عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-29-2009, 01:59 PM
الكلم الطيب الكلم الطيب غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 67
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة حق في شيخنا الفاضل والعالم المناضل في تحقيق الحق وزهاق الباطل العلامة الهمام "علي حسن الحلبي" حفظه الله تعالى
فهذا ثناء فضيلة الشيخ العلامة مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله تعالى.
فقال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان: «الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده:
جئت مستفيداً والله ولم آتي متكلِّماً، ولم يخطر في البال، ولم أزوِّر في نفسي كلمة، إلا أني أُجيبُ طلب أخي وحبيبي الشيخ علي -حفظه الله، وبارك فيه-، وأسأل الله أن يجمعنا جميعاً في ظلِّ عرشه، وأظن أنَّنا إن دخلنا الجنّة -ونحن إن شاء الله تعالى من أهلها- من باب حُسن الظنِّ بالله، أظن أنَّنا -إن شاء الله- سنجتمع على الطلب وفي الطلب –إن شاء الله-، الطلب من ألذ ما تشتهيه النفوس، وهي الرياسة الحقيقيّة، كما قال ذاك الوالي لمّا دخل على مجلس الطبراني سليمان بن أحمد، وهذا العلم هو دين الله -جلَّ في علاه-، نحن نطلبه؛ لأنَّنا نُحبُّ ديننا، وحُبُّنا لديننا من باب أنَّنا نُحبُّ ربَّنا، بل من باب أن نعرف ربَّنا، فسعادة الإنسان إنَّما هي في أن يعرف ربَّه، وأمَّا الطعام، والشراب، والنكاح؛ فهي في حقيقة الأمر سد حاجات، وليست على التحقيق بلذَّات؛ لأنَّ الذي تتناوله منها تدفع أكثرَ منه في الدنيا، والله -جلَّ في علاه- وضعها لنا من باب أن يؤلِّفَ قلوبَنا، وأن يُفهِّمنا شيئاً ممَّا أعدَّهُ لنا في جنانه، فلو كانت الدنيا دار حبور وسرور لنعَّمنا ربُّنا من جميع أعضاء بدننا، ولكن لمَّا كانت الدنيا دار شقاءٍ أصبحَ الألمُ في كلِّ مكانٍ من البدن، واللذَّة في مكان أو مكانين على وجه الحصر، أماكن محدودة جداً، فأنتم في لذّة يشتاق إليها كثيرٌ من إخوانكم في سائر أصقاع الأرض، كم من أخ من إخواننا من طلبة العلم سواء يعيش في بلاد المسلمين، أو بلاد العرب، أو بلاد الكفّار يتمنّى ويشتهي، فلعلَّهُ يبيع ويستبدل كل ما يملك مقابل أن يجلس هذه المجالس أن يتعلَّم، وأن يأخذ عن المشايخ، وعادة السلف كما قرَّر الشاطبيُّ في كتابه «الاعتصام» أنّ الواحد منهم إن بدأ بخيرٍ فإنه لا يترُكُه، ويبقى عليه حتى الممات، وكما أسند اللالكائي عن عمر بن عبدالعزيز قال: «كان السلف يكرهون التحوُّلَ والتنقُّل».
فعرفت أخي الحبيب هذا الخير فالزمهُ، وابقَ عليه إلى وفاتك، واثبت عليه، هذا منهج سلفنا، والدرس الذي فيه كتاب وقراءة لا يُفيد فقط في المعلومة التي تأخذها، وإنما يُفيدك في كيف تقرأ غير هذا الكتاب، وتتعلَّم من الشيخ أين يقف، وكيف يُعلِّق، وكيف يستدرك، وما الذي يُمشّى، وكيف يتعامل مع المقروء . . . إلى آخره، فالذي يقرأ على الشيخ كتاباً إن يسَّرَ اللهُ له الصعود، ويسَّرَ له الارتقاء فأصبح أهلاً للعطاء فما أيسر أن يُدرِّسَ كتاباً آخر، فالعلوم تخدم بعضها بعضاً، والاختيار -ولله الحمد- في مسألة شائكة، وكان لأخينا فضيلة الشيخ علي -حفظه الله- جهود مبرورة مشكورة في الدفاع عن عقيدة السلف في مسألة كَثُرَ فيها الخبط والخلط، ولم يُميَّز -وهي عقدة المسألة في فهمي وتقديري- بين عمل القلب وعمل الجوارح، فمنهم من نبز شيخنا [أي: الألباني] ظلماً وعدواناً، وأحياناً أقول: انتقاماً وحسداً: بالإرجاء، وهو في الحقيقة لم يُدرك أبعاد المسألة، ولم يُجمِّع كلام الأئمّة المحرِّرين المدقِّقين، ولا سيما أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية -فرحمه الله تعالى-، وقد قرأتُ في المسألة، وقراءتي حديثه في طبعة جديدة أقدمها لرودود وتعقبات على النووي في الصفات، وفاتني أن أتكلَّم عن موضوع الإيمان، فنظرت فيما كُتب، وقرأت الشيء الكثير، ودعوت لأخي فضيلة الشيخ علياً كثيراً فيما قرَّر وفيما كتب -حفظه الله، ونفع الله به-، فقد وقف على زُبد من كلام شيخ الإسلام في هذه المسألة، ووضعها في موضعها، وأنزلها في منزلها من غير تساهل المرجئة والكراميَّة، وتشدُّد الخوارج والمعتزلة، الخوارج والمعتزلة يوافقون السلف في الرسم، لو سُئلت يا طالب العلم وأنت تقرأ كتاب الإيمان: ما هو الإيمان عند الخوارج والمعتزلة، ماذا يقولون؟ هو اعتقاد بالجنان، ونطق باللسان، وعمل بالأركان، صحيح؟ يقولون هذا، لكن التفريق دقيق؛ فالخوارج والمعتزلة من جهة، والمرجئة والكرّاميّة من جهة يعتبرون الإيمان كلاً واحداً لا يتبعّض ولا يتجزّأ خلاف أهل السنّة، فأهل السنَّة يقولون: إن زالت شعبة من شُعب الإيمان ينقص من الإيمان مقدار ما زال ويبقى أصل الإيمان، الخوارج يقولون: إن زال شيء من الإيمان ذهب كُلُّه، والمرجئة تقول: إن ذهب شيء من الإيمان يبقى كاملاً، يبقى تامّاً، وهذا البيان واضح جليّ في كتب أخينا فضيلة الشيخ -حفظه الله-، وفي كل عصر في مسائل يكثُر فيها الامتحان حتى ألّف بعض الحنابلة كتاباً سمّاه «امتحان السني من البدعي»، وطالب العلم ينبغي أن يُساير عصره، كما يُساير العصر في وسائل الركوب، والطعام، والشراب . . . إلى آخره، كذلك ينبغي أن يُولي عناية خاصّة بالمسائل التي تدور في المجالس، والتي يتكلّم فيها الناس، وتصبح حديث، بل أصبحت هذه المسألة -للأسف- أصبحت شعاراً ومجالاً يدخل فيها من في قلوبهم ضغن، وحسد، وانتقام، فيتعلَّقون برتوش، أو بألفاظ، وينسون الحقيقة والجوهر، فهنيئاً لكم بدرسكم، وبشيخكم، فاثبتوا على ما أنتم عليه من خير.
وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياكم لما يُحبُّ ويرضى، فهذه كلمة عَجلى سنحت في البال، فما أحببتُ أن ينالها الإهمال، وقلتها على استعجال.
وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يغفر لي فلعلّي شوشت، وعكرت، فضيلة الشيخ، جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم».
تقبوا تحيات اخوكم في الله الكلم الكيب كان الله له.
رد مع اقتباس