عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 02-08-2012, 03:24 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي (... ومن تشبه بقوم فهو منهم)

(... ومن تشبه بقوم فهو منهم)

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجُعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم) (حديث صحيح) انظر : [إرواء الغليل 5/ 109 رقم 2691].

قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية - رحمه الله تعالى - في كتابه القيّم " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم :

وكما لا نتشبّه بهم في الأعياد، فلا يُعانُ المُسلمُ المُتشبّهُ بهم في ذلك، بل يُنهى عن ذلك.

فمن صنَعَ دَعوَةً مُخالِفَةً للعادة في أعيادِهم لم تُجَبْ دَعوَتُهُ، وَمَن أهدى مِنَ المُسلمينَ هَديةً في هذه الأعيادِ مُخالِفَةً لِلعادةِ في هذه الأوقاتِ، غير هذا العيد، لم تُقبَل هديتُهُ، خصوصًا إن كانت الهدية مما يُستَعانُ بها على التشَبّهِ بهم، مثلُ إهداءِ الشمعِ ونحوه في الميلاد، أو إهداء البيض واللبن، والغنم في الخميس الصغير.

وكذلك أيضاً لا يُهدى لأحَدٍ مِنَ المسلمينَ في هذه الأعياد هديّةً لأجل العيد لا سيما إذا كان مما يُستعان به على التشبّهِ بهم كما ذكرناه.

ولا يَبـِـع المُسلم ما يستَعينُ به المُسلمونَ على مُشابَهَتِهم في العيد، من الطعام واللباس ونحو ذلك، لأن في ذلك إعانة على المنكر]. انظر : [كتاب مهذب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم. ترتيب الدكتور عبد الرحمن عبد الجبار ص 181].

وقال - رحمه الله تعالى – في موضع آخر من الكتاب : [لا يجوز لمسلم أن يعين الكفار بأي وسيلةٍ على إقامة أعيادهم والاحتفال بها، ومن ذلك بيع ما يستخدمونه في أعيادهم ... [فأمّا بيع المسلم لهم في أعيادهم ما يستعينون به على عيدهم من الطعام واللباس والرّيحان ونحو ذلك، أو إهداء ذلك لهم فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرّم.

وهو مبني على أصل وهو : أنّه لا يجوز أن يبيع الكفّار عنباً أو عصيراً يتخذّونه خمرا.

وكذلك لا يجوز أن يبيعهم سلاحًا يقاتلون به مسلما.

ثمّ نقل عن عبد الملك بن حبيب من علماء المالكية قوله : [ألا ترى أنّه لا يحلّ للمسلمين أن يبيعوا من النصّارى شيئاً من مصلحة عيدهم ؟ لا لحماً ولا إدامًا ولا ثوبا، ولا يُعارون دابّة، ولا يعاونون على شيء من عيدهم لأنّ ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم ...] ا هـ. انظر : [الاقتضاء ص: 229 ، 231 ط. دار المعرفة].

رحم الله أئمتنــــا الأعلام وجعل الفردوس الأعلى مأواهم، كيف لو رأوْا من يتهافت مِنَ المسلمين على تقليدهم في زماننا هذا فيما هو أكثر من ذلك، في عقر ديار المسلمين ؟؟.

في الإحتفالات والأعياد واللباس والمشية وقصة الشعر وغيره، حتى صار من الصعب التفريق بينهم وبين أبناء المسلمين -، وقد غارت الغيرة، وغار الحياء إلا من رحم ربي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم -.

نحن قومٌ أعزّنا الله - تبارك وتعالى - بالإسلام، فمن ابتغى العزّة بغيره أذله الله. أمرنا الشارع الحكيم بمخالفة اليهود والنصارى والمشركين، لتبقى هُوية المسلم متميزة ناصعة بيضاء لا تشوبها شائبة من شرك أو بدعة أو تقليد أعمى.

وعلى ذلك فإنه ينبغي على الآباء وأولياء الأمور والمدرسين والقائمين على وسائل الإعلام كل من موقعه التحذير من هذه الأعياد والمناسبات ومنها ما يسمى بعيد الحب وغيره، والحرص على تربية الأبناء التربية الإيمانية الصالحــــــة لقول الله - تبارك وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [سورة التحريم : 6].

وكذلك يَحرُم بَيعُ وشراء وَإهداءُ الورودِ والقلوبِ والبطاقاتِ وغيرها مما يُباع ويُهدى بنيـــّــــة الإحتفــــال بهذه المناسبة، كما قرّره كبار العلماء - جزاهم الله خيرا -.

وذلك لتبقى البراءة التامـــّــــة في قلب المؤمن، والحسْم الصريــــح من أي مُخالفـَــــة لتَعاليم ديننا الحنيف بلا مُداهَنــَـــة ولا تنازل عمـــّــــا قلّ مِنها أو كثُر، لقطع دابر هذه الفتن والعادات الخبيثة الدخيلة المدمرة للمجتمعات بما تحمله من معاني تسهيل الفسق والفجور والإستهانة بها.


وكتبته : أم عبدالله نجلاء الصالح

يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس