[أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي]

قال : لماذا لا تتركوا الناس تتعبد ربها على بساطتها، كما هي، شغلتمونا بأشياء أضاعت منا الخشوع، أشياء ليست بذات أهمية، مثل : ضع يدك هكذا في الصلاة، إنصب قدميك هكذا، ارفع يديك هكذا، دعونا نصلي كما تعلمنا.

قلت : إن تعليم الناس أمور دينهم أمر واجب، فتبليغ الدين واجب، وتركه إثم، فمن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة، فما كان من الأمور الواجبة لابد أن أبين لك وجوبه، وما كان مستحبا فلابد أن أبين لك استحبابه، وما كان مباحا فلابد أن أبين لك إباحته، فإن خلطت أنا بين الأحكام، فأوجبت مستحبا، أو مباحا، كان الخلل مني أنا، بل هذا ما يعد تشددا في الدين، وأما ما كان منك من عدم تركيز أو توفيق أو خشوع، فهذا الخلل منك أنت، وفيك أنت، فإن عدم مقدرتك أنت على الخشوع أو التوفيق بين الأحكام، لأمر عائد إليك أنت، لا يعني عدم تبليغها وتعليمها للناس والتنبيه على ما كان واجبا منها.