عرض مشاركة واحدة
  #145  
قديم 02-14-2017, 08:52 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

.
· قوله –تعالى-: { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } الزخرف: 57 .

روى أَحمدُ عن أَبي يحيى مَولى ابنِ عقيلٍ الأَنصاريِّ قال: قال ابنُ عباسٍ -رضي الله عنهما-:

لقد عَلمتُ آيةً من القرآن ما سأَلني عنها رجلٌ قَطُّ، فما أَدري أَعَلِمها الناسُ فلم يسأَلوا عنها، أَم لم يَفطَنوا لها فيَسأَلوا عنها؟!
ثم طفِقَ يُحدِّثُنا، فلما قام تَلاوَمْنا أَن لا نكونَ سأَلناه عنها فقلتُ: إِنا لها إِذا راح غداً، فلما راح الغَدَ قلتُ: يا ابنَ عباسٍ ذكرتَ أَمسِ أَنَّ آيةً من القرآنِ لم يسأَلْك عنها رجلٌ قطُّ، فلا تَدري أَعَلِمها الناسُ فلم يسألوا عنها، أَم لم يَفطَنوا لها؟ فقلتُ: أَخبرني عنها وعن اللاتي قرأْتَ قبلَها، قال: نعم، إِنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال لِقريشٍ: ( يا معشرَ قريشٍ إِنه ليسَ أَحدٌ يُعبَدُ من دون اللهِ فيه خيرٌ ) وقد علمتْ قريشٌ أَنَّ النصارى تَعبدُ عيسى ابنَ مريمَ، وما تقولُ في محمدٍ، [وفي "مجمع الزوائد": (وما يقولُ محمدٌ)]
فقالوا: يا محمدُ، أَلستَ تزعمُ أَنَّ عيسى كان نبياً وعبداً من عبادِ الله صالحا؟ فَلَئِن كنت صادقاً فإِنَّ آلهَتَهُم لَكَما تقولونَ!
قال: فأَنزلَ اللهُ -عز وجل-: { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ }
قال: قلتُ: ما يَصِدُّون؟
قال: يضِجُّون(1)، { وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ(2) لِلسَّاعَةِ } قال: هو خروجُ عيسى ابنِ مريمَ -عليه السلام- قبلَ يومِ القيامةِ.

حسَّنه شيخُنا الأَلباني في "السلسلة"، وكذا الشيخ شعيب في تعليقه على المسند.
__________
(1) قال في "المصباح المنير": ضَجَّ يَضِجُّ، مِنْ بَابِ ضَرَبَ، ضَجِيجًا، إذَا فَزِعَ مِنْ شَيْءٍ خَافَهُ فَصَاحَ وَجَلَبَ، وَسَمِعْتُ ضَجَّةَ الْقَوْمِ أَيْ جَلَبَتَهُمْ.
(2) نَبَّه بعضُ المعلقين على طبعة "المسند" على أَنها هنا بفتح العين، على قراءة ابن عباسٍ وغيره.
قال الشوكاني: قرأَ الجمهورُ: { لَعِلْمٌ } بصيغةِ المصدر، جعلَ المسيحَ عِلماً؛ مُبالغةً لِما يحصلُ من العلمِ بِحصولِها عند نزولِه. وقرأَ ابنُ عباسٍ وأَبو هريرة وأَبو مالك الغِفاري وقتادةُ ومالكُ بن دينار والضحاكُ وزيدُ بنُ علي بفتح العَين واللام، أَي: خُروجه عَلَمٌ من أَعلامها، وشرطٌ من شروطِها.
وقرأ أَبو نضرةَ وعكرمةُ: ( وإِنه لَلْعَلَمُ ) بلامين مع فتح العين واللام، أَي: لَلعلامةُ التي يعرف بها قيامُ الساعةِ.
__________________
.
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
رد مع اقتباس