال الله عنه ( ولباس التقوى ذلك خير ) ولم يقل : ولباس التقوى هو خير ، لأن ذلك اسم إشارة وجيء بها للبعيد إشارة إلى علو مرتبة هذا اللباس كما قال تعالى : ( آلم * ذلك الكتاب لايب فيه هدى للمتقين )
ولم يقل : هذا الكتاب ، إشارة إلى علو مرتبة القرءان ، كذلك قوله : ( ذلك خير ) إشارة إلى علو مرتبة لباس التقوى . ص266 .

12 ـ اختلف العلماء : هل يقول المؤذن حي على الصلاة على اليمين ، حي على الصلاة على اليسار ، ثم حي على الفلاح على اليمين ، حي على الفلاح على اليسار ، أم أنه يجعل حي على الصلاة كلها على اليمين ، وحي على الفلاح كلها على اليسار ؟

الأمر في هذا واسع ، وإن فعل هذا أو هذا فكله على خير ولا بأس به . ص274 .


13- العوام إذا أرادوا ضرب المثل بالإنسان الأبله ، قالوا : هذا رجل لا يعرف كوعه من كرسوعه .

وأكثر الناس يظنون أن الكوع : هو المرفق الذي إليه منتهى الوضوء ، ولكن ليس كذلك ، فما عند مفصل الكف من الذراع مما يلي الخنصر فهو الكرسوع ، وما يلي الإبهام فهو الكوع وما بينهما فهو الرسغ .

وعظم يلي الإبهام كوع وما يلي
الخنصر الكرسوع والرسغ ماوسط
وعظم يلي إبهام رجل ملقب ببوع
فخذ بالــعلم واحذر من الغلظ . ص 285 .

14 ـ قال النبي لجابر بن سليم لما قال له عليك السلام : لاتقل عليك السلام ، عليك السلام تحية الموتى ولكن قل السلام عليك .

وفي قوله عليه الصلاة والسلام : (قل السلام عليك ) دليل على أن الإنسان إذا سلم على الواحد يقول : السلام عليك ، وهكذا جاء أيضاً في حديث الرجل الذي يسمى المسيء في صلاته ، أنه جاء فسلم على النبي فقال : السلام عليك بالإفراد وهذا هو الأفضل .

وقال بعض العلماء : تقول : السلام عليكم تريد بذلك أن تسلم على الإنسان الذي سلمت عليه ومن معه من الملائكة ، ولكن الذي وردت به السنة أولى وأحسن أن تقول : السلام عليك ، إلا إذا كانوا جماعة فإنك تسلم عليهم بلفظ السلام عليكم . ص291 .

15 ـ عن أبي هريرة قال : بينما رجل يصلي مسبل إزاره قال رسول الله ( اذهب فتوضأ ) فذهب فتوضأ ثم جاء فقال : ( اذهب فتوضأ ) فقال له رجل يارسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه قال : (إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل ) .

قال المؤلف النووي : الحديث رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم ، ولكن في هذا نظر ، فإن الحديث ضعيف لا يصح عن النبي .

والصحيح من أقوال العلماء أن صلاة المسبل صحيحة ولكنه آثم . ص300 .

16 ـ العلماء ثلاثة أقسام : عالم ملة ، وعالم دولة ، وعالم أمة .

أما عالم الملة فهو الذي ينشر دين الإسلام ويفتي بدين الإسلام عن علم ، ولايبالي بما دل عليه الشرع أوافق أهواء الناس أم لم يوافق .

وأما عالم الدولة فهو الذي ينظر ماذا تريد الدولة فيفتي بما تريد الدولة ، ولو كان في ذلك تحريف كتاب الله وسنة رسوله .

وأما عالم الأمة فهو الذي ينظر ماذا يرضي الناس ، إذا رأى الناس على شيء أفتى بما يرضيهم ، ثم يحاول أن يحرف نصوص الكتاب والسنة من أجل موافقة أهواء الناس نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من علماء الملة العاملين بها . ص307 ـ 308 .

17 ـ عقد النووي في كتابه رياض الصالحين كتاباً في آداب النوم والجلوس والجليس ، وغير ذلك مما يحتاج إليه الإنسان في حياته ، وهذا يدل على أن هذا الكتاب كتاب شامل عام ينبغي لكل مسلم أن يقتنيه وأن يقرأه وأن يفهم مافيه . ص333 .

18 ـ ( اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا )

( الوارث منا ) يعني اجعل التمتيع بهذه الأمور السمع والبصر والقوة الوارث منا ، يعني اجعله يمتد إلى آخر حياتنا حتى يبقى بعدنا ويكون كالوارث لنا ، وهو كناية عن استمرار هذه القوة إلى الموت . ص363 .

19 ـ من المهم في الرؤى ألا نعتمد على مايوجد في بعض الكتب ككتاب تفسير الأحلام لابن سيرين ، وما أشبهها ، فإن ذلك خطأ وذلك لأن الرؤيا تختلف بحسب الرائي وبحسب الزمان وبحسب المكان وبحسب الأحوال .

فالحاصل ألا يرجع الإنسان إلى الكتب المؤلفة في تفسير الأحلام لأن الأحلام تختلف . ص377 .

20 ـ هل يقول الإنسان عند التثاؤب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؟

لا ، لا تقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لأن ذلك لم يرد عن النبي ، فالنبي علمنا ماذا نفعل عند التثاؤب ولم يقل : تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم ، وأما ما اشتهر عند بعض الناس أن الإنسان إذا تثاءب يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فهذا لا أصل له ، والعبادات مبنية على الشرع وليس على الهوى .

لكن قد يقول بعض الناس : أليس الله يقول : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) وقد أخبر النبي أن التثاؤب من الشيطان فهذا نزغ ؟ نقول : لا ، فقد فهمت الآية خطأ ، فالمراد بهذه الآية يعني الأمر بالمعاصي أو بترك الواجبات لأن هذه نزغ الشيطان ، كما قال تعالى فيه إنه ينزغ بين الناس ، فهذا نزغه : الأمر بالمعاصي والتثبيط عن الواجبات ، فإن أحسست بذلك فقل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أما التثاؤب فليس فيه إلا سنة فعلية فقط وهي الكظم ما استطعت ، فإن لم تقدر فضع يدك على فمك .ص440 .

21 ـ تقبيل اليد لا بأس به إذا كان الرجل أهلاً لذلك . ص448 .
__________________
قال الحسن البصري
إن النفس أمارة بالسوء ، فإن عصتْك في الطاعة فاعصها أنت في المعصية .
رد مع اقتباس