عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-16-2015, 12:45 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

القسم الرابع من

(القَلَمُ الصَّحَفيّ السَّاخِر! والبَحْرُ السَّلَفيّ الزَّاخِر..):


* والسبيلُ القيّم -في ذلك- إن أراد اتّباعَ الحقِّ -بالحقّ- : أن يسألَ سماحةَ قاضي قضاة الديار الأردنّية الشيخِ أحمد هليّل -بكل أدب- أيّده الله بمزيد هداه- سؤالَ المستفيد! لا مبتدئاً بالاعتراضِ اعتراضَ الناقد المتعصّب العنيد؛ وهو ما يتناقضُ -تماماً- مع المعهود مِن سُخريَته وعَبَثِه -عفا الله عنه-!
* أمّا (ضلالات ابن تيميّة!!) -المدّعاةُ-التي عاود الكاتبُ الساخرُ الدندنةَ حولها -بغير إدراكٍ لأدنى معرفةٍ لوجوهِ الادّعاءِ فيها!أو الصراعِ حولَها-؛ فبساطُها مطويّ!والقولُ فيها غويّ غيرُ معتَمَدٍ ولا قويّ!
والمصادرُ العلمية -المتعدّدة- التي ذكرتُها في مقالي هذا -قبلاً-: يكفي أقلُّ نظرٍ فيها لطرح الأمر، وشرح الصدر.. بغير كثيرِ جِدالٍ أو نقاش.. ولا تلبيسِ -أو تشويشِ- أحباش!
* أمّا (معنى فكرة الحاكمية الإلهية)؛ فلن تجدَ له مَن يوضّحُه -تمامَ التوضيح-يا سيّد عبد الهادي- غيرَ أصحاب المنهج العلميّ الصحيح؛ مِمّن عَلِمَ قَدْرَ علومِ شيخ الإسلام ابنِ تيمية، وقيمةَ معارفِ تلميذه الإمام ابنِ قيّم الجوزيّة -ومَن سار على مِنوالِهِما-، وعَرَفَ حقيقةَ النَّهَلِ منهما، والأَخذِ عنهما -رحمهما الله-.

قال:
7- (وأجزم أن سماحة قاضي القضاة يملك -فيما يتعلّق بجانب الفقه، وإجماع المسلمين، وأصول التطرُّف- علماً غزيراً , وبالتالي : على مؤسَّساتنا الإعلاميّة أن تعتبر (مؤسسة قاضي القضاة) هي المرجعيّةَ في تعرية ونقض كل أشكال التطرُّف).
قلتُ:
نعم -واللهِ-، وهذا ما قَرَّرْناه، وذَكَرْناه -وأكّدناه- بحقّ (دائرة قاضي القُضاة) -الغَرّاء-.
وكذلك الشأنُ -منّا-سَواءً بسواء- في المؤسّسات الدينية الأخرى ؛ كـ (دائرة الإفتاء العام)، و(وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية) -الكريمتَين-..
* فهلّا وافَقَ منك الخُبْرُ الخَبَرَ -يا سيد عبد الهادي-؛ بحيث لا يَظَلُّ كلامُك(!) كفُقاعات الصابون! التي لا أَثَرَ لها إلا تثوير مَدامِع العيون!؟
فكُن، أو.. لن تكون!
* إنّ (التطرّف) -يا سيّد عبد الهادي- في بلادنا الأردنية الهاشمية-: دخيلٌ ليس بالأصيل؛ فهو مستورَدٌ استيراداً! ومستولَدٌ(!) استيلاداً!!
فيكفينا ما فينا(!) -مما نحن جادّون في معالَجته؛ بل مقاومتِه ومحارَبته-منذ ظهور قرنه الأول-في منتصف السبعينيّات-قبل(11/9)، و(9/11)-، وألقينا في ردّه -داخلَ البلاد وخارجَها- مئات المحاضَرات والندوات والدروس، وكتبنا في نقضِه آلافَ الصفحات -في عشرات الكتب والمؤلّفات والمقالات-.
بل لو قلتُ: لم يقم بهذا الواجبِ العلميّ المعرفيّ -حقَّ القيامِ- أحدٌ -في بلادنا الأردنّية المبارَكة- غيرُ المشايخ السلفيين (المعتدِلين) -الذين هم الأتباعُ الحقيقيّون لشيخ الإسلام ابن تيميّة، ومنهجِه المأمون-وبه يَسعدون-: لَمَا أَبْعَدْتُ:
مِن ذلك: كتاب «فتنة داعش»، وكتاب «داعش التوحّش والإجرام -في ميزان السنة والإسلام-» -وقد طُبع أربعَ طبعات-..
وكذلك: ندوة «الجهاد: بين ابن تيمية، وداعش -في ميزان الإسلام-»، وندوة «خوارج الأمس: تكفيريّو اليوم -داعش نموذَجاً-» -وقد شَهِدَهُما أُلوفٌ-، ثمّ طُبعتا كتابينِ -بعد-.
.. فمَن لم يعلم؛ فلْيَعلمْ..
* فبربّك -يا سيّد عبد الهادي-: لا نريدُ مزيدَ استيرادٍ للتطرّف! أو استيلادٍ للغلوّ!! -ولو تحت ألقاب ذوّاقة!وألفاظ برّاقة!-؛ فقد لَفَظَتْ دولةُ لبنان -الشقيقةُ- ذيّاك الفكرَ الإرهابيَّ الدمويَّ المتطرّفَ، المتخصّصَ(!) بتكفيرِ مَن يخالفُه مِن علماء المسلمين، وأئمّة العلم والدين -وجَفّفت منابعَه-بعد أن تيقّنوا فسادَه وإفسادَه!وأنّ هذا التكفيرَ -عندهم!- هو أبوابُ القتل، وأسبابُ الدم-!!
* فهل يَرضى صاحبُ دينٍ -أو ذو وطنيّةٍ واثقةٍ- أن نكونَ (نحن) -في بلادنا الهاشمية المبارَكة الآمِنة- مُبتدِئين(!)مِن حيث انتهى غيرُنا! جارّينَ نيرانَ الإرهاب الدموي -اغتيالاً وتفجيراً- إلى قُرصِنا؟!
ولَمّا وفَّقَنا الله -تعالى- قبل بضع سنوات لِلِقاء مُدير الأمن العامّ الأردنّي الأسبق-ووزير الداخلية السابق- السيّد حسين هزّاع المجالي: أَبدى -وفّقه الله- عظيمَ امتنانِه لِما نَقومُ به -نحن طلبةَ العلم مِن دُعاة منهج السلَفِ العدلِ الأمين- مِن مجهود علميّ، وجُهود دعوية : في نشر الاعتدال الشرعي الرحيم، ونقضِ عُرى أفكار التطرّف، والإرهاب، والتكفير -وما يتبع ذلك من القتل والدماء-..
وهذا هو المظنون -إن شاء الله- بهذه العشيرة الأردنية الأصيلة، وأبنائها البَرَرَة؛ الذين كانوا -ولا يَزالون- جُزءاً مهمّاً مِن سِيَاج الدين والوطن؛ يحمونهما، ولا يَرهبون في سبيل ذلك أحداً من الخَلْق -على ما يشهدُ تاريخُهُم-ولا نزكّيهم على ربّ العالَمين-؛ وكما هو حالُ سائر العشائر والأُسَر الأردنيّة المبارَكة -فوق ثَرى هذا البلدِ الطيّبِ المِعطاء-بشتّى مَنابِتِها وأُصولِها-.
وهو المَرْجُوُّ -كذلك- في السيّد عبد الهادي راجي المجالي -بَعداً-؛ سِلْسِلةَ خيرٍ ورُشْدٍ -إن شاء اللهُ- والذي لا أَزالُ أَفترضُ فيه حُسنَ النّيّةِ- لكونِه عزا هذا الأمرَ الجَلَلَ لِمَن هو أهلُه وأَهلٌ له -وهو سماحةُ قاضي القُضاة-وإن أخطأ المَحَزّ -مسارِعاً متسرِّعاً!-عفا الله عنه-!


قال:
8- (في رمضان نحتاج حديثا للعقل, فالحرب على داعش ليست حرب طلقة وزناد -فقط- ؛ هي حرب عقل مؤمن يعرِف الإسلام السَّمح , ويعرِف مَن يختطف الدين باسم الدين ، ويعرِف وسطيَّتَنا كأمة فُضِّلت على البَشَر).
قلتُ:
(الحربُ على داعش) -يا سيد عبد الهادي- لا تكونُ باستدعاء بواعثِ فِكر (التكفير) -والقتلِ- وأسبابِه!واستمدادِ أشكالِه وأصنائِه!!
أم خفيتْ عليك -ولم تكتشفها-بعدُ- جهودُ المشايخ السلفيين (المعتدلين)؛ القائمةِ جهودُهم -وجِهادُهم- على العلم، والتعلّم، والتعليم.. حرباً على كل الأفكار المتطرّفة ؛ مِن الدواعش الظاهِرين المكشوفين! إلى المكفّرة القَتَلة الدمويّين -ممّن لا يزالون(عند البعض!) غيرَ مكتَشَفين-!


وقد قدّمتُ مِن الأدلة على هذا التأصيل ما يشفي المَريض، ويكفي مَن للحقّ مُريد؛ فلا أُعيد!





* أمّا (الإسلام السمح)؛ فهو المبنيُّ على العلم، والقائمُ على الرحمة، والمؤسَّسُ على العدل..




(الإسلام السمح): هو الذي يحارب الغلوَّ في التكفير ، ويحترمُ العلماء الربّانيين -ولو خالَفهم-؛ لا أن يكفّرَهم!ويجعلَهم لجهنّم سماسرة! ويُقيم فِكرَه على الاغتيالات!والتفجيرات! وإثارة القلاقلِ المُفسِدات! والفتن العاصِفات!!




* أمّا معرفةُ (وسطيَّتنا كأمة فُضِّلت على البَشَر)؛ فلا يكونُ هذا بالجهل في الدين! ولا بالخوض في دقائق المسائل وكِبارِها -بلا هُدىً ولا يقين-..




..لا يكون بالخَلطِ بين الأمور! ولا عكسِ الوقائع! ولا قلبِ التصوّرات!! ولا جَعلِ الحقّ باطلاً! وصيرورةِ الباطلِ حقاً -كما فعله كاتبُنا المجاليّ الساخر-غفر الله له-!!!







* وأخيراً -ومِن باب ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾- أقولُ:
استعمالُ السيد عبد الهادي راجي المجالي حرفَ الكاف(ك) في آخر جُمَلِ كلامِه -بقولِه-: (..كأمة فُضِّلت على البَشَر!!): استعمالٌ لغويٌّ فاسِد -نبّه على فسادِه مِن العلماءِ غيرُ واحِد- ؛ إذ هو يأتي بعكس قصدِ مستعمِلِه -وضِدّه- ؛ لأنّه مِن باب تشبيه الشيءِ بنفسِه !
فثمرةُ قول القائل -ولو لم يُرِدْهُ!-: (..كأمة فُضِّلت على البَشَر!!): أنّ هذه الأمةَ ليست أُمّةً فُضِّلِت على البَشَر!إنما تُشبِهُها!!!
وهذا نقيضُ النصّ القرآنيّ القَطعيّ الحاسِم: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾...


وأخيراً :


فخُذها -أخي المجالي- فائدةً علميّة، ودُرّةً نقيّة: عن شيخ الإسلامِ ابنِ تيميّة.. تعرّفك -ولو مِن أبوابٍ أُخَرَ!- نتيجةَ واقعِ ما تُفرِزُهُ أمثالُ هذه الصراعاتِ! لِيُعرَف مِن خلالِها شيءٌ ذو بالٍ مِن علاماتِ المحقّ مِن المُبطِل؛ قال -رحمه الله-في «مجموع فتاواه»(16/528):

«قيل لأبي بكر بن عَيّاش: إنّ بالمسجد قوماً يَجلسون ويُجْلَسُ إليهم!! فقال: (مَن جلس للناسِ جَلس الناسُ إليه؛ ولكنّ أهلَ السنّة يموتون ويحيى ذِكرُهم ، وأهلَ البدعة يموتون ويموتُ ذِكرُهم) ؛ لأنّ أهلَ السنّة أَحْيَوْا ما جاء به الرسولُ -صلى الله عليه وسلم-؛ فكان لهم نصيبٌ مِن قولِه: ﴿وَرَفَعْنا لك ذِكْرَك﴾ ، وأهلُ البدعة شَنؤُوا ما جاء به الرسولُ -صلى الله عليه وسلم-؛ فكان لهم نصيبٌ مِن قولِه: ﴿إنّ شانِئَك هُو الأَبْتَرُ﴾..
فالحَذَرَ الحَذَرَ -أيها الرجلُ- مِن أن تَكرَهَ شيئاً ممّا جاء به الرسولُ -صلى الله عليه وسلم-، أو تَرُدَّهُ لأجلِ هواك ، أو انتصاراً لمذهبِك ، أو لشيخِك ، أو لأجلِ اشتغالِك بالشهواتِ ! أو بالدُّنيا!!
فإنّ الله لم يُوجِب على أحدٍ طاعةَ أحدٍ إلا طاعةَ رسولِه، والأخذَ بما جاء به ؛ بحيثُ لو خالف العبدُ جميعَ الخَلْقِ ، واتَّبَع الرسولَ : ما سأله اللهُ عن مُخالَفةِ أحدٍ ؛ فإنّ مَن يُطيعُ -أو يُطاعُ-: إنّما يُطاعُ تَبَعَاً للرسول ؛ وإلا : لو أَمَرَ بِخلافِ ما أَمَرَ به الرسولُ : ما أُطِيعَ.
فاعْلَمْ ذلك ، واسمعْ وأَطِعْ ، واتَّبِعْ ولا تَبتدِعْ ؛ تكن أَبْتَرَ مردوداً عليك عملُك ؛ بل لا خيرَ في عَمَلٍ أَبْتَرَ مِن الاتِّباع ، ولا خيرَ في عامِلِه -والله أعلمُ-».





..فانظر حولَك -بربّك-: ماذا تعرفُ عن أغلبِ خصوم شيخ الإسلام ابن تيميّةَ !؟ ﴿هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا﴾؟! أو هل ترى لهم أثراً ؟!
بل-واللهِ- لم تُعرَف أسماءُ كثيرٍ منهم -أصلاً!- إلا لأنّهم ردُّوا عليه -رحمه الله-، وتَنَطّحوا له!
وهذا بُرهانٌ كافٍ -إلى حدٍّ بعيدٍ- لِيظهرَ لك المحقُّ مِن المُبطِل!





فانظر وتأمّل-رَجاءً-...









وبعـد:









فلم يَكَدِ الشعرُ العربيُّ الحكيمُ يَدَعُ شيئاً مِن البيانِ إلا وذَكَرَ منه ذِكراً ، ومنه: قولُ القائل:






مَا يَضُرُّ (البَحْرَ) أَمْسى (زاخِراً) *** إنْ رَمَى فِيهِ غُلامٌ بِحَجَرْ !!










والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
رد مع اقتباس