[أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي]

قال : إذا كان الدين عند الله الإسلام، فلماذا أنزل الله باقي الأديان؟

قلت : إن الله لم ينزل أديانا مختلفة بل هو دين واحد، وهو الإسلام بمعناه العام، ألا وهو التوحيد، فالإسلام كمصطلح له معنيان، معنى عام وهو التوحيد، ومعنى خاص وهو الشريعة التي أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم، فالله عز وجل ما أنزل إلا دينا واحدا وهو ما كان عليه جميع الأنبياء، عقيدة واحدة، ولكن التي اختلفت هي الشرائع المتمثلة بالأوامر والنواهي، وهي بمثابة نظام حكم، ومنهج حياة، وامتحان واختبار، شرعها الله عز وجل لكل أهل زمان بحسب ما يناسب طبيعتهم وظروف حياتهم، وفي تنوعها حكمة، حتى يميز الله من يتبع شرعه امتثالا، ممن يريد اتباع عادة أبائه وأجداده، ومن الحكمة أيضا طرح ما غير وبدل من قبل في دينهم وشرائعهم، ثم ارتضى الله عز وجل شريعة الإسلام التي أنزلها على محمد صلى الله عليه وسلم لكل الناس، إلى قيام الساعة، وتكفل سبحانه وتعالى حفظها بنفسه.