عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 10-02-2011, 10:45 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

سئل بعضُهم: من صديقك؟
قال: الذي إذا صرتُ إليهِ في حاجةٍ؛ وجدتُه أشدَّ مسارعةً إلى قضائِها منِّي إلى طلبِها.

وسئل آخر: من الصَّديق؟
قال: مَن شهد طرفُه لك عن ضميرِه بالوفاء والوُد، فإنَّ العينَ أنطقُ من اللسان، وأوقدُ من النِّيران.

وقال آخر: خيرُ إخوانِك مَن آساكَ، وخيرٌ منه مَن كفاك.

وقال العتَّابي: قلتُ لأعرابي قُح: إني أريد أن أتَّخذ صديقًا؛ فابعثْه لي حتى أطلبَه.
قال: لا تبعث؛ فإنك لن تجده!
قلتُ: فابعثْهُ كيفما كان حتى أتمنَّاه، وإن كنتُ لا ألقاهُ!
قال: اتَّخذ مَن ينظر بعينك، ويسمعُ بأذنك، ويبطش بيدك، ويمشي بقدمك، ويحط في هواك، ولا يراهُ سواكَ، اتَّخذ من إن نطقَ فعن فِكرك يستملي، وإن هجعَ فبِخيالك يحلُم، وإن انتبهَ فبِكَ يلوذ، وإن احتجتَ إليه؛ كفاكَ، وإن غبتَ عنه ابتداكَ، يستُر فقرَه عنك؛ لئلَّا تهتمَّ له، ويُبدي يَسارَه لك؛ لئلا تنقبضَ عنه.

منتقى من "الصداقة والصديق" -بشيء من التصرف-.
رد مع اقتباس