عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 02-04-2010, 03:10 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

تكنيــــة الأبنــــــاء :

(يكنّى الرجل بأكبر بنيه فإن لم يكن له ابن فبأكبر بناته، وكذلك المرأة تكنّى بأكبر بنيها، فإن لم يكن لها ابن فبأكبر بناتها) انظر : [تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد : لفضيلة الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب] .

[ومن السنة تكنية المولود بأبي فلان : من المبادئ التربوية التي وضعها الإسلام في تربية المولود تكنية المولود، بأبي فلان ولهذه التكنية آثارنفسية رائعة، وفوائد تربوية عظيمة، وهي كما يلي :

1 :
تنمية شعور التكريم والإحترام في نفسية الولد ، ومنه قول الشاعر :

أكنّيــه حين أناديـــه لأكرمــــه ******* ولا ألقّبـــــــه والسوأة اللقب

2 : تنمية شخصيته الإجتماعية، لاستشعاره أنه بلغ مرتبة الكبار، وسنّ الإحترام.

3 : تعويده أدب الخطاب للكبار، ولمن كان في سنه من الصغار.
ولهذه الفوائد الجليلة والإعتبارات العظيمة، كان صلوات الله وسلامه عليه يُكنّي الأطفال ويناديهم بها، تعليما للمربين وإرشادا لهم ، حتى ينهجوا نهجه، ويسلكوا طريقه في تكنية أولادهم ، ومناداتهم بها].

جاء في الصحيحين عن أنس - رضي الله عنه – قال: [ إن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير يا أبا عمير! ما فعل الـُنغَـيْر ؟ كان له نغير يلعب به فمات] متفق عليه.

الـُنغَـيْر : طائر صغير كان يلعب به] انتهى.
انظر ما بين معقوفين من كتاب : [تربية الأولاد في الإسلام ص 68 – 69].

وقال عمر لصهيب – رضي الله عنهما - : ( أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك ! قال : وما هن ؟ قال : اكتنيت وليس لك ولد، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم، وفيك سرف في الطعام . قال : أما قولك اكتنيت ولم يولد لك، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا يحيى. وأما قولك انتميت إلى العرب ولست منهم، وأنت رجل من الروم، فإني رجل من النمر بن قاسط ، فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفت نسبي. وأما قولك : فيك سرف في الطعام فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (خياركم من أطعم الطعام) (صحيح) انظر : [ السلسلة الصحيحة 1/109 – 111. رقم 44].

قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في التعليق على الحديث :
من فوائد الحديث :


1 - مشروعية الاكتناء لمن لم يكن له ولد ، بل قد صحّ في البخاري وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم –كنّى طفلة صغيرة حينما كساها ثوباً جميلاً فقال لها: (هذا سنا يا أم خالد ! هذا سنا يا أم خالد) .
وقد هجر المسلمون – لا سيما الأعاجم منهم - هذه السنة العربية الإسلامية، فقلّما تجد من يكتني منهم ، ولو كان له طائفة من الأولاد، فكيف من لا ولد له ؟!، وأقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة، مثل: الأفندي، والبيك والباشا، ثم السيد، أو الأستاذ، ونحو ذلك مما بعضه أو كله في باب التزكيــــة المنهي عنها في أحاديث كثيرة، فليتنبّه لهذا .... ].

انتهى كلامه - رحمه الله تعالى وجعل الفردوس الأعلى مأواه -.

ويتبيّن لنا أيضا فائدة أخرى من فوائد الحديث وهي: أن صهيب لم يكن رومي الأصل، إنما هو رجل عربي الأصل سَبته الروم . يدل على ذلك قوله: [وأما قولك انتميت إلى العرب ولست منهم وأنت رجل من الروم، فإني رجل من النمر بن قاسط ، فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفت نسبي].

وعن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت : [ أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال : (ائتوني بأم خالد)، فأتي بها تحمل، فأخذ الخميصة بيده فألبسها. قال : (ابلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي)، وكان فيها علم أخضر أو أصفر . فقال : (يا أم خالد هذا سناه) وهي بالحبشية حسنة . قالت : فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – دعها) رواه البخاري.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس