عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 05-09-2010, 10:19 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تفسير القرآن الكريم بلغـــة العـــرب

4 : ــ تفسير القرآن الكريم بلغـــة العـــرب :

امتنَ الله - تعالى - علينا بأن جعلنا من خير أمَة أخرجت للناس، من أمة نبي الهداية، نبي الرحمة، النبي العربي الأميَ .... اختاره الله بشيراً ونذيرا من أمة العرب الذين أكرمهم الله - تبارك وتعالى - فأنزل القرآن الكريم عليه بلغتهم ليفهموه ويتدبروه ويعقلوه عنه، ويعتمدوا أساليبها في خطابهم .

وَصَفهُ الله – تبارك وتعالى - بالبيان في قوله : ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ۞ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ۞ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء 192 ــ 195].

وفي قوله : ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ۞ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [النحل 102 ــ 103].

وامتدحه الله - جلّ شأنه – بقوله : ﴿حم ۞ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ۞ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون َ۞ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ [سورة الزخرف 1 - 4].

وَوَصَفهُ في موضعٍ آخر بشموله واستقامته وذلك بقوله : ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ۞ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [سورة الزمر27 - 28].

وقد حكى صاحب كتاب (مقدمة المباني) إجماع الصحابة على جواز تفسير القرآن باللغة . انظر : [مقدمتان في علوم القرآن201].

ومن ذلك تفسير ﴿السّاهِرَة بالأرض، فقد ورد ذلك عن ابن عباس، وعكرمة، والحسن، وقتادة، ومجاهد، وسعيد، والضحّاك، وابن زيد. انظر : [فصول في أصول التفسير41].

قال الإمام مالك رحمه الله - تعالى - : [لا أوتى برجل يفسِّر كلام الله وهو لا يعرف لغة العرب إلا جعلته نكالا] [أخرجه الإمام الواحدي في البسيط 1/ 219].

لذلك كان من الضروري لمن يُفسر - القرآن الكريم – بلغة العرب أن يراعي ضوابط أوجزها بما يلي :


1. أن يفسر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة،على فـَهْمَ سلفنا الصالح، خير االناس، سلف الأمة من الصحابة والتابعين الذين هم عرب خلّص، ولهم الإمامة في التفسير اللغوي والشرعي، لأنهم تلقوْهُ غضـّـاً من فم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والتابعون أخذوا عنهم في عصر الإحتجاج،ويُعدّ فهْمَهُم لغتهم، ومعرفتـَهم قواعدها وأصولها ومكنوناتها،حُجّّةً ومَرجعاً يُرجَعُ إليه. إذ أنّ المفسّر لا يستطيع أن يُفسّر الآية الكريمة بدون معرفة المعنى اللغوي والشرعي لألفاظها كلفظ الإيلاء، والتربص، والفيئ في قوله - تعالى - : ﴿لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [سورة البقرة 226].

2. يجب على المفسّر أن يتعَلم ما يتعلق بكلام الله من نحوٍ وَصَرْفٍ واشتقاقٍ ومفرداتٍ وتراكيب، لأن المعنى قد يتغير بتغيّر الحَركات من فتحٍ وضمٍ وكسر فيُخِلّ بالمعنى المُراد.
قال مجاهد رحمه الله - تعالى - : [لا يحلّ لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب] انظر : [التبيان في علوم القرآن ص 158].

فقول الله - جلّ ثناؤه - : ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [سورة فاطر 28]. بنصب الهاءِ في لفظ الجلالة ورفع الهمزة على كلمة العلماء يَصِحُّ المَعنى المراد لغةً وشرعاً، لأن المؤمن كلما ازداد علمًا بالله ازداد له خشية، فأشدّ الناس خشية لله من عباده هم " العلماء". ولو ضُمّت الهاءُ على لفظِ الجلالة ونُصبَت الهمزة، لفَسَدَ المعنى وانقلب.

وقد ضلّ من خاضوا بمسائل التفسير، على غير هدى ولا كتاب منير، فلجهلهم بلغة القرآن أحدثوا علم الكلام فتكلموا في القدر، وأوّلوا تأويلًا باطلًا في الأسماء والصفات، فنفوا، وغيَروا وبدَلوا، وحرَفوا وأبطلوا، وفوّضوا، وخبطوا خبط عشواء فضلَوا وأضلوا خلقا كثيرا إلى يومنا هذا ،- والعياذ بالله - وافترقت الأمة كل حزب بما لديهم فرحون، وكان الأولى بهم أن يقفوا حيث وقف من هُم خير منهم من سلفهم الصالح، ويمسكوا عن الخوض فيما ليس لهم به علم من كتاب أو سُنة .

روى الترمذي – رحمه الله عن عبد الواحد بن سليم قوله : [قدمتُ مكة، فلقيتُ عطاء بن أبي رباح فقلتُ له : يا أبا محمد ! إن أهل البصرة يقولون في القدر، قال : يا بني أتقرأ القرآن ؟ قلتُ : نعم، قال : فاقرأ الزخرف، قال : فقرأت ﴿حم ۞ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ۞ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون َ۞ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيم فقال أتدري ما أم الكتاب ؟ قلت : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه كتابٌ كتبهُ الله قبل أن يخلق السماوات، وقبل أن يخلق الأرض، فيه إن فرعون من أهل النار، وفيه ﴿تبت يدا أبي لهب وتب .

قال عطاء : فلقيتُ الوليد بن عبادة بن الصامت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألته : ما كان وصية أبيك عند الموت ؟ قال دعاني أبي فقال لي : يا بني ! اتق الله، واعلم أنك لن تتقي الله حتى تؤمن بالله وتؤمن بالقدر كله خيره وشره، فإن متّ على غير هذا دخلت النار، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن أول ما خلق الله القلم فقال : اكتب، فقال : ما أكتب ؟ قال : اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد) قال شيخنا الألباني – رحمه الله - : (صحيح) انظر : [جامع الترمذي : 4/ 457 رقم 2155].

قال يحيى بن معين : يقول شهدت زكريا بن عدي سأل وكيعا فقال : يا أبا سفيان هذه الأحاديث مثل حديث الكرسي موضع القدمين ونحو هذا ... ؟ فقال : [كان إسماعيل بن أبي خالد والثوري ومسعر يروون هذه الأحاديث لا يفسرون منها شيئا] (صحيح) [مختصر العلو].

وقال الوليد بن مسلم : [سألت الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفات فكلهم قالوا لي أمروها كما جاءت بلا تفسير] (صحيح) [مختصر العلو].

3. إذا كان اللفظ يحتمل عدة معانٍ في تفسيره، يجب على المفسّر أن يراعي موافقة اللفظ اللغوي للمعنى الشرعي من كلام الله – تبارك وتعالى – الذي يتوافق مع سياق النص، لأن القرآن الكريم نزل لبيان الشرع لا لبيان اللغة، إلا أن يكون هناك دليلا يترجّح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.
وقد استشكل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله - تعالى - في الآية الكريمة : ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [سورة الأنعام : 82].

فقد فهموا قوله - تعالى - : ﴿بِظُلْمٍ}على عمومه الذي يشمل كل ظلم، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : لما نزلت ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}، شق ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا يا رسول الله ! أيُّنا لم يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس ذاك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا قول لقمان لابنه ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ . في رواية : (ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه) (متفق عليه).

4. أن يكونَ اللفظ المُفسَّر صحيحًا ثابتًا في كتب اللغة، فلا يجوز تأويله بما يصرفه عن حقيقته، ويؤوّله كما تأوّله المتكلمون، الذين أوّلوا اليد بالقدرة والنعمة، والنزول بنزول الأمر، والاستواء بالاستيلاء، وغير ذلك من الصفات، ذلك بأنهم لم يفهموا أن لله - تعالى – يدان تليقان به، ولا نزولا يليق به، ولا استواء يليق به، وما فهموا من صفات الرب - تعالى - إلاّ ما يليق بصفات المخلوقين. فحرّفوا الكلم عن مواضعه، هروبا من التشبيه، فوقعوا على أم رؤوسهم بالنفي والتعطيل لما وصفَ الله – تعالى - به نفسه، والله – تعالى - يقول : ﴿قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ [سورة البقرة 140].

وقد أجاب الإمام مالك رحمه الله تعالى بمقولة أجمعت عليها الأمة عندما سأله رجل عن الإستواء : يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش استوى، كيف استوى"؟ فأطرق مالك برأسه حتى علته الرحضاء ــ أي : العرق ــ ثم قال : [الإستواء معلوم، والكيف مجهول، - وفي لفظ : غير معقول - والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا، ثم أمر به أن يخرج] [مختصر العلو 141].

فقد أوّل المبتدعة الإستواء : بالإستيلاء. اعتمدوا على بيت شعر احتجوا به للأخطل النصراني، وهو :

ثم استوى بشر على العراق ........ من غير سيف ولا دم مهراق .

لم يثبت في اللغة لفظ استوى بمعنى استولى ، ولم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه ، وقالوا إنه بيت مصنوع لا يُعرف باللغة، ولو كان حديثا لرسول الله لاحتاج الأمر إلى التحقق من صحته !! فكيف ببيت شعر لا يُعْرَفُ إسنادُه ، وقد َطعَنَ فيه أئمةُ اللغة .

وقد ذكر أبو المظفر في كتابه الإفصاح عن الخليل ابن أحمد الفراهيدي أنه سئل : " هل وجدت في اللغة استوى بمعنى استولى، فقال : هذا ما لا تَعْرِف العرب، ولا هو جائز في لغتها".
هذا جوابه وهو إمام معروف باللغة، وعلى ذلك حَمْلـُـهُ على ما لا يُعْرَفْ باللغـَـة حَـمْــلٌ باطـــل.

وقال جماعة من أهل اللغـــة : لا يجوز استوى بمعنى استولى إلا في حق من كان عاجزا ثم ظهر، والله - سبحانه وتعالى - لا يُعجزه شيئ في الأرض ولا في السماء -، والعرش لا يُغالبُهُ في حال.
فامتنع أن يكون استوى بمعنى : استولى. وقوله تعالى : ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [سورة طه 5]. ليس فيها قرينة تدل على أنه أراد بالآية الإستيلاء.

ولو كان لفظ الإستواء مجازيّ يدل على الإستيلاء – زعموا- فلا يجوز حمل الكلام إلا مع قرينة تدل على إرادته.

وقال أهل اللغة أيضا : لا يكون استوى بمعنى استولى إلا فيما كان منازعا مغالبا، فإذا غلب أحدهما صاحبه، قيل : استولى. والله - تعالى - لم ينازعه أحد في العرش فلو ثبت استعماله في هذا المعنى الخاص مع النزاع في إرادة المعنى الأعمّ لا يجب حمله عليه، إذ أن المؤوّلة ادّعوا أنه بمعنى استولى مطلقا في اللغة.

فكانت حجتهم حجة واهنة دامغة عليهم وذلك لبُعدهم عن فهم لغتهم العربية، لغة القرآن الكريم فهما سليما.

5. إن لم يتفق اللفظ اللغوي مع المعنى الشرعي وتعارض معه، يقدم المعنى الشرعي الذي يدل عليه سياق النص، ففي قوله – تعالى - : ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ [سورة التوبة 84].
الصلاة تحتمل بالمعنى اللفظي الدعاء وصلاة الجنازة، والمعنى الثاني هو المقدم من خلال سياق الآية الكريمة الذي دلّ عليه المعنى الشرعي للصلاة في هذا المقام.

كذلك قول الله – تعالى - : ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة 103]. انظر : [البرهان للزركشي 2/ 167 وأصول التفسيرلابن عثيمين 29 – 30].

6. ومن التفسير الباطل الذي لم يتفق فيه اللفظ اللغوي مع المعنى الشرعي وتعارض معه،ما فسره الروافض لقول الله - تعالى – : ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ [سورة يس 19]. على أنهما عليٌّ وفاطمة – رضي الله عنهما -.

وقوله – تعالى - : ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ [سورة يس 22] يعني الحسن والحسين – رضي الله عنهما -. انظر : [تفسير القرطبي1/ 33]. وغير ذلك من الطامات التي سوّدوا بها كتبهم، ولا يتسع المقام هنا لذكرها.

وكم يؤلمني ويتفطر قلبي حزنًا على إخوة وأخوات وأبناء يعيشون في بلاد الغربة، لا يعرف أبناء بعضهم لغة الكتاب العزيز " القرآن الكريم "، رأيتهم بعيني !! يحتاجون إلى من يترجم لهم لغتهم !!.

هؤلاء الآباء أضاعوا إنتماءهم، وهُوِيَّتَهُم، ولغتهم، ففسدوا وفسد الحال والذرية والمآل - إلا مارحم ربي - وغداً عن كل هذا سيسألون. فإلى الله المشتكى !!.

وللأسف أصبح كثير من الناس يستحييون حتى من الإنتماء لأمة العرب، والتحدث بلغتها في بلادها، ويفرح بل ويفخر بالإنتماء إلى غيرها، بعد تطاول الزمان، وتباعد المكان.

في حين ... نرى ونسمع ما يُفرح القلب ويثلج الصدرعن همة عالية في تعلّم اللغة العربية وتعليمها مِن أبنائها، ومن أعاجم مسلمين، وحديثي عهدٍ بإسلام، يَوَدّ أن يبذل قصارى جُهده، ويُقدم أغلى ما يملك، من أجْل تعلم لغة القرآن الكريم، واقتناء كتبها، وتعلم مفرداتها ومدلولاتها، وذلك لفهم الشرع الحكيم، ومعرفة حقائقه، وأوامره ونواهيه، وعِبَرهِ وعِظاتِهِ، والعمل بها وتعليمها، كان الله – تعالى - لهم خير معين، وجعلهم على أثر البخاري ومسلم والألباني وغيرهم . رحمهم الله - تعالى -، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.



ومن أجَلّ كتب التفسير " بالمأثور " أو " النقل " :

1. " كتاب جامع البيان في تفسير القرآن " لإبن جرير الطبري . وكنيته [ أبو جعفر ] ، ولد سنة 224 هــ، وتوفي سنة 310 هــ رحمه الله - تعالى - .

2. تفسيرالقرآن العظيم للحافظ عماد الدين (إسماعيل بن عمرو بن كثير) : القرشي الدمشقي، وكنيته : [أبي الفداء] ولد سنة 700 هـ، وتوفي سنة 744 - رحمه الله تعالى -.
كان عالمًا بحرًا ذاخرًا بعلوم التاريخ والحديث والتفسير، قال عنه الإمام الذهبي : [الإمام المفتي، المحدث البارع، فقيه متفنن، ومحدث متقن، ومفسّر نقال، وله تصانيف مفيدة].

3. الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي ، ولد سنة 749 هــ ، وتوفي سنة 911 هــ رحمه الله تعالى . قال في مقدمة تفسير " الدر المنثور " أنه لخصه من كتاب كتاب : " ترجمان القرآن " .

وقال في كتاب الإتقان : " أنه شرع في تفسيرٍ جامعٍ لما يحتاجُ إليه من التفاسيرِ المنقولةِ والأقوالِ المعقولة، والإستنباط، والإشارات والأعاريب، واللغات، ونكت البلاغة، ومحاسن البديع، وسماه : (مجمع البحرين، ومطلع البدرين). وهو غير التفسير المسمى " بالدر النثور ".

انظر : [التبيان في علوم القرآن ص 185].


يتبع إن شاء الله – تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس