عرض مشاركة واحدة
  #218  
قديم 12-09-2017, 12:37 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


السيارة في حياة العالم الزاهد الألباني رحمه الله


قال الشيخ عمر الأشقر (1359 هـ / 1940 م – 2012 م) رحمه الله في (( صفحات من حياتي )): كان الشيخ ناصر رحمه الله تعالى جريئاً في مخالفة العادات التي تحكم المشايخ في ذلك الزمان، لقد زرته في غرفته التي كانت في المكتبة الظاهرية، وبعد انتهاء دوامه بها ركب دراجته الهوائية ( المترسكل/ motorcycle) وأردفني خلفه مخترقاً شوارع الحميدية، وشوارع دمشق غير هياب ولا خجل، وقد حضرته في المدينة المنورة وهو يريد شراء دراجة نارية يستقلّها من منزله إلى عمله، واستأذن الشيخ عبد العزيز (يقصد الإمام ابن باز رحمه الله) في ذلك، فأَذِنَ له، وإنما منعه من إتمام ذلك أنه وصل إليه بعض المال من دمشق، فاستعان به على شراء سيارة أغنته عن الدراسة ( قال أبو معاوية البيروتي: هكذا الأصل، والظاهر تصويبها: الدراجة )، وكان يقود سيارته من غير خجل بينما كان أكثر الأساتذة في الجامعة يستأجرون مَن يقود لهم سيارتهم، وكانوا يخجلون أن يقودوها بأنفسهم .

وذكر الشيخ الحويني – في رحلته إلى الشيخ الألباني – أنه كان يقود السيارة بسرعة عالية، وحكى لي بعض الإخوة الذين كانوا يذهبون معه إلى العمرة بسياراتهم، فكانوا يتبادلون القيادة، فكان الشيخ أكثرهم قيادة، وكان التعب والملل يدركهم، وأما الشيخ فكان يقود سبع ساعات متواصلة لا يمل ولا يكل، مع ما كان عليه من الشيخوخة وكبر سنه.
وقال له الشيخ الألباني: كان عندي سيارة قديمة، وكنت أطوف سوريا كلها بهذه السيارة. (ووصفها في أحد أشرطته بـ(سيارة عجوز) ).

وقال الشيخ محمد عيد العباسي رحمه الله: كنا نرافق شيخنا الألباني في أسفاره إلى بعض المدن السعودية، وإلى الأردن في سيارته للدعوة والتدريس وزيارة الإخوة، فكان كلما احتاجت السيارة لملئها من البنزين يبادر بدفع ثمنه، ونحاول جهدنا أن نسبقه فما كان يسمح لنا، بل يعزم علينا ألا نفعل رغم حرصنا، ويقول: دعوا تكاليف السيارة علي لتكون خالصة لله -تبارك وتعالى- وفي خدمة دينه. (مقالات الألباني/ ص 175).

وكتب الشيخ في حاشية صحيح الموارد (2/465) – متحدثاً عن نِعَمِ الله عليه وقد جاوز 84 عاماً - : أنا أسوق السيارة بنفسي المسافات الشاسعة، وبسرعةٍ ينصحني بعض الأحبة بتخفيفها؛ ولي في ذلك تفصيل يعرفه بعضهم! أقول هذا من باب: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}، راجيًا من المولى سبحانه وتعالى أن يزيدني من فضله،

وكان الشيخ الألباني يذهب للعمرة والحج في سيارته كما هو مذكور في ترجماته مراراً، منها ما كتبه في ((صحيح أبي داود)) (7/240): وكان الفراغ من كتابته منتصف ليلة الثلاثاء 27 ذي القعدة سنة 1397 هـ وأنا أستعد للسفر إلى الحج بالسيارة.

قال الأخ أبو عبد الرحمن محمد الخطيب : سيارة الشيخ كانت جمل محامل للإخوة، وينقلهم من مكان لآخر، ويقول لي: يا محمد، كان يقول لي والدي رحمه الله:
لكل شيء زكاة، وزكاة السيارة: حم الناس بها. اهـ.
* الأصالة 23/ 58 .

وقال الشيخ الألباني – متحدّثاً عن سنوات تعليمه في الجامعة الإسلامية بالمدينة -: كنتُ أحمل معي في السيارة مَن أصادف من الطلاب إلى الجامعة أو إلى المدينة، وهكذا كان الحال، ففي جميع الأحيان تكون السيارة مملوءة بهم في الذهاب والإياب.
... وفي أحد الأيام أراد الشيخ محمد عبد الوهاب البنا النزول إلى المدينة، فخرج مع الشيخ إلى سيارته لتوصيله معه، فإذا بالسيارة مملوءة بالطلاب، فلما رأوا الشيخ البنا اضطر أحدهم للتنازل له، وهكذا الحال.
* حياة الألباني (ص 59 – 60) للشيباني.

وقال الشيخ – في شريط 659 من سلسلة الهدى والنور -: ... أحد الأستاذة أو المعلمين الذين كانوا في الجامعة الإسلامية كانوا في القسم الثانوي اسمه الشيخ عبد الله الأدوش، كان من عادته لمّا أنزل إلى الجامعة من سيارتي أمر على الإدارة لعل في بعض الأساتذة ينتظرون عودة سيارة الجامعة الخاصة بالأساتذة ليعودوا بها إلى المدينة، فكنت أنا أقوم بمثل هذا الواجب من التعاون، يعني فأمرُّ على الإدارة فركبوا بعضهم وكان في بعض الأحيان حتى الشيخ الباز...

وقال الشيخ باسم الجوابرة: كان للشيخ الألباني سيارة قديمة صغيرة، فكان إذا أراد أن يسافر إلى مكة أعطاه الشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله- نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة آنذاك سيارة حديثة من الجامعة، للسفر بها، وكان الشيخ ناصر هو السائق لها، وكنا في الطريق نطلب أن نريحه من قيادة السيارة، فكان يرفض! ويقول: لم أستأذن بأن أعطي السيارة لأحد غيري، وكان طوال الطريق يجيب عن الأسئلة، أو يوضح مسألة، دون تعب أو كلل. . (مقالات الألباني/ ص 214).


وذكر الشيخ حسين العوايشة أنه كان يركب في سيارة الشيخ مع إخوة آخرين ذاهبين إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، وقال: ((تخلّف ذات يوم أخٌ لنا ممن كان يرافقنا في صلاة الفجر، في سيارة شيخنا، فقال رحمه الله: ((ينبغي أن نذهب إليه لنطمئن عليه)).
* الأصالة 23/ 45 .

وسُئل الشيخ عصام هادي عن (ماركة) سيارة الشيخ الألباني، فأجاب:
لما استقر شيخنا ــ رحمه الله ــ في الأردن اشترى سيارة مستعملة (فوكس فايجن استيشن) ، وبقيت عنده حتى آخر الثمانينيات ، ثم اشترى أول التسعين السيارة الحديثة التي ذكرت ، وهي (تويوتا موديل كراون أو كارولا) ، فأنا لم أكن أعرف بأنواع السيارت ، والأعلم مني فيها الشيخ محمد الخطيب ؛ فقد كان يسوقها كثيرا .
أما كونها (تويوتا) فهذا قطعاً، والذي يغلب على ظني أنها من فئة كراون ، وكان لونها (شمباني) يعني : الذهبي في بعض البلاد .
* من الأسئلة التي وُجِّهت له في ((منتدى كل السلفيين)).

أما قصة انقلاب السيارة به أثناء سفره للعمرة وإنكاره على الناس قول (يا ستّار)، فقد زاره أخونا خالد الشافعي برفقة الشيخ أبي ليلى الأثري، وسأله عن القصة، فابتسم الشيخ وقال: لم يحدث هذا الشيء معي إطلاقاً.

* جمعها ورتّبها أبو معاوية البيروتي، راجياً أن يكون فيها عبرة وفائدة للإخوة.
==============
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس