عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-16-2015, 12:38 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

القسم الثالث من

(القَلَمُ الصَّحَفيّ السَّاخِر! والبَحْرُ السَّلَفيّ الزَّاخِر..):



*وبعضُ هذا الذي قَدّمتُه: يكفي كلَّ ذي معرفةٍ وبصيرة لِيجزمَ بفساد هذا الجمعِ الفاسدِ بين (شيخ الإسلام ابن تيمية)-مِن جهةٍ-، وبين(سيّد قظب والمودودي)-مِن جهةٍ أُخرى-!
فنحن -تَبَعاً لمشايخِنا الأعلامِ-ومنذ سنين وسنين- نُحذّرُ -ولا نزالُ نُحذّرُ- مِن أفكار التكفير المنحرفة التي تسلّلت إلى كثيرٍ مِن شبابِ العصرِ مِن خلال كتاباتِ (سيّد قظب والمودودي) -العاطفيّة!الحماسيّة!!-، والتي يَنقُضُ جَذْرَها-تماماً- مناهجُ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميّة -السلفيّة العلميّة النقيّة-.
لكنّنا -وهذا تنبيهٌ مهمٌّ- لا نكفّرهما -كما هو صنيعُ الأحباش وشيخِهم!-؛ بل نخطّئُ أفكارَهما، ونردُّ باطلَهما..
ولئن فعلنا -وكفّرناهم-(!): وَقَعْنا بعينِ ما نُؤاخِذُهم به، ونخالفُهم فيه! وتلبّسنا بنقيضِ قصدِنا ومُرادِنا!!
وكفى بهذا تناقضاً!!
* وبالمقابل: انظر -يا سيّد عبد الهادي!- إلى ما جاء في مجلة «منار الهدى» (22/24) -الحبشية اللبنانية-نقلاً عن شيخهم عبد الله الهرري ومريديه-: أنهم يكفّرون ابن تيمية!
وفي مجلة «منار الهدى» (29/5) -الحبشية اللبنانية-نفسِها-وعلى لسان مفتيهم السابق-المقتول غِيلةً!-أيضاً- وصفُه لشيخ الإسلام ابن تيميّة بـ:(سِمسار جهنّم!)!!
وفي المجلّة -نفسِها- (29/37): وصفُهم لشيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله- بأنّه: (شيطان تجب محاربتُه)!!!
وفي المجلّة -نفسِها- (30/34): وصفُهم للعلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- أنه (عميل الصهيونيّة المطيع)!
وفي شريط مسجَّل بصوت الشيخ الحبشيّ -نفسِه-، يقول عن الفقيه المصري الشهير سيّد سابق -رحمه الله-:(مجوسيّ -وإنِ ادّعى أنه من أمة محمّد-..) -كما نقله عنه كتابُ «فرقة الأحباش»(2/1169)-!
...إلى آخِرِ ما عندهم مِن تكفيرٍ أَهْوَجَ لعددٍ مِن علماء المسلمين؛ لا يقومُ إلا على التلبيس والتدليس!
فيا سيّد عبد الهادي؛ مَن هم أولاء -إذَن!- الأجدرُ باعتبارِهم -واقعاً؛ لا ادّعاءً- أُسُسَ (الجذر الذي أنتج جزءً كبيراً من حركات التطرُّف والإرهاب في المنطقة)، وأصولَه -على حدّ تعبيرِك الواقعِ في غيرِ محلّه-!؟


قال:
4- (ابن تيميّة : كتبُه للآن موجودة في الأسواق -وهي الأعلى مبيعاً- ..).
قلتُ:
بشّرك الله بالخير: أن تُطمئننَا على أمرٍ هو معروفٌ لنا، مكتشَفٌ عندنا -منذ سنين وسنين-!
وهو -بلا شكّ ولا ريب- مما يُغيظ -جداً- مَن كسدت كتبُهم! فكانت الأقلَّ مبيعاً وانتشاراً -لضحالة ما فيها مما يحسبونه علماً وفقهاً-!!
فكان ذا دافعَهم على هذا التحريض المريض؛ الذي ليس فيه علمٌ، ولا هدىً، ولا كتابٌ منير!
* ثمّ؛ هل ترى -سيّد عبد الهادي- أدنى جدوى للحَجر على أيّ كتبٍ -كانت- في زمان الإنترنت! وأيامِ وسائل التواصل الاجتماعي؟!
تالله إنها قِسمةٌ ضِيزى!

قال:
5- (بالمقابل علّامة مثل (ابن حجر الهيتمي) الذي شرح وفسّر كيف ناقض ابن تيميّة إجماع المسلمين لا أحد يعرفه)!
قلتُ:
أمّا أولاً؛ فـ ﴿ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى باللهِ عَلِيمًا ﴾، ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ واللهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
* و..ثانياً: إن كنتَ (أنت!) لا تعرفُه؛ فنحن نعرفُه، ونعرفُ كتبَه، ونقتني مؤلّفاته، ونستفيد منها، وننقل عنها.
* ومع ذلك؛ فنحن نعاملُ هذا العالِمَ الفقيهَ -ابن حجر الهيتمي -والذي هو خصمٌ لشيخ الإسلام ابن تيمية- بما كان يقرّره -في طُرُقِ التعامُل وأساليبِها- شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله-نفسُه- دائماً -بقوله-: (أهل السنة: أعلم الناس بالحق، وأرحمُهم بالخَلق)..
فلا نكفّره! ولا نقول: (سمسار جهنم)! ولا نقول: شيطان!!!
بل نقول -فقط-: أخطأ.. غفر الله له، وعفا عنه..
وعندما نقول: ( أخطأ.. غفر الله له، وعفا عنه..)؛ فإنّ هذه التخطئةَ ليست منّا! ولا من محض اجتهادِنا!! بل هي من الشيخ العلامة نعمان بن خير الدين الألوسيّ -المذكور في أول هذا البحث- في كتابه «جِلاء العينين في المحاكمة بين الأحمدَين» -يقصد: أحمد ابن تيميّة، وأحمد بن حجر الهيتمي- والمطبوع طبعتَه الأولى (سنةَ 1298هـ) -أي: قبل نحو (120 سنة)- والواقع في طبعته الثانية في نحو سبع مئة صفحة-.

* و كتابٌ جَزْل لِعالمٍ فَحل، لم يترك شبهةً افتُريت على شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله-ولو صَغُرَت!- إلا ونَقَضَها، وتَرَكَها قاعاً صفصفاً؛ فلْينظُرْه مَن أراد الحقَّ والحقيقةَ- ولولا خشيةُ الإطالةِ لَنَقَلْتُ منه ما يَسُرُّ الخاطر -وشتّان بين بحر ابنِ تيميّة الزاخر، وهَذْرِ الكاتب الساخر!-!





وكان شيخُنا الإمام محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-قد كتب -قبل نحو أربعين سنةً- كلمةً عادلةً بحقّ هذا الموضوع- في مقدمة تحقيقه لكتاب «الآيات البيّنات»(ص63) -قال فيها-واصفاً الفقيهَ الهيتميَّ-:
«مِن كبار علماء الشافعية ، وله مصنّفاتٌ كبيرة.
ولكنّه كان منحرفاً عن شيخِ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله- تعالى-، متحاملاً عليه.

وكلامُه عليه -في كتابه «الفتاوى الحديثيّة»- معروفٌ، وهو عمدةُ مَن جاء بعدَه مِن المبتدعةِ الطاعنين فيه.

وقد ردّ عليه العلّامةُ نعمان الأَلوسيّ في كتابه «جلاء العينين» أحسنَ الردِّ..».





قال:

6- (أنا أُناشد قاضي القضاة الشيخ أحمد هليّل : بأن تكون البرامج الدينية في رمضان -بدرايته وعلمه- , وأن يزكي مجموعة من الشيوخ أصحاب الاعتدال : كي يفسروا للناس بعضاً من ضلالات ابن تيميّة ؛ كي يفهِّموا الناس معنى فكرة الحاكمية الإلهية , التي استند عليها البعض ، وفسّرها بشكل مختلف ، وسَفَكَ حرمة الدم المسلم ..).
قلت:
نعم؛ كما قال رسولُنا -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا أُحِلْتَ عَلَى مَلِيءٍ؛ فَاتْبَعْهُ»، فسماحةُ قاضي قضاة الديار الأُرْدُنِّيَّة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد بن محمد هليّل -حفظه الله ورعاه- مَليءٌ فضلاً وعلماً وإنصافاً -ولا نزكّيه على الله-تعالى-.
وهو موضعُ ثقة أولياء أمورنا في هذا البلد الهاشميّ المبارَك -ولله الحمد- منذ عشرات السنين- وفي كلّ مواقع المسؤوليّة الدينيّة التي تسنّمها -زاده الله مِن فضله-ديناً ودُنيا-؛ فضلاً عن تقدير عموم المواطنين -على اختلاف حاجاتهم، وأصنافِهِم -له-حفظه الله-، ولجهودِه الميمونة.
ناهيك عن المكانةِ العلميةِ العاليةِ التي نالها -جزاه الله خيراً- في الهيئات العلمية الإسلامية الكبرى -الرسميّةِ والشعبيّةِ-في شتّى أنحاء العالَم الإسلاميّ-.
وهو -حفظه المولى-جلّ شأنُه- عند كل ذي بصيرة -بلا مَثنويّة- : الْحَكَمُ الْتُرضى شهادتُه -علماً وعدلاً-؛ لِما هو معروفٌ عنه -عند القاصي والداني- مِن رِفعة خُلُقٍ ، وكبيرِ تواضعٍ ، واحترامٍ عالٍ -وتقدير- للعلم وطلبته -مبتدِئين، ومتقدّمين-؛ بَلْهَ العلماءِ الكِبار، والفُقهاءِ ذوي القَدْرِ والاعتبار؛ كشيخِ الإسلام ابنِ تيميّة -وأمثالِه مِن الأئمّة الأَجِلّةٍ الكِثار-..
* ومِن جهةٍ أخرى؛ فإنّ «كلّ ذي نعمة محسود» : ومِن أجل ذا ؛ كنّا تسامَعْنا -ولا نَزالُ نتسامَعُ- مِن هنا وهناك!- بعضاً مِن كلام -لا خِطامَ له ولا زِمام- يُوجَّه لسماحته مِن حاسدٍ مُفتَر ، أو حاقدٍ مُجْتَرّ ؛ لو طُولِب أيٌّ منهم بأدنى حُجّةٍ على ما ادّعاه.. لَمَا وجد غيرَ أن يَفْغَرَ فاه!
* وإنّي لَأكتبُ هذا الكلامَ -واللهُ يعلمُ- شهادةَ حقٍّ -ليس غير-؛ جَرّني إليها -بكلّ وُدٍّ- ذِكرُ اسمِ سماحة الشيخ -هنا-وفّقه المولى-؛ إذ ليس بيني وبين سماحتِه -حفظه الله ورعاه-واللهِ- أيّةُ صِلةٍ دنيوية -مَحضة-، أو معاملةٍ مادّية -صِرْفة-، أو علاقةٍ رسميّة -كيفما كانت!- .. إنما هي رابطةُ العلم والدين؛ اعترافاً بالفضل لأهله.. في زمن طغى فيه الجُحود -بِلا قيود-!
* وعليه؛ فهلّا كان كاتبُنا الساخر -عفا الله عنه- جادّاً في طلبِه -ذاك- بعضَ الشيْء! ولم يضعِ العرَبةَ أمامَ الحصان -كما يُقال!-؛ ليكونَ سالكاً طريقَ الإنصاف؛ بعيداً عن مسالك الإجحاف والاعتساف! والتعجّل بالنتائج قبل الأدلة! وبالثمرة قبل الزرع! كأنّما هو يَسلُكُ أبوابَ التلقين -ممّا يناقضُ مبادئَ آدابِ الشرعِ والدين -بيقين-!
فلئن فعلتَ -سيّد عبد الهادي- ومبنى (دائرة قاضي القضاة) في الشارع الأمامي المُوازي لمبنى صحيفة (الرأي) -التي تكتبُ على صفحاتِها- في عاصمتِنا الحبيبةِ عمّان-؛ فإنّ فعلَك هذا سيكونُ -ولا بُدّ- [تكريماً ورسالةً] لسماحةِ قاضي القُضاةِ الفاضلِ الدكتورِ الشيخِ أحمدَ محمد هليّل؛ [فهذا الرجل له صفةٌ رسميةٌ وشرعيةٌ، وهو جزءٌ مهمٌّ مِن تركيبةِ الدولةِ الأردنيةِ ومؤسّساتها]؛ ليكونَ رجوعُك له، وأخذُك منه -دون بُنَيّاتِ الطريقِ!- باباً لـ [احترامه وإعادة الاعتبار له]، وهو [أمرٌ ذكيٌّ ومطلوبٌ] مِن كلّ مواطنٍ حَريصٍ طيّبٍ، في بلدِنا الطيّب.
(تنبيه): ما بين القوسين المعقوفين [ ] في الفقرة السابقة -الأخيرةِ-: هو مِن كلام السيّد عبد الهادي راجي -نفسِه-في مدح سماحة الشيخ هليّل، والثناء عليه -ضمن مقاله «تسليم الراية الهاشمية»، بتاريخ: (11/6/2015)-؛ فشكراً له.
رد مع اقتباس