عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-07-2013, 12:04 PM
ابو العبدين البصري ابو العبدين البصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 2,253
افتراضي المؤمن في الفتنة يجب ان يتخلق بأخلاق الفتنة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد: فهذه فائدة عزيزة من درر كلام شيخنا المفضال أبي عبد الله فتحي بن سلطان الموصلي حفظه الباري_ جل وعلا_ فان الناس عند وقوع الفتنة والنازلة يحتاجون للطف في مطالبتهم للخروج منها وأعانتهم.

لان الناس في الفتنة تغيب عنهم كثير من المسلمات ومن عايش الفتن عرف ذلك منهم عياناً.

ولهذا قال: العلامة ابن القيم _رحمه الله تعالى_:" العبد دائما متقلب بين أحكام الأوامر وأحكام النوازل فهو محتاج بل مضطر إلى العون عند الأوامر وإلى اللطف عند النوازل وعلى قدر قيامه بالأوامر يحصل له من اللطف عند النوازل فإن كمل القيام بالأوامر ظاهرا وباطنا ناله اللطف ظاهرا وباطنا وإن قام بصورها دون حقائقها وبواطنها ناله اللطف في الظاهر وقل نصيبه من اللطف في الباطن.
فإن قلت: وما اللطف الباطن فهو ما يحصل للقلب عند النوازل من السكينة والطمأنينة وزوال القلق والاضطراب والجزع فيستخذى بين يدي سيده ذليلا له مستكينا ناظرا إليه بقلبه ساكنا إليه بروحه وسره قد شغله مشاهدة لطفه به عن شدة ما هو فيه من الألم وقد غيبه عن شهود ذلك معرفته بحسن اختياره له وأنه عبد محض يجري عليه سيده أحكامه رضى أو سخط فإن رضى نال الرضا وإن سخط فحظه السخط فهذا اللطف الباطن ثمرة تلك المعاملة الباطنة يزيد بزيادتها وينقص بنقصانها
" .

قال: شيخنا فتحي الموصلي _حفظه الله تعالى_: "فالأوامر تحتاج الى العون والنوازل تحتاج إلى اللطف أي في الإحداث السياسية في الفتن نحتاج الى اللطف فيما بيننا.

في العمل في الدعوة ينبغي أن نتعاون وهذا من فقه الدعوة يا اخوان ونحن الآن على العكس نحن في الأوامر نتهاون ونتساهل ونتميع ولا نلتفت الى واجب التعاون الشرعي بين المسلمين في تحصيل الخير وفي دفع الشر!
فاذا وقعت فتنة أو نازلة بدأنا نطالب الناس بالخروج منها بالتكليف والمشقة والإلزام!

كان شيخ الإسلام يخاطب الدعاة والعلماء بهذا الكلام لما دخل التتار:

قال الشيخ :"المؤمن في الفتنة يجب ان يتخلق بأخلاق الفتنة وأخلاق الفتنة:

1_ الشجاعة:
شجاعة القلب لا شجاعة البدن واللسان والتهور.
2_ السماحة.
3_ الرحمة.

لأن هناك حال السلامة وحال الفتنة ولكل احكام ولهذا لما وقعت نازلة حاطب ابن ابي بلتعة كان ارحم الناس به النبي_ صلى الله عليه وسلم_ بل بشره في هذه النازلة بأمر عظيم "لعل الله اطلع على اهل بدر.....".

إذا اللطف عند الفتنة والنازلة والتعاون عند الأوامر والتعليم عند الابتداء والتيسير عند الوقوع في الخطأ لقوله عليه الصلاة والسلام" افعل ولا حرج....أ.هـ.

__________________
قال الشاطبي _رحمه الله تعالى_ :" قال الغزالي في بعض كتبه : أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهّال أهل الحق ، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدْلال ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء ، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة ، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها".
الاعتصام للشاطبي (1_494).

قلت:رحم الله الشاطبي والغزالي لو رأى حالنا اليوم كم نفرنا اناسا عن الحق وسددنا الطريق على العلماء الناصحين الربانيين؟!
رد مع اقتباس