عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 04-22-2017, 01:40 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

9. هي الضمان الوحيد ضد الضلال والفرقة والانقسام، والوسيلة الأولى لإقامة الأخوة الإيمانية وتقوية روابطها، لتقف شامخة متماسكة أمام تحديات أهل الكفر، والإلحاد، وفرق الضلال.

قال الله - تعالى - : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [سورة آل عمران 103].

وقال تعالى : ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [سورة النساء 65].

10. هي صمام الأمان الموصل إلى رضوان الله - تعالى - ومغفرته وجنته ومعرفته ومعرفة محابه وشرعه. قال الله - تعالى - : ﴿سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [سورة الحديد 21].

11. إن معظم الشرور والنكبات والبلايا كانت بسبب انتكاسة مفهوم العقيدة في النفوس، وفساد التصورات للمبادئ الأساسية : ولذلك وقع النزاع في مسائل الإيمان، والشغب والتشكيك والإنقسام، وخرجوا عن منهج أهل السنة والجماعة، وأضاعوا جهود الأمة، وسفكوا دماءً بريئة مؤمنة، وافترقت الأمة فرقاً وأحزابا، ولن يقوم صرح الاخوة الإيمانية عاليًا إلا بتصحيح الاعتقاد، وتصفيته من الشوائب والشركيات، والخرافات، وتطبيق هذا الدين تطبيقا علميًا وعمليا، سليما في العبادات والسلوكيات، قدوتنا في ذلك رسولنا - صلى الله عليه وسلم - : قال - تعالى - : ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً [سورة الأحزاب 21].

وذلك بعد تنقية السنة من الآراء والمحدثات المخالفة للنصوص الصريحة الصحيحة، ومما أدخل فيها ما ليس منها، وذلك لتمييز الغثّ من السمين، والصحيح والحسن من الضعيف والموضوع والسقيم ، وما لا أصل له.

وقد دعا شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - إلى رفع لواء " التصفية والتربية "، وبذل قصارى جهده، وجلّ عمره لتحقيق دعوته، وأجابه إلى ذلك ثلّة من الأخيار من أهل العلم الشرعي – علماء وطلبة علم - على مستوى العالم، وانتشرت بفضل الله - تعالى - نهضة علمية حديثية في أرجاء العالم.

12. بالعقيدة السليمة يتحرر المسلم من الرق للمخلوقين، ومن اتباع غير المرسلين. قال - تعالى - : ﴿إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ۞ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ۞ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ۞ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ۞ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا [سورة الأحزاب 64 – 68].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس