اقتباس:
ونحذّر-بعد هذا-كلِّه- من مخالفة الحكمة في البيان- والتي هي : وضعُ الشيء في موضعه- ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبَابِ﴾!
فكم أساء البعضُ إلى دعوة الكتاب والسُّنَّة- مشوِّهين صورتَها في أذهان كثيرٍ من العامة والخاصة-: بسبب إبداء رأيٍ يخالفونهم به، أو إبانةِ موقفٍ لم يوافقوهم عليه ؛ دون التأمّل في عواقبه ونتائجه ومآلاته ؛ «وكم مِن مريدٍ للخير لن يصيبَه»-كما قال الصحابيُّ الجليلُ ابن مسعود-.
ومنه : قولُه-رضي الله عنه-:«مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ، إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً».
ومنه : قولُ الخليفة الراشد عَلِيِّ بن أبي طالب-رضي الله عنه-:«حَدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ، اللهُ وَرَسُولُهُ».
ويجمعُ صفوةَ ذلك-كلِّه-قولُ الإمام أبي إسحاق الشاطبي-رحمه الله-:
«النَّظَرُ فِي مَآلَاتِ الْأَفْعَالِ مُعْتَبَرٌ مَقْصُودٌ – شَرْعًا- كَانَتِ الْأَفْعَالُ مُوَافِقَةً أَوْ مُخَالِفَةً-.
وَذَلِكَ أَنَّ الْمُجْتَهِدَ لَا يَحْكُمُ عَلَى فِعْلٍ مِنَ الْأَفْعَالِ الصَّادِرَةِ عَنِ الْمُكَلَّفِينَ بِالْإِقْدَامِ أَوْ بِالْإِحْجَامِ إِلَّا بَعْدَ نَظَرِهِ إِلَى مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ ذَلِكَ الْفِعْلُ...».
وكذا قولُه-رحمه الله-:
«فَإِذَا نَظَرَ الْمُتَسَبِّبُ إِلَى مَآلَاتِ الْأَسْبَابِ؛ فَرُبَّمَا كَانَ بَاعِثًا لَهُ عَلَى التَّحَرُّزِ مِنْ أَمْثَالِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ؛ إِذْ يَبْدُو لَهُ -يَوْمَ الدِّينِ- مِنْ ذَلِكَ- مَا لَمْ يَكُنْ يَحْتَسِبُ- والعياذُ بالله-».
|
جزاكم الله خيرا ... ليت كل من يتكلم باسمنا يفقه هذا
__________________
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟك ﺍﻟﺤﻤﺪ.
|