عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 10-30-2013, 04:48 PM
انور الدبوبي انور الدبوبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الاردن / عمان
المشاركات: 161
افتراضي فوائد من شرح الشيخ ابن عثيمين لكتاب رياض الصالحين(16)

21 ـ نذكركم بحديث يروى عن النبي أنه قال حين رجع من تبوك : ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) يعني جهاد النفس ، وهذا الحديث لا أصل له ، ولا يصح عن النبي ، لكنه متداول بين الناس إلا أنه من الأحاديث التي لا أصل لها ، لأنه أحياناً يشتهر على ألسن الناس أحاديث ليس لها إسناد ، وليس لها صحة كقول بعضهم : ( حب الوطن من الإيمان ) هذا غير صحيح ، بل حب الديار الإسلامية من الإيمان ، أما الوطن فقد يرتحل الإنسان ويهاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام ، ولا يكون حبها من الإيمان ، بل دار الكفر مبغوضة هي وأهلها ، أما الديار الإسلامية فحبها من الإيمان سواء كانت وطنك أم لا . ص330 .

22 ـ قال : ( ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) رواه مسلم .

سلوك الطريق يشمل الطريق الحسي الذي تقرعه الأقدام ، مثل أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم سواء كان مكان العلم مسجداً أو مدرسة أو كلية أو غير ذلك ، ومن ذلك أيضاَ الرحلة في طلب العلم أن يرتحل الإنسان من بلده إلى بلد آخر يلتمس العلم فهذا سلك طريقاَ يلتمس فيه علماً .

والطريق الثاني الطريق المعنوي ، وهو أن يلتمس العلم من أفواه العلماء ومن بطون الكتب فالذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية وإن كان جالساً على كرسيه فإنه قد سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ولو كان جالساً . ص433 ـ434 .

23 ـ ليعلم أن ذكر الله عزوجل هو ذكر القلب وأما ذكر اللسان مجرداً عن ذكر القلب فإنه ناقص ، ويدل على هذا قوله : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ) ولم يقل من أسكتنا لسانه عن ذكرنا ، فالذكر النافع هو ذكر القلب ، وذكر القلب يكون في كل شيء ، يعني معنى ذلك أن الإنسان وهو يمشي وهو قاعد وهو مضطجع إذا تفكر في آيات الله عزوجل فهذا من ذكر الله . ص 460 .

24 ـ إذا أعياك الشيء وعجزت عنه قل : ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) فإن الله تعالى يعينك عليه ، وليست هذه الكلمة كلمة استرجاع كما يفعله كثير من الناس إذا قيل له : حصلت المصيبة الفلانية قال : لاحول ولا قوة إلا بالله . ولكن كلمة الاسترجاع أن تقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أما هذه فهي كلمة استعانة وإذا أردت أن الله يعينك على شيء فقل : لاحول ولا قوة إلا بالله .

المهم أن كلمة ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) كنز من كنوز الجنة تقولها أيها الإنسان عندما يعييك الشيء ويثقلك وتعجز عنه قل : ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) ييسر لك الأمر . ص522 .

25 ـ سميت سورة الإخلاص بهذا الإسم لأن الله تعالى أخلصها لنفسه فلم يذكر فيها شيئاً إلا يتعلق بنفسه ، ليس فيها ذكر لأحكام الطهارة أو الصلاة أو البيع أو غير ذلك ، بل كلها مخلصة لله عزوجل .

ثم إن الذي يقرؤها يكمل إخلاصه لله تعالى فهي مخلصة ومخلصة ، تخلص قارءها من الشرك . ص544 .

هذا ما من الله به من فوائد المجلد الخامس وفوائد المجلد السادس والأخير تأتي تباعاً .

------------------------------------------------------------------------------------

فوائد المجلد السادس والأخير :


1 ـ قال تعالى : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين ءامنوا وكانوا يتقون ) .


قد أخذ شيخ الإسلام ابن تيمية من هذه الآية عبارة قال فيها : من كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً . ص60 .


2 ـ شاع عند الناس كلمة غير صحيحة وهي قولهم : لاغيبة لفاسق .

هذا ليس حديثاً وليس قولاً مقبولاً ، بل الفاسق له غيبة مثل غيره ، فإذا ذكرنا فسقه على وجه العيب والسب فإن ذلك لا يجوز لكن إذا ذكرناه على سبيل النصيحة والتحذير منه فلا بأس به بل قد يجب .

والمهم أن هذه العبارة ليست حديثاً عن الرسول عليه الصلاة والسلام وليست على إطلاقها أيضاً بل في ذلك تفصيل كما تقدم . ص111 .

3 ـ بعد أن ذكر الإمام النووي في أحد الأبواب مايباح من الغيبة ، علق الشيخ بن عثيمين على ذلك فقال :

وكلامه ليس بعده كلام ، لأنه كله كلام جيد وصواب وله أدلة ، فنسأل الله أن يغفر للمؤلف الحافظ النووي ، وأن يجمعنا به في جناته . ص 136 .

4 ـ عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت : أتيت النبي فقلت : إن أبا الجهم ومعاوية خطباني ؟ فقال رسول الله : (أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه ) . وفي رواية لمسلم : ( وأما أبو الجهم فضراب للنساء ).


قيل إن معنى قوله : (لا يضع العصا عن عاتقه ) أنه كثير الأسفار ، لأن صاحب السفر
في ذلك الوقت يسافر بالإبل ويحتاج العصا ، والظاهر أن المعنى واحد يعني ضراب للنساء ولا يضع العصا عن عاتقه بمعنى واحد لأن الروايات يفسر بعضها بعضاً . ص140 .

5 ـ لعن المعين من كبائر الذنوب ، يعني لا يجوز أن تلعن إنساناً بعينه فتقول : اللهم العن فلاناً أو تقول : لعنة الله عليك ، أو ما أشبه ذلك ، حتى لو كان كافراً وهو حي فإنه لا يجوز أن تلعنه لأن النبي لما صار يقول : اللهم العن فلاناً ، اللهم العن فلاناً يعينهم قال الله له : ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) .

ومن الناس من تأخذه الغيرة فيلعن الرجل المعين إذا كان كافراً وهذا لايجوز ، لأنك لاتدري فلعل الله أن يهديه ، وكم من إنسان كان من أشد الناس عداوة للمسلمين والإسلام هداه الله وصار من خيار عباد الله المؤمنين . ص191 ـ192 .

لكن يجوز أن تقول : اللهم العن الظالمين على سبيل العموم وليس شخصاً واحداً معيناً فيشمل كل ظالم وكذلك ثبت عن النبي أنه لعن الواصلة والمستوصلة وهذا في النساء .

فتخصيص أحد بعينه باللعن هذا حرام ولايجوز أما على سبيل العموم فلا بأس . ص202 ـ 204 .
__________________
قال الحسن البصري
إن النفس أمارة بالسوء ، فإن عصتْك في الطاعة فاعصها أنت في المعصية .
رد مع اقتباس