عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-12-2012, 03:54 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حديث "عفوا تعف نساؤكم" حديث موضوع.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم النسور السلفية مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ما هي صحة حديث "عفوا تعف نساؤكم"؟ وهل معناه صحيح؟ وهل قصت ان زدت لزاد السقّا صحيحة؟ وقصة اخرى تشبهها عن رجل ترك زوجته في المنزل وذهب وامسك يد امرأة أجنبية عنه عندما عاد لمنزله اكتشف ان رجلا أتى وامسك يد زوجته بنفس الطريقة...هل هذه القصص صحيحة ؟
جزاكم الله خيرا
وإياكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الحبيبة " أم النسور السلفية ".

هذا الحديث لم يصح، وهو بمعنى قولهم : كما تدين تدان. - إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

1. أما حديث "عُفّوا تعفَّ نساؤكم" فقد رُوِيَ عن عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (عفوا تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ومن اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل عذره، لم يرد علي الحوض) .

حكمه : (موضوع).
انظر : [ضعيف الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1671].

إن الحديث إذا تُصُدِّرَ بمبني للمجهول كما في قول : (رُوِيَ ويُروى) أو (قيلَ ويُقال) فإن ذلك عند علماء الحديث يدلّ على وهنه وضعفه.

2. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : (عفوا عن نساء الناس، تعف نساؤكم، وبروا آباءكم، تبركم أبناؤكم، ومن أتاه أخوه متنصلا، فليقبل ذلك محقا كان أو مبطلا، فإن لم يفعل، لم يرد علي الحوض).

حكمه : (ضعيف).
انظر : [ضعيف الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1667].

وإن هذا الحديث بمعنى قول الإمام الشافعي رحمه الله – تعالى - :

عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنـَّـبوا ما لا يليق بمسلـم
إن الزنا دين فإن أقرضتَـــــه *** كان الوَفا من أهل بيتك فاعلم.
َ
وعليه فإن قصصاً تتردد أيضاً بمعناه، ومنها قصة : (دقة بدقة ولو زدت لزاد السقّا) وهي قصة وليست حديثا ... يُضْرَب بها المثل للتحذير من الزنا ومقدماته من تقبيل ولمس وغيره ... والله أعلم بمدى صحتها.

وقد قيلت عن أخ وأخت في بغداد، وزوج وزوجة في بخارى، وكذلك في دمشق.

قال الله - تعالى - : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [سورة فاطر 18].

ولنا فيما صحّ من كتاب الله - تبارك وتعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما يغنينا عن هذه القصص التي يظهر عليها الوضع.

كما أن هذه القصص إذا لم يتحقق من مدى صحتها، فإنها سبب في هلاك الأمــــــــة والعيـــــــــــاذ بالله، كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بني إسرائيل بقوله : (إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا). (حديث حسن).
انظر : السلسلة الصحيحة 4/ 264 رقم 1681].

وقال شيخنا الألباني - رحمه الله – في التعليق على الحديث : [قصوا : قال في النهاية : لما هلكوا قصّوا أي اتكلوا على القول وتركوا العمل، فكان ذلك سبب هلاكهم، أو بالعكس، لما هلكوا بتركِ العمل أخلدوا إلى القصص.
ومن الممكن أن يقال إن سبب هلاكهم اهتمام وُعّاظهم بالقصص والحكايات، دون الفقه والعلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم، فيحملهم ذلك على العمل الصالح لمّا فعلوا ذلك هلكوا].

3. أما قول : كما تَدين تُدان، فإنه يَستشْهِد به الكثيرون على أنه من الأحاديث الصحيحة، إلا أنه لم يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –، أذكر منها ما يلي لبيان ضعفها فقط :

** (البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان). ‌

حكمه : (ضعيف). ‌ تحقيق الألباني - رحمه الله تعالى .
انظر : [ضعيف الجامع حديث رقم: 2369].

** (مكتوب في الإنجيل كما تدين تدان وبالكيل الذي تكيل تكتال) . ‌

حكمه : (ضعيف). تحقيق الألباني - رحمه الله تعالى -.
انظر : [ضعيف الجامع حديث رقم: 5270].‌

** (مكتوب في التوراة كما تدين تدان وكما تزرع تحصد) .

حكمه : (لا أصل له مرفوعا) تحقيق الألباني - رحمه الله تعالى -.
انظر : [السلسلة الضعيفة جـ 10 رقم 4510].

** (.... يا موسى ! إرحم ترحم، يا موسى ! كما تدين تدان ... )

حكمه : (موضوع).تحقيق الألباني - رحمه الله تعالى .
انظر : [ظلال الجنة جـ 1 رقم 696].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس