عرض مشاركة واحدة
  #151  
قديم 10-06-2015, 08:19 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


بعض الأسئلة التي وُجِّهت للشيخ عصام هادي عن الإمام الألباني
في منتدى كل السلفيين


1 - مِن خلال ملازمَتِك للشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ هل ثمة كتب غريبة ونادرة يستعين بها الشيخ ؛ خلافا للكتب المعروفة ــ سواء في التخريج أو التراجم أو ضبط الرواة أو غيرها من العلوم ــ ؟
الجواب:
نعم ، كان يستخدم (تاج العروس) للزبيدي في ضبط الرواة ، وأيضاً لمعرفة من هم وخصوصاً المتأخرين منهم .
وبعض الناس يعتقد أن تاج العروس لا يحتاجه إلا اللغوي فقط ، وهذا خطأ .
ومن الكتب كذلك : معجم البلدان.

2 - السؤال: هل صحيح أنّ الألبانيَ أكمل قراءة كتاب و هو على أدراج سلّم المكتبة؟
الجواب:
لقد أشاع بعض الإخوة أن شيخنا ــ رحمه الله ــ قرأ كتابا أو كان يقرأ الكتب وهو واقف على السلم .
وهذا غير صحيح ؛ بل ما الفائدة من قراءة كتاب على سلم ؟!
فهذا لا يفعله من هو دون الإمام الألباني ، فكيف بشيخنا رحمه الله ؟!
كن أصل هذه العبارة المحرفة أن شيخنا ــ رحمه الله ،ــ لما كان يبحث عن الورقة الضائعة من كتاب (ذم الملاهي) لابن أبي الدنيا ، ومر على مخطوطات الظاهرية وهو يستعرض أوراقها ؛ كانت مخطوطات وأوراق في رف مرتفع ، فكان شيخنا ــ رحمه الله ــ يضع السلم ، ويمر على هذه المخطوطات وهو عليه .
وقد أشار شيخنا نفسه ــ رحمه الله ــ إلى هذا ، فقال في قصة الورقة الضائعة: (فقد أتى عليّ من أيام كنت أضطر فيها إلى أن أنصب السلم، فأرقى عليه ساعات في دراستها في موضعها دراسة سريعة ، فإذا اخترت شيئا منها لدراستها دراسة فحص وتدقيق ؛ طلبت من الموظف المختص أن ينزلها ويأتي بها إلى المنضدة ).

3 – السؤال: سمعت الشيخ المأربي يقول أن الشيخ كان يقود سيارة جديدة ونسي (ماركة) السيارة, فهل تتذكرها يا شيخ؟
وهذا السؤال كان يراودني مذ أن كان سني سبعة عشر سنة و ها أنا قد شارفت على الثلاثين ولازال السؤال قائما في ذهني.
الجواب:
لما استقر شيخنا ــ رحمه الله ــ في الأردن اشترى سيارة مستعمله (فوكس فايجن استيشن) ، وبقيت عنده حتى آخر الثمانينيات ، ثم اشترى أول التسعين السيارة الحديثة التي ذكرت ، وهي (تويوتا موديل كراون أو كارولا) ، فأنا لم أكن أعرف بأنواع السيارت ، والأعلم مني فيها الشيخ محمد الخطيب ؛ فقد كان يسوقها كثيرا .
أما كونها (تويوتا) فهذا قطعا ، والذي يغلب على ظني أنها من فئة كراون ، وكان لونها (شمباني) يعني : الذهبي في بعض البلاد .

4 - السؤال: ماهو برنامج الشيخ اليومي؟وكم الوقت الذي كان يقضيه في المكتبه يوميًا؟

الجواب:
كنت آتي الشيخ عقب صلاة الفجر بخمس أو عشر دقائق ، فأجد شيخنا - رحمه الله- مستمراً في الكتابة ، فأجلس معه ، ثم في الساعة السابعة صباحاً يذهب إلى الراحة لمدة ساعتين ، وأحياناً يذهب الساعة الثامنة ، وأحياناً التاسعة حسب التوقيت صيفاً وشتاء ، وأحياناً يصلي الفجر وينام حسب حاجته - رحمه الله - .
المهم أنه كان فترة الصباح ينام ساعتين ، ثم يستمر في العمل دون كلل أو انقطاع إلا لحاجة ، وكنت أبقى أنا إلى صلاة الظهر ، فسألت عن وقت الشيخ بعد ، فقيل لي بأنه يستمر في العمل ، وأحياناً ينام بعد العصر ، ثم يستمر في العلم إلى منتصف الليل .
هذا غالباً ، وإلا فإذا احتاج إلى النوم نام ، فمرة كان عنده مجلس بعد العشاء ، فجئته بعد المغرب ، فقال : (أنا متعب ، وأحتاج إلى النوم قليلاً) ، فنام ، ثم اسيقظ قبل العشاء ، وذهبنا ، فصلينا في الطريق.

وكان رحمه الله يجيب على أسئلة الهاتف بعد العشاء مدة ساعتين يومياً ــ رحمه الله ــ.

5 - حدّثنا عن عناية الشيخ بـ(القرآن الكريم)، وهل كان يتعاهد حفظه؟ وكيف؟
الجواب:
أما عناية شيخنا ــ رحمه الله ــ بالحفظ فالذي رأيته منه شدة الذكاء مع التذكر الشديد ، وسرعة الاستحضار ، هذا ما لمسته من شيخنا رحمه الله مع قوله متواضعاً : (أنا نَسَّاء) .
وأما تعاهده لكتاب الله ؛ فحسبك سماع أشرطته واستحضاره للآيات من كتاب الله ، مع أنه لم يكن يحفظ القرآن كله ، لكنه كان يستحضره ، ولقد كان في محل الساعات في دمشق وهو يعمل ، يضع المصحف أمامه ، ويقرأ من كتاب الله في الأوقات التي لا يحتاج فيها إلى أن ينظر في الساعة التي يصلحها .
ولقد رأيته عدة مرات في رمضان بعد التراويح يقرأ بتلاوة حسنة متخشعة في بيته وهو ينتظر اتصال المستفتين.
وحسبك أنه كان يذهب مسافة بعيدة من داره في جبل الهملان في ماركا الجنوبية إلى ضاحية النزهة ليصلي خلف إمام كان يحب تلاوته للقرآن ، ومرة سمع عن شخص في مصلى المسلخ ، فذهب عدة مرات للصلاة خلفه.
ومرة سألني عن إمام متقن يخشع المرء خلفه في القيام ، فأخذته إلى مسجد بجوار بيتي يصلي فيه بعض إخواننا ، فلما صلى خلفه شيخنا رحمه الله ، وفرغ من صلاته قال لي : (إذا ركبنا السيارة ادع لي الإمام ، فلا أريد أن أكلمه أمام مصليه) ، فقلت للأخ : (اركب معنا السيارة فشيخنا يريدك في أمر) ، فلما ركب قال له شيخنا : (صلاتك طيبة ، وكذا تلاوتك الحسنة ، ما شاء الله ، لكن ما لك ولإطالة الدعاء ؟! فهذا ليس من هديه صلى الله عليه وسلم، فلو قصرت من دعائك.

6 - شيخنا عصام هادي وفقك الله تعالى :
كيف كان حرص شيخكـ ؛على جمع كلمة المسلمين ؛و
علاقته بالشيخين ابن باز وابن عثيمين
مراسلاته مع طلبته وأهل العلم في كل مكان من العالم...
الجواب:
أما علاقة شيخنا رحمه الله بالإمام ابن باز رحمه الله فهي علاقة عظيمة وكبيرة ترجع إلى سنوات طوال وعمل متواصل في نشر الدعوة السلفية في بلاد الشام ؛ خاصة والعالم الإسلامي عامة ،
فكان من تعاونهم مع الإمام ابن باز في نشر الكتب السلفية ، وكذا إفاد عدد من الطلبة من بلاد الشام ليدرسوا في معاهد وجامعات السعودية ليعودوا إلى بلادهم وهم يحملون العلم النافع ، وكان بينهما تواصل في الرسائل والاتصال إلى آخر حياة شيخنا الألباني رحمه الله .
وأما الإمام ابن عثيمين فكان يتواصل مع شيخنا أيضاً وكذا شيخنا ، وهناك في الأشرطة المسجلة بعضاً من هذه الاتصالات رحمهم الله جميعاً.
وأما مراسلات شيخنا فكان رحمه الله يراسل ويكتب إلى أهل العلم ويكتبون له .
وللفائدة : فإن شيخنا ــ رحمه الله ــ لم يكن يفرط في رسالة من تلك الرسائل أبداً ، فكان يضعها في جرار في مكتبته ، وليت ورثة شيخنا ينشطون في مطالعتها ونشر ما ليس خاصا منها ، ومن عجيب ذلك : أن أحد المؤلفين تناول كتاب (صفة صلاة النبي صلى الله وسلم) ومقدمته الجديدة بالقدح ، فقال لي شيخنا رحمه الله : (ابحث في هذا الجرار فسوف تجد رسالة من فلان يمدح فيها كتابي صفة الصلاة) ، فبحثتُ حتى وقفت على هذه الرسالة التي يزيد عمرها على ثلاثين سنة ، فقلتُ : لله درك يا شيخنا إذا أنت كما تقول : (نسّاء) وتذكر رسالة من ثلاثين سنة فماذا نقول نحن!!!!

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس