عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-30-2014, 10:19 AM
عبد الرحمن عقيب الجزائري عبد الرحمن عقيب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 759
افتراضي مكره أخوك بالرفع هكذا رواها الضبي ت 168 والنصب لحنه الجاحظ

الحمد لله أما بعد :
قال المفضل الضبي ت 168 في كتابه أمثال العرب تحقيق إحسان عباس وكذا في طبعة دار ومكتبة الهلال
ثم أخبر أن ناساً من أشجع في غار يشربون فيه، فانطلق بخالٍ له يكنى أبا حشر (1) فقال له: هل لك في غار فيه ظباء لعلنا نصيب منهن؟ قال: نعم، فانطلق بيهس باي حشر حتى إذا قام على باب الغار دفع خاله في الغار فقال: ضرباً أبا حشر، فقال بعضهم: إن أبا حشر لبطل، فقال أبو حشر: مكره أخوك لا بطل (2) فأرسلها مثلاً
وكذا في كتاب الأمثال لأبي عبيد القاسم بن سلاّم المتوفى: 224هـ
قال أبو عبيد: من أمثالهم المشهورة في هذا قولهم: مكره أخوك لا بطل.
وكذا في كتاب الفاخر لأبي طالب المفضل بن سلمة ت 290
لكن يجوز على لغة القصر ويكون مرفوعا بضمة مقدرة على الألف لأن أخاك على لغة القصر مبتدأ
قال خالد الأزهري المصرح = في تصريحه : فـ"أخاك": مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"بطل": معطوف بـ"لا" على مكره، و"مكره": اسم مفعول خبر مقدم، ولا يجوز أن يكون "مكره" مبتدأ، أو "أخاك" نائب عن الفاعل سد مسد الخبر؛ لعدم اعتماده على النفي أو الاستفهام عند جمهور البصريين، وأجازه الأخفش والكوفيون كما سيأتي

وقال صاحب كتاب قصة الأدب في الحجاز :
وقد يجد الباحث في الحجاز أمثالا قد دونت في المصادر الشرقية، كقولهم: "مكره أخوك لا بطل". روى الضبي: "أخوك" على الإعراب بالحروف، ثم نجدها في لهجات بعض المناطق الغربية: "مكره أخاك لا بطل" بالبناء على الألف. وورد في الضبي المثل: "إذا عز أخوك فهن" فإذا به يروى: "إذا عز أخاك فهن" ولكن الجاحظ يعده لحنا اه
و في البيان والتبين للجاحظ لما بين أن العربي لا يفهم كلام اللحنة الأعجمي وإنما يفهمه من اعتاد سماعه من العجم على غير وجهه قال
وقد فهمنا معنى قول أبي الجهير الخراساني النخاس، حين قال له الحجاج أتبيع الدواب المعيبة من جند السلطان؟ قال: «شريكاننا في هوازها، وشريكاننا في مداينها. وكما تجيء نكون» . قال الحجاج: ما تقول، ويلك! فقال بعض من قد كان اعتاد سماع الخطأ وكلام العلوج بالعربية حتى صار يفهم مثل ذلك: يقول: شركاؤنا بالأهواز وبالمدائن يبعثون إلينا بهذه الدواب، فنحن نبيعها على وجوهها.
إلى أن قال : فمن زعم أن البلاغة أن يكون السامع يفهم معنى القائل، جعل الفصاحة واللكنة، والخطأ والصواب، والاغلاق والإبانة، والملحون والمعرب، كله سواء، وكله بيانا. وكيف يكون ذلك كله بيانا، ولولا طول مخالطه السامع للعجم وسماعه للفاسد من الكلام، لما عرفه. ونحن لم نفهم عنه إلا للنقص الذي فينا. وأهل هذه اللغة وأرباب هذا البيان لا يستدلون على معاني هؤلاء بكلامهم كما لا يعرفون رطانة الرومي والصقلبي، وإن كان هذا الاسم إنما يستحقونه بأنّا نفهم عنهم كثيرا من حوائجهم. فنحن قد نفهم بحمحمة الفرس كثيرا من إرادته. وكذلك الكلب، والحمار، والصبي الرضيع.
وإنما عنى العتابي إفهامك العرب حاجتك على مجاري كلام العرب الفصحاء. وأصحاب هذه اللغة لا يفقهون قول القائل منا: «مكره أخاك لا بطل» . و: «إذا عز أخاك فهن» . ومن لم يفهم هذا لم يفهم قولهم: ذهبت إلى أبو زيد، ورأيت أبي عمرو. ومتى وجد النحويون أعرابيا يفهم هذا وأشباهه بهرجوه ولم يسمعوا منه، لأن ذلك يدل على طول إقامته في الدار التي تفسد اللغة وتنقص البيان. لأن تلك اللغة إنما انقادت واستوت، واطردت وتكاملت، بالخصال التي اجتمعت لها في تلك الجزيرة، وفي تلك الجيرة.
انتهى كلام الجاحظ لكن ورد في موضع آخر في البيان والتبين على غير الجادة فلعله من تصرف النساخ
والله أعلم
رد مع اقتباس