عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-03-2013, 06:21 AM
محمد جمعه الراسبي الأثري محمد جمعه الراسبي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 545
Lightbulb بحوث في علم التفسير/بقلم الشيخ تيتون راشد الراسبي

بحوث في علم التفسير

المكي والمدني من القرآن الكريم

عناية العلماء بالمكي والمدني وأمثلة ذلك وفوائده 0

قد عني العلماء بتحقيق المكي والمدني عناية فائقة ، فتتبعوا القرآن الكريم آية ، آية ، وسورة سورة ، لترتيبها وفق نزولها ، مراعين في ذلك الزمان والمكان والخطاب ، لا يكتفون بزمن النزول ، ولا بمكانه ، بل يجمعون بين الزمان والمكان والخطب ، وهو تحديد دقيق يعطي للباحث المنصف صــورة للتحقيق العلمي في علم المكي والمدني ، وهو شأن علمائنا في تناولهم لمباحث القرآن الأخرى 0
إنه جهد كبير أن يتتبع الباحث منازل الوحي في جميع مراحله ، ويتناول آيات القرآن الكريم فيعين وقت نزولها ، ويحدد مكانه ، ويضم إلى ذلك الضوابط القياسية لأسلوب الخطاب فيها ، أهو من قبيل المكي أم من قبيل المدني ؟ مستعيناً بموضوع السورة أو الآية ، أهو من الموضوعات التي ارتكزت عليها الدعوة الإسلامية في مكة أم من الموضوعات التي ارتكزت عليها الدعوة في المدينة ؟
وإذا اشتبه الأمر على الباحث لتوافر الدلائل المختلفة رجح بينها فجعل بعضها شبيها بما نزل في مكة ، وبعضها شبيهاً بما نزل في المدينة 0
أهم الأنواع الأساسية التي يرتكز محورها على المكي والمدني 0
1- ما نزل بمكة -
2- ما نزل بالمدينة –
3- ما اختلف فيه –
4- الآيات المكية في السورة المدنية – 5- الآيات المدنية في السور المكية
6- ما نزل بمكة وحكمه مدني .
7- ما نزل بالمدينة وحكمه مكي .
8- ما يشبه نزول المكي في المدني .
9- ما يشبه نزول المدني في المكي.
10- ما حمل من مكة إلى المدينة .
11- ما حمل من المدينة إلى مكة .
12- ما نزل نهاراً .
13- ما نزل صيفاً وما نزل شتاء .
14- ما نزل في الحضر وما نزل في السفر .

ونذكر بعض الأمثلة لهذه النقاط :

1- ما نزل بمكة .
2- ما نزل بالمدينة .
3- ما اختلف فيه .
أقرب ما قيل في تعداد السورة المكية والمدنية إلى الصحة :
أن المدني عشرون سورة :
1- البقرة
2- آل عمران
3- النســاء
4- المائدة
5- الأنفال
6- التوبة
7- النور
8- الأحزاب
9- محمد
10- الفتح
11- الحجرات
12- الحديد
13- المجادلة
14- الحشر
15- الممتحنة
16- الجمعة
17- المنافقون
18- الطلاق
19- التحريم
20- النصر
والمختلف فيه اثنا عشرة سورة 0
1-الفاتحة
2- الرعد
3- الرحمن
4- الصف
5- التغابن
6- التطفيف
7- القدر
8- البيِّنة
9- الزلزلة
10- الإخلاص
11- الفلق
12- الناس

والباقي اثنان وثمانون سورة كلها مكية ؛ فيكون مجموع السور القرآن مائة وأربع عشرة سورة 0


4- الآيات المكية في السورة المدنية –
لا يقصد بوصف السورة بأنها مكية أو مدنية أنها بأجمعها كذلك ، فقد يكون في المكية بعض آيات مدنية ، وفي المدنية بعض آيات مكية ، ولكنه وصـف أغلبي حسب أكثر آياتها ، ولذا يأتي في التسمية : سورة كذا مكية إلا أن آية كذا فإنها مدنية ، وسورة كذا مدنية إلا آية كذا فإنها مكية0 كما نجد ذلك في المصاحف 0
ومن أمثلة الآيات المكية في السور المدنية :
( سورة الأنفال ) مدنية ، واستثنى منها كثير من العلماء قوله تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) (1) قال مقاتل (2) في هذه الآية : نزلت بمكة ، وظاهرها كذلك ، لأنها تضمنت ما كان من المشركين في دار الندوة عند تآمرهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الهجرة . واستثنى بعضهم كذلك (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ((3) لما أخرجه البزار عن ابن عباس أنها نزلت لما أسلم عمر بن الخطاب  0
5- الآيات المدنية في السور المكية

من أمثلة الآيات المدنية في السور المكية ( سورة الأنعام ) قال ابن عباس نزلت بمكة جملة واحدة . (4) فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( (5) 6- ما نزل بمكة وحكمه مدني

ويمثلون بقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ( (6) فإنها نزلت بمكة يوم الفتح ، وهي مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة ، والخطاب فيها عام ، ومثل هذا لا يسميه العلماء مكياً ، كما لا يسمونه مدنيا على وجه التعيين ، بل يقولون فيه : ما نزل بمكة وحكمه مدني.

7- ما نزل بالمدينة وحكمه مكـي :
ويمثلون له بسورة الممتحنة ، فإنها نزلت بالمدينة ، فهي باعتبار المكان ، ولكن الخطاب في ثناياها توجه إلى مشركي أهل مكة... ومثل هذا صدر سورة براءة نزل بالمدينة ، والخطاب فيه لمشركي أهل مكة 0
8- ما يشبه نزول المكي في المدني :

ويعني العلماء به ما كان في السور المدنية من آيات جاء أسلوبها في خصائصه وطابعه العام على نمط السور المكية 0ومن أمثلته قوله تعالى في سورة الأنفال – وهي مدنية ( وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (7) فإن استعجال المشركين للعذاب كان بمكة.

9 – ما يشبه نزول المدني في المكي :
ويعني العلماء به ما يقابل النوع السابق ، ويمثلون له بقوله تعالى في سورة النجم ) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) (8) قال جلال الدين السيوطي : فإن الفواحش كل ذنب فيه حد ، والكبائر كل ذنب عاقبته النار ، واللمم ما بين الحدين من الذنوب، ولم يكن بمكة حد ولا نحوه .(9)
10- ما حمل من مكة إلى المدينة :
ومن أمثلته سورة : (سبح اسم ربك الأعلى ) أخرج البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ( أول من قدم علينا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : مصعب بن عُمير ، وابن أم مكتوم ، فجعلا يقرائننا القرآن . ثم جاء عمار وبلال وسعد ، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين . ثم جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به ، فما جاء حتى قرأت ( سبح اسم ربك الأعلى ) في سورة مثلها ) . وهذا المعنى يصدق على كل ما حمله المهاجرون من القرآن وعلَّموهُ الأنصار.

11- ما حمل من المدينة إلى مكة :
ومن أمثلته أول سورة براءة ، حيث أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر على الحج في العام التاسع . فلما نزل صدر سورة براءة حمّله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب ليلحق بأبي بكر حتى يبلغ المشركين به .
فأذن فيهم بالآيات وأبلغهم ألا يحج بعد العام مشرك .

12- ما نزل ليلا وما نزل نهاراً :

أكــثر القرآن نزل نهاراً أما ما نزل بالليل فقد تتبعه أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري واستخرج له أمثلة منها : أواخر آل عمران ؛ فعن عائشة رضي الله عنها : أن بلالا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤذنه لصلاة الصبح فوجده يبكــي ، فقال : يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال : ( وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل عليَّ هذه الليلة : ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )(10) ثم قال : ويل لمن قرأها ولم يتفكر )(11) ومنها : قوله تعالى : ( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(12) ففي الصحيحين من حديث كعب : (فأنزل الله توبتنا حين بقي الثلث الأخير من الليل )(13) ومنها أول سورة الفتح . 13- ما نزل صيفاً وما نزل شتاء :
ويمثل العلماء لما نزل صيفاً بآية الكلالة (14)التي هي في آخر سورة النساء ؛ قوله تعالى : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (15) ، ففي صحيح مسلم عن عمر : ( راجعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء ما راجعته في الكلالة ، وما أغلظ في شيء ما أغلظ لي فيه ، حتى طعن بإصبعه في صدري وقال يا عمر : ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء )(16) ومن أمثلته الآيات التي نزلت في
غزوة تبوك ، فإنها كانت في الصيف في شدة الحر ؛ قال تعالى : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) (17) ومن سياق الآية أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيبهم (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) .ويمثلون للشتاءِ بآيات حديث الإفك في سورة النور ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) إلى قوله تعالى ... لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريم ( (18) ففي الصحيح عن عائشة : ( أنها نزلت في يوم شاتٍ ) ومن أمثلته الآيات التي نزلت في غزوة الخندق من سورة الأحزاب حيث كانت في شدة البرد.
عن حذيفة بن اليمن – رضي الله عنه قال : تفرق الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ) قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب) ، قلت يا رسول الله : والذي بعثك بالحق ما قمتُ لك إلا حياءً ، من البرد ، فأنزل الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ) (19)

( علم التفسير )
أن الله تعالى تكفل لرسول الله - صلى الله عيه وسلم - بحفظ القرآن الكريم وبيان معانيه ؛ قال تعالى : ( إنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (20) فكان النبي - صلى الله عيه وسلم - يفهم القرآن جملة وتفصيلا ؛ وكان عليه أن يبينه لأصحابه ؛ قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )(21) وكان الصحابة رضي الله عنهم يفهمون القرآن كذلك لأنه نزل بلغتهم، وإن كانوا لا يفهمون دقائقه ؛ يقول ابن خلدون في مقدمته : ( إن القرآن نزل بلغة العرب - وعلى أساليب بلاغتهم ، فكانوا يفهمونه ، ويعلمون معانية في مفرداته وتراكيبه ) ولكنهم مع هذا كانوا يتفاوتون في الفهم ، فقد يغيب عن واحد منهم ما لا يغيب عن الآخر.
أخرج أبو عبيدة في الفضائل عن أنس : أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر ( وفاكهة وأبا ) فقال : هذه الفاكهة قد عرفناها ، فما الأب ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال : ( إن هذا لهو التكلف يا عمر .) (22)
وأخرج أبو عبيدة من طريق مجاهد عن ابن عباس قال : كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يتخاصمان في بئر ، فقال أحدهما : أنا فطرتها ، يقول : أنا ابتدأتها . (23)
ثانياً : طبـــــقات المــــفسِّرين :
1- المفسرون من الصحابة :
اشتهر بالتفسير من الصحابة جماعة منهم : الخلفاء الأربعة ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو موسى الأشعري ، وعبد الله بن الزبير ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وعبيد الله بن عمرو بن العاص ، وعائشة ، على تفاوت فيما بينهم قل وكثرة وأكثر من روى عنه من الخلفاء الأربعة علي بن أبي طالب ،
والرواية الثلاثة ندرة جداً ، وكان السبب في ذلك تقدم وفاتهم 0 كما أن ذلك هو السبب في قلة رواية أبي بكر – رضي الله عنه - فقد روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال : ( شهدت علياً يخطب وهو يقول : سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم - وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل ).

وأما ابن مسعود فروى عنه أكثر مما روي عن علي ، وقد أخرج ابن جرير وغيره عنه أنه قال : ( والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت ، وأين نزلت ؟ ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته ).
2- المفسرون من التابعين :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى :
أعلم الناس بالتفسير أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد ، وعطاء بن أبي رباح ، وعِكرمة مولى ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وطاووس وغيرهم - وفي الكوفة أصحاب ابن مسعود - وفي المدينة زيد بن أسلم الذي أخذ عنه ابنه عبد الرحمن بن زيد ، ومالك بن أنس 0انتهى .

قال الشيخ بن عثيمين - رحمه الله تعالى :
المشتهرون بالتفسير من التابعين :
(أ) أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعطاء بن أبي رباح .
(ب) أهل المدينة وهم أتباع أُبيّ بن كعب ؛ كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب القرظي .
(ج) أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود ؛ كقتادة وعلقمة والشعبي (24) ، والأسود بن يزيد ، وإبراهيم النخعي ، ومن هذه الطبقة : الحسن البصري ، وعطاء بن أبي مسلم الخرساني 0 ومحمد ابن كعب القرظي ، وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي ، والضحاك بن مزاحم ، وعطية بن سعد العوفي ، وقتادة بن دعامة السدوسي ، والربيع بن أنس ، والسدي .
فهولاء قدماء المفسرين من التابعين ، وغالب أقوالهم عن الصحابة .
3- طبقة أتباع التابعين : طبقة الذين صنف كثير منهم كتب التفاسير التي تجمع أقوال الصحابة والتابعين ، كسفيان بن عيينة ، ووكيع بن الجراح وشعبة بن الحجاج ، ويزيد بن هارون ، وعبد الرزاق ، وآدام بن أبي إياس ، وإسحاق بن راهوية ، وعبد بن حميد ، وروح بن عبادة ، وأبي بكر بن أبي شيبة ؛ وغيرهم .
4- الطبقة الرابعة : منها علي بن أبي طلحة ، وابن جرير الطبري ، وابن أبي حاتم ، وابن ماجه ، والحاكم ، وابن مردوية ، وأبو الشيخ بن حبان ، وابن المنذر في آخرين ، وكلها مسندة إلى الصحابة والتابعين وأتباعهم ، وليس فيها غير ذلك إلا ابن جرير فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض والإعراب والاستنباط بذلك .

القواعد المتبعة في علم التفسير واستنباط الأحكام الشرعية :

أولاً : النكرة في سياق النفي تعم ، مستفادة من قوله تعالى : )َلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً( (25) وقوله تعالى : (َلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (26) ثانياً : في الاستفهام قوله تعالى : )هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا ) (27)
ثالثاً : في الشرط في قوله تعالى : ) فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً ) (28)
رابعاً : في النهي قوله تعالى ) ولا يلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ ) (29)
خامساً : في سياق الإثبات ، بعموم العلة والمقتضى كقوله تعالى : (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ( (30) وإذا أضيف إليها ( كل ) نحو قوله تعالى : ) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) (31) ومن عمومها بعموم المقتضى ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ) (32)
سادساً : معرفة عموم المفرد المحلىّ باللام من قوله : ( إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ ) (33) وقوله : ( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً( (34)
سابعاً : الَقَسَم : - قال العلاَّمة / محمد بن صالح العثيمين : بفتح القاف والسين اليمين وهو تأكيد الشيء بذكر مُعَظّم بالواو أو إحدى أخواتها وأدواته ثلاث :
الواو: مثل قوله تعالى : ) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) (35) ويحذف معها العامل وجوباً ولا يليها إلا اسم ظاهر .
والباء - مثل قوله تعالى : ( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (36) ويجوز معها ذكر العامل كما في هذا المثال ويجوز حذفه كقوله تعالى عن إبليس ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين َ ) (37) ويجوز أن يليها اسم ظاهر كما مثلنا وأن يليها ضمير كما في قولك : الله ربي وبه أحلف لينصرن المؤمنين .
والتاء : مثل قوله تعالى : ( تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ ) (38) ويحذف معها العامل وجوباً ولا يليها إلا اسم الله أو رب : مثل ورب الكعبة لأحجن إن شاء الله . والأصل ذكر المقسم وهو كثير كما في المثل السابقة ، وقد يحذف وحده مثل قولك : أحلف عليك لتجتهدن 0 وقد يحذف مع العامل وهو كثير مثل قوله تعالى : ) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (39) والأصل ذكر المقسم عليه وهو كثير مثل قوله تعالى : ( قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )(40)

وقد يحلف جوازاً مثل قوله تعالى : ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (41) وقد يحف وجوباً إذا تقدمه أو اكتنفه ما يغني عنه قال ابن هشام في المغني ومثل له نحو : زيدٌ قائمٌ والله 0 وزيد والله قائمٌ.
إحداهما : بيان عظمة المقسم به .
والثانية : بيان أهمية المقسم عليه وإرادته توكيده ولذا لا يحسن القسم إلا في الأحوال التالية :
الأولى : أن يكون المقسم عليه ذا أهمية.
الثانية : أن يكون المخاطب متردداً في شأنه .
الثالثة : أن يكون المخاطب مُنكِراً له .(42)

ثامناً : الإسرائيليات :
تلك الأخبار التي تحدَّثَ بها أهل الكتاب الذين دخلوا الإسلام هي التي يطلق عليها الإسرائيليات من باب التغليب للجانب اليهودي على الجانب النصراني ، حيث كان النقل عن اليهود أكثر لشدة اختلاطهم بالمسلمين منذ بدأ ظهور الإسلام 0 وكانت الهجرة إلى المدينة 0
وأكثر ما يرو من هذه الإسرائيليات إنما يروى عن أربعة أشخاص : هم :
عبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار ، ووهب بن منبه ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج 0
وقد أختلف أنظار العلماء في الحكم عليهم والثقة بهم ، ما بين مجرِّح وموثِّق ، وأكثر الخلاف يدور حول كعب الأحبار 0
وكان عبد الله بن سلام أكثرهم علماً ، وأعلاهم قدراً 0
واعتمده البخاري وغيره من أهل الحديث ، ولم ينسب إليه من التهم ما نسب إلى كعب الأحبار ووهب بن منبه .
تاسعاً : تفسير الصوفية :
التصوف ينقسم إلى قسمين :
الأول : التصوف المباح ، وهو ما أريد به التصوف في السلوك التعبدي المشروع الذي تصفو به النفس ، وترغب عن زينة الدنيا بالزهد والتقشف .
الثاني : التصوف المذموم : وهو التصوف المبني على فلسفة ونظريات خاصة لا علاقة لها بالورع أو التقوى أو الزهد ، بل اشتملت على أفكار تنافي الإسلام وعقيدته 0 وهذا هو الذي نعنيه هُنا ، وهو الذي كان له أثره في تفسير القرآن .
ومن أهم زعماء التصوف الفلسفي النظري وهو يفسر الآيات القرآنية تفسيراً يتفق مع نظرياته الصوفية سواء كان ذلك التفسير المشهور باسمه ، أو في الكُتب التي تنسب غليه كالفصوص ، وهو من أصحاب نظرية وحدة الوجود . فهو يفسر مثلاً قوله تعالى في شأن إدريس عليه الصلاة والسلام : ( ورفعناه مكاناً علياً )(43) بقوله : وأعلى الأمكنة المكان الذي تدور عليه رحى عالم الأفلاك ، وهو فلك الشمس ، وفيه روحانية إدريس000 ثم يقول : وأما علو المكانة فهو لنا أعني المحمديين ، كما قال تعالى : ( وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُم  (44) في هذا العلو وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة 0 أما تفسير السلف في قوله تعالى : ) ورفعناه مكاناً علياً ) : قال العلاَّمة المحقق الأصولي / عبد الرحمن بن ناصر السعدي : أي رفع الله ذكره في العالمين ، ومنزلته بين المقربين ، فكان عالي الذكر ، علي المنزلة 0فالفرق بين التفسيرين في هذه الآية واضح وضوح الشمس في الهاجرة 0 وتفسير السلف في قوله تعالى : ( وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُم ) ذكر العلاَّمة بن سعدي في ( تفسيره ) لهذه الآية أمورٌ ثلاثة ، نذكر منها الشاهد منها ؛ الثالث : قال : الثالث : أن الله معهم ، فإنهم مؤمنون ، والله مع المؤمنين ، بالعون والنصر ، والتأييد ، وذلك موجب لقوة قلوبهم ، وإقدامهم على عدوهم0 انتهى . (45) ويقول في تفسير قوله تعالى في أول سورة النساء : ( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ ... ( (اتقوا ربكم (: اجعلوا ما ظهر منكم وقاية لربكم ، واجعلوا ما بطن منكم - وهو ربكم - وقاية لكم ، فإن الأمر ذم وحمد 0 فكونوا وقاية في الذم ، واجعلوه وقايتكم في الحمد تكونا أدباء عالمين 0فهذا التفسير ونظائره يحمل النصوص على غير ظاهرها ، ويغرق في التأويلات الباطنية البعيدة ، ويجر إلى متاهات من الإلحاد والزيغ. (46)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) سورة الأنفال آية : 30
(2) مقاتل : قال الذهبي : كبير المفسرين ، أبو الحسن ، مُقاتل بن سُليمان البلخي .
مات سنة نيف وخمسين ومئة . قال البخاري : مقاتل لا شيء البتة . انظر ( سير أعلام النبلاء ) (6/201) للأمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عُثمان الذهبي .
(3) سورة الأنفال آية : 64
(4) ذكره ابن كثير في ( تفسيره )(1/138) وفي سنده شريك ، صدوق إلا أنه ساء حفظه لما تولى القضاء0 وشيخه ليث بن أبي سليم ضعيف 0 وشهر بن حوشب غير قوي ، وورده بنحوه الطبراني (24/ 178) وفيه ليث وشهر بن حوشب ، وقد ضعفه الهيثمي (10993) وقال في ( المجمع )(10991) : قيه يوسف بن عطية الصفار ، وهو ضعيف اهـ 0 بل متروك .
وأوره الشوكاني في (فتح القدير )(2/123) عن الطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عمر . وانظر ( مباحث في علوم القرآن )(ص57) لمناع القطان ؛ حيث استدل به هناك . !.
(5) سورة الأنعام آية : 151- 153
(6) سورة الحجرات آية : 13
(7) سورة الأنفال آية : 32
(8) سورة النجم آية 32
(9) السيوطي : فإن الفواحش كل ذنب فيه حد ، والكبائر كل ذنب عاقبته النار ، واللمم ما بين الحدين من الذنوب، ولم يكن بمكة حد ولا نحوه .
(10) سورة آل عمران آية : 190
(11) أخرجه ابن حبان في صحيحه ، وابن المنذر ، وابن مردويه وبن أبي الدنيا عن عائشة رضي الله عنها
(12) سورة التوبة آية : 118
(13) وهم الذين قبل الله عذرهم في التخلف بغزوة تبوك ؛ وهم مرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية ، وكعب بن مالك ,
(14) في صحيح البخاري : من حديث عمر : ( لقد نزلت عليَّ الليلة سورة أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس فقرأ ( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً )
(15) سورة النساء آية : 176
(16) الكلالة : الميت الذي لا ولد له وله مال يورث .
(17) سورة القيامة آية : 17 - 18 - 19
(18) سورة النحل آية : 44
(19) ( الإتقان )(2/113) 0
(20) ( مباحث في علوم القرآن )(ص335) مناع القطان - مؤسسة الرسالة - بيروت -
(21) سورة التوبة : آية : 81
(22) سورة النور آية 11- 26
(23) سورة الأحزاب آية : 9 – والحديث رواه ( البيهقي في دلائل النبوة ) 0
(24) ( أصول التفسر ) لفضيلة الشيخ العلاَّمة / محمد بن صالح العثيمين - مكتبة السداوى للنشر والتوزيع - القاهرة .
(25) سورة الكهف آية : 49
(26) سورة السجدة آية : 17
(27) سورة مريم آية 65
(28) سورة مريم آية : 26
(29) سورة هود آية : 81
(30) سورة التكوير آية : 14
(31) سورة ق آية : 21
(32) سورة الشمس آية : 7
(33) سورة العصر آية : 2
(34) سورة النباء آية : 40
(35) سورة الذاريات آية : 23
(36) سورة القيامة آية : 1
(37) سورة ص آية 82
(38) سورة النحل آية : 5
(39) سورة التكاثر آية : 8
(40) سورة التغابن آية : 7
(41) سورة ق آية : 1
(42) جميع ما ذُكر من ( أصول التفسير )(ص47 -48) لفضيلة الشيخ العلاّمة / محمد بن صالح العثيمين - مكتبة السداوى للنشر والتوزيع - القاهرة - الطبعة لرابعة - ( 1413 هـ - 1992م )
(43) سورة مريم آية : 57 (4) سورة محمد آية :35
(44) (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان )(ص790) 0 مؤسسة الرسالة 0
(45) ( التفسير والمفسرون )(3/7،8 )، (مباحث في علوم القرآن )(ص356) مناع القطان ، ( أصول التفسر ) لفضيلة الشيخ العلاَّمة / محمد بن صالح العثيمين - مكتبة السداوى للنشر والتوزيع - القاهرة
__________________
(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس