عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 08-03-2015, 02:58 AM
عبد الحميد العربي عبد الحميد العربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 421
افتراضي


الاختلاف في وجهة النظر لا يفسد للود قضية يا قوم.
على رسلكما إنها وجهة نظر أدليت بها عن علم ليس إلا.
ولم أكن أتصور أنها تهيج طبائع الظنون والوساوس التي تفسد كيان الفرد وتتلفه.
لقد قرأت جزء الشيخ علي، وفهمت ما يرمي إليه بعد حادثة حرق الطيار معاذ الكساسبة على ايدي مجرمي داعش، وما نجم عنها من منع كتب شيخ الإسلام، وتفهمت كلامه عند حديثه عن مسألة القصاص بالمثل، وأنه قد قال بها الأحباش، وأنا على دراية تامة أن الجزء مخصص لطبقة معينة من المجتمع، ولهذا لم أعترض عليه حين ذكر:
محمد أبا زهرة، وعددا من المسئولين، ولم أعترض عليه حين ذكر صالح سلطان رأس من رؤوس الإخوان، ولا خالد بن سليمان الفهراوي الذي قتل مؤخرا في بغداد، ولا علي الحسني الندوي، ولا إحسان الفقيه.
وقد قلت سابقا: وددت أن الشيخ عليا أعرض عن ذكر (علي جمعة)، لأنه ليس من أهل الإنصاف، ولا يستحق أن يذكر، وفي ذكره إهانة للإنصاف والفكر والعقل والمروءة.
ولو ذكر الشيخ علي قول العلامة الحنفي العيني حين قال: (.... ومن الشائع المستفيض أن الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تيمية من شم عرانين الأفاضل ومن جم براهين الأماثل.....). لما اعترضت عليه.
ولو انتخب أقوال المفكر الجزائري مالك بن نبي في الثناء على ابن تيمية لاستقامت له سياسته الشرعية في الجزء. ولم أعترض عليه.
قال محمد العبدة في " قراءة في فكر بن نبي: (يعترف مالك بأن الذي كان يرده عن الغلو في هذا الاتجاه (القراءات الكثيرة للفكر الغربي) هو ما كان يتلقاه من دروس في التوحيد والفقه، وقراءاته للكتب التي تأتي من المشرق العربي مثل: (الإفلاس المعنوي للسياسة الغربية في الشرق) لأحمد رضا، و(رسالة التوحيد) للشيخ محمد عبده، و(طبائع الاستبداد) للكواكبي، والمجلات الإسلامية الجزائرية مثل (الشهاب) التي يصدرها الشيخ ابن باديس، ولا شك أن ثقافته الشرعية ضعيفة ولكن عنده اطلاع على التاريخ الإسلامي وقدرة على فهم الآيات والأحاديث التي تتعلق بسنة التغيير الاجتماعي وبسبب عمق تفكيره وتحرُّقه على العالم الإسلامي كان يرى أن بذرة عودة الوعي للأمة الإسلامية هي في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي يعتبرها امتداداً لما قام به ابن تيمية في التجديد).
ولول نقل كلام عبد الفتاح أبي غدة الكوثري الصغير في الثناء على ابن تيمية لما اعترضت عليه.
قال عبد الفتاح أبو غدة عن جزء شيخ الاسلام ابن تيمية (الحلال والحرام) والذي طبعه في آخر كتاب (الكسب) لمحمد بن الحسن الشيباني: (هذه رسالة لطيفة صغيرة الحجم، غزيرة العلم، في بعض اصول الحلال والحرام من المعاملات المالية، جادت بها يراعة الإمام الحافظ شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية رحمه الله.....).
وقال في كتابه (العلماء العزاب) (ص:99): (ومن العلماء العزاب: الإمام شيخ الإسلام بن تيمية الحراني الدمشقي....) ثم ذكر له ترجمة حافلة.
وللفائدة فإن معنى شيخ الإسلام عند أبي غدة على ما حدده في ص(30): (وأطلقه (لقب شيخ الإسلام) العلماء السابقون على كل من حاز درجة كبيرة عالية في العلم بالكتاب والسنة، وفي الفضل والصلاح والقدوة، وكان مرجع المسلمين في العلم وشؤون الدين..).
بل اقول ما هو أبعد مشيا مع سياسة الجزء:
ولو نقل الشيخ علي قول جَان هُوفر الباحث الأمريكي، من جامعة "نوتنغهام": (ابن تيميَّة مُفكرٌ كبيرٌ جداً ومعروفٌ)، ثم شرع جان هوفر في ذكر مصنفات شيخ الإسلام. لما اعترضت عليه.


أظن أن في هذه الجمل كافية في تطهير القلوب من الظنون والوساوس.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


رد مع اقتباس