عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 08-28-2014, 02:00 PM
رضوان بن غلاب أبوسارية رضوان بن غلاب أبوسارية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر.العاصمة.الأبيار
المشاركات: 2,896
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله


اقتباس:
* ونحذّر – كذلك-: من تحكيم العواطف- في النازلة المزلزلة- بحيث يُعمينا ذلك عن ضوابط الشرع الحكيم ، وأصوله ؛ وبخاصة في التعامل مع حكّام الجَور..فلا نطيعهم في معصية-ابتداءً -،ولا نكفّرهم ،ولا نخرج عليهم،ولا نثوّر ضدّهم..
فكم من الشعوب-اليوم-وقد جُرِّب بها..فرأت وعاينت!-رأت أنها بالاستقرار والأمن:تحيا..وتطمئن..وبفقدهما:تذوب وتضمحلّ !!!!

* ونحذّر-أيضاً- مِن أن يكون اختلافُ بعض الآراء في أوضاع هذه الحرب- ومجرياتها- سبباً في التطاعن والتطاحن بين المسلمين- عامة-،وأهل السُّنَّةِ-خاصة-؛ مما لا يُفرح إلا الشيطان ، وجندَه الطَّغام- من إنس أو جانّ -!!
* ونحذِّر -سواءً بسواءٍ- من أن يؤدّي هذا الاختلافُ- أو بعضٌ منه- إلى بَذْرِ الفُرقة والتشتيت بين علماء الأمة وأبنائهم ، وتلاميذهم – لا في محض المخالفة لهم ؛ فالأمرُ بِذا سهلٌ لمن هو له أهلٌ-؛ولكن : في الطعن ، والجرأة ، والافتئات ، والانحياز إلى الـ(أنا) وغرورها القتّال.
* ونحذّر-بعد هذا-كلِّه- من مخالفة الحكمة في البيان- والتي هي : وضعُ الشيء في موضعه- ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبَابِ﴾!
فكم أساء البعضُ إلى دعوة الكتاب والسُّنَّة- مشوِّهين صورتَها في أذهان كثيرٍ من العامة والخاصة-: بسبب إبداء رأيٍ يخالفونهم به، أو إبانةِ موقفٍ لم يوافقوهم عليه ؛ دون التأمّل في عواقبه ونتائجه ومآلاته ؛ «وكم مِن مريدٍ للخير لن يصيبَه»-كما قال الصحابيُّ الجليلُ ابن مسعود-.
ومنه : قولُه-رضي الله عنه-:«مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ، إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً».
ومنه : قولُ الخليفة الراشد عَلِيِّ بن أبي طالب-رضي الله عنه-:«حَدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ، اللهُ وَرَسُولُهُ».
ويجمعُ صفوةَ ذلك-كلِّه-قولُ الإمام أبي إسحاق الشاطبي-رحمه الله-:
«النَّظَرُ فِي مَآلَاتِ الْأَفْعَالِ مُعْتَبَرٌ مَقْصُودٌ – شَرْعًا- كَانَتِ الْأَفْعَالُ مُوَافِقَةً أَوْ مُخَالِفَةً-.
وَذَلِكَ أَنَّ الْمُجْتَهِدَ لَا يَحْكُمُ عَلَى فِعْلٍ مِنَ الْأَفْعَالِ الصَّادِرَةِ عَنِ الْمُكَلَّفِينَ بِالْإِقْدَامِ أَوْ بِالْإِحْجَامِ إِلَّا بَعْدَ نَظَرِهِ إِلَى مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ ذَلِكَ الْفِعْلُ...».
وكذا قولُه-رحمه الله-:
«فَإِذَا نَظَرَ الْمُتَسَبِّبُ إِلَى مَآلَاتِ الْأَسْبَابِ؛ فَرُبَّمَا كَانَ بَاعِثًا لَهُ عَلَى التَّحَرُّزِ مِنْ أَمْثَالِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ؛ إِذْ يَبْدُو لَهُ -يَوْمَ الدِّينِ- مِنْ ذَلِكَ- مَا لَمْ يَكُنْ يَحْتَسِبُ- والعياذُ بالله-».
وهو تأصيلٌ جامعٌ يجبُ أن يتأمَّلَهُ الجميعُ – ناقداً ومنتقِداً-؛ففيه فقهٌ عالٍ بديع .


جزاك الله خيرا شيخنا أبا الحارث ونفع بك ..

محبك أبوسارية
__________________
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ))
عن إبراهيم النخعي قوله هذه الأهواء المختلفة والتباغض فهو الإِغراء ..
قال قتادة إن القوم لما تركوا كتاب الله وعصوا رسله وضيّعوا فرائضه وعطّلوا حدوده ألقى بينهم العدواة والبغضاء إلى يوم القيامة بأعمالهم أعمال السوء ولو أخذ القوم كتاب الله وأمره ما افترقوا.
رد مع اقتباس