عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-25-2011, 10:30 AM
ابو الحارث ابو الحارث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 251
افتراضي

أخي أبا معاوية لعل ابن كثير أشار الى ذلك في مقدمته بقوله (1 ص7):
"فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟
فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: { إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } [ النساء: 105] ، وقال تعالى: { وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [ النحل: 44] ، وقال تعالى: { وَمَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [النحل: 64] .
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" (1) يعني: السنة. والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل (2) القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي، رحمه الله (3) وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك."

وكذلك القرطبي (الجزء الأول ص 37):
"باب تبيين الكتاب بالسنة، وما جاء في ذلك قال الله تعالى: " وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم " (1).
وقال تعالى: " فليحذر الذين يخلفون عن امره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم "".

وكذلك (جزء 9 صفحة 112):
"وقال: " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا " (6) [ الأعراف: 204 ] على ما تقدم.
وقال: " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " (2) [ الإسراء: 110 ] أي بقراءتك، وهذا كله مجمل أجمله في كتابه، وأحال على نبيه في بيانه، فقال جل ذكره: " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم " (2) [ النحل: 44 ] فبين صلى الله عليه وسلم مواقيت الصلاة، وعدد الركعات والسجدات، وصفة جميع الصلوات فرضها وسننها، وما لا تصح [ الصلاة ] (7) إلا به من الفرائض وما يستحب فيها من السنن والفضائل، فقال في صحيح البخاري: " صلوا كما رأيتموني أصلي "."

وكذلك في تفسير البغوي (جزء 5 ص 21):
"وقيل: تأويله وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم [أرسلناهم] (1) بالبينات والزبر. { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } أراد بالذكر الوحي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مبينا للوحي، وبيان الكتاب يطلب من السنة"
__________________
العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه
محمد سعيد أبو الرُّب
رد مع اقتباس