عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 11-08-2014, 01:10 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

قال العلامة الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه "تصنيف الناس بين الظن واليقين" (14):
"وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته في مسلاخ من المنتسبين إلى السنة متلفعين بمرط ينسبونه إلى السلفية - ظلما لها - فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بالتهمالفاجرة ، المبنية على الحجج الواهية ، واشتغلوا بضلالة التصنيف .وهذا بلاء عريض ، وفتنة مضلة في تقليص ظل الدين ، وتشتيت جماعته ، وزرع البغضاء بينهم ، وإسقاط حملته من أعين الرعية، وما هنالك من العناد ، وجحد الحق تارة ، ورده أخرى .
صدق الأئمة الهداة : إن رمي العلماء بالنقائص ، وتصنيفهم البائس من البينات ، فتح باب الزندقة"انتهى.
وقال أيضا في المصدر نفسه ص 20:
"لكن بلية لا لعاً لها ، وفتنة وقى الله شرها حين سرت في عصرنا - ظاهرة الشغب هذه إلى من شاء الله من المنتسبين إلى السنة , ودعوى نصرتها ، فاتخذوا (( التصنيف بالتجريح )) دينا وديدناً ، فصاروا إلباً على أقرانهم من أهل السنة ، وحربا على رؤوسهم ، وعظمائهم ، يلحقونهم الأوصاف المرذولة ، و ينبزونهم بالألقاب المستشنعة المهزولة ، حتى بلغت بهم الحال أن فاهوا بقولتهم عن إخوانهم في الاعتقاد ، والسنة ، والأثر: ( هم أضر من اليهود والنصارى ) و ( فلان زنديق )؟؟"انتهى.

وقال أيضا في المصدر نفسه ص 15:
"ومن آحادها السخيفة التي يأتمرون ويتلقون عليها للتصنيف:
* فلان يترحم على فلان ، وهو من الفرقة الفلانية ؟
فانظر كيف يتحجرون رحمة الله ، ويقعون في أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة ، إضافة إلى التصنيف بالإثم .
* إنه يذكر فلانا بالدرس ، وينقل عنه : والذي تحرر لي أن العلماء لا ينقلون عن أهل الأهواء المغلظة ، والبدع الكبرى - المكفرة - ، ولا عن صاحب هوى أو بدعة في بدعته ، ولا متظاهر ببدعة متسافه بها ، داعية إليها .وما دون ذلك ينقلون عنهم على الجادة أي : سبيل الاعتبار ، كالشأن في سياق الشواهد والمتابعات في المرويات .
* ومن مستندات (( المنشقين )) الجراحين : تتبع العثرات ، وتلمس الزلات ، والهفوات . فيجرح بالخطأ ، ويتبع العالم بالزلة ، ولا تغفر له هفوة . وهذا منهج مرد . فمن ذا الذي سلم من الخطأ - غير أنبياء الله ورسله - ، وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات ، لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه ما هم عليه من الحق والهدى والخير الكثير :
من الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
ولو أخذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد ، ولصرنا مثل دودة القز ، تطوي نفسها بنفسها حتى تموت "انتهى.
وقال أيضا رحمه الله في المصدر نفسه ص45:
"- وإن سألت عن الموقف الشرعي من انشقاق هؤلاء بظاهرة التجريح ، فأقول :
أ - احذر هذا الانشقاق لا تقع في مثله مع " المنشقين الجراحين " المبذرين للوقت والجهد والنشاط في قيل وقال ، وكثرة السؤال عن " تصنيف
العباد "، وذلك فيما انشقوا فيه، فهو ذنب تلبسوا به ، وبلوى وقعوا فيها ، وادع لهم بالعافية.
ب - إذا بُليت بالذين يأتون في مجالسهم هذا المنكر " تصنيف الناس بغير حق " واللهث وراءه ، فبادر بإنفاذ أمر الله في مثل من قال الله فيهم :
(( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ))[ الأنعام : 68 ]"انتهى .
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس