عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-05-2009, 09:22 PM
نوفل الجبوري نوفل الجبوري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: العراق _ صلاح الدين _ناحية العلم
المشاركات: 190
افتراضي العقد المدني واجب شرعي

السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته / وبعد :
الحقيقة ان الموضوع شيق وجميل وفيه فوائد عظيمة ، واحب المشاركة مع الاخوة الكرام فأقول وبالله استعين ،
اولا ما هو العقد الشرعي وما هو العقد المدني وما الفرق بينهما ؟ الواقع ان لا فرق بينهما ، فشروط العقد من مهر وولي وشهود وايجاب وقبول موجود في كلا العقدين ، الا اذا كان في بعض الاقطار من عدم وجوب موافقة الولي ان وجد شئ من ذلك في بعض بلاد المسلمين فيكون العقد به باطلا ، واما ما يعتقده البعض من أن العقد لا يصح الا بكلمات معلومات و بشيخ له لحية ويكون امام مسجد وغير ذلك مما يعتقده العوام فهذا لا صحة له ، ولكن من حب الناس للدين وعزة الشرف عند المسلمين واعتقادهم ان هذه الكلمات هي من شروط العقد تمسكوا بها ، والا فهل لاحد القدرة على القول ان زواج الجاهلية ليس شرعيا ؟ علما انهم لا دين لهم ولا كلمات معينة يتلفظون بها الا الموافقة للولي والزوجة والصداق وفي بعض الاحيان يفقد الشهود ان كانوا يسكنون في خيمة وفي وسط الصحراء فيخطبها الرجل من ابيها ويصدقها ويحملها من ساعته الى بيته ؟ وقولي شرعي اي ان الوطئ والولد والميراث كله حلال ،
ولكن يفضل العقد المدني لما فيه من سهولة حفظ حقوق الزوجة ؟ ونحن نعرف في بلدنا العراق _ حفظه الله من كل مكروه وخلصه من محنته _ ان العقد المدني ان يذهب الزوجان وولي امر الزوجة والشهود الى قاضي الاحوال الشخصية في المحاكم المدنية ويتم العقد ويصدر بموجبه وثيقة شرعية ويتم بموجبها استبدال هويات الاحوال المدنية التي فيها اثبات الزواج من الزوج والزوجة وبهذا تحفظ حقوق الزوجة من استخراج الهويات المدنية لاولادها من زوجها وميراثها وكل ما يترتب على الزواج الشرعي ،
واما العقد الشرعي الذي نسميه في العراق ( عقد الملا _ اي الشيخ الديني _ ) فهو لا يختلف شيئا عن العقد المدني الا انه اذا ما حصلت خلوة بين الزوجين قبل العرس وقبل واقعة الدخول الرسمية وحصل بينهما شئ مما يحصل بين الزوجين وهذا هو بيت القصيد لأن المخطوبين يكونان اشوق الى بعضهما وهذه مسألة معروفة لكل الناس وليست بخافية على احد ، وهنا يصلح التذكير بعدم ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الصائم من ان يقبل زوجته ؟ لأنه لا يملك إربه ؟ اقول فاذا ما وقع الزوجان بهذا المحذور ان صح التعبير ثم قدر الله ان يموت الزوج والزوجة قد حملت منه او فقدت عذريتها فهنا ستبدأ معاناة الزوجة في الاثبات واقامة الدعاوى في المحاكم ولا شك انها سيلحقها واهلها بعض العار وان لم يكن شرعيا ولكن هي في غنى عن ذلك ؟
ولهذا فمن باب الاحتياط ان لا يختلي الزوجان قبل العرس حفاظا على الزوجة وسمعتها ،هذا كله في مسألة منع الخلوة بين المخطوبين ، علما ان كلمة المخطوبين تعني الذين عقدا عقد الزواج ولم ينقل الزوج زوجته من بيت اهلها الى بيته ويصنع وليمة العرس الشرعية ، اما ما تعارف الناس عليه الآن من ان الخطوبة تعني خطبة الرجل للمرأة وحصلت الموافقة ولم يعقدا عقد الزواج بعد فهنا اي خلوة هي حرام قطعا وهذه من عادات النصارى التي ابتلي بها المسلمون هذه الايام فعمت البلوى بها وخدعت بها كثيرا من المسلمات ولا حول ولا قوة الا بالله ،
واما اختلاف عمر وعبد الله ابن عمر رضي الله عنهما في مسألة حديث ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) فهذا من باب درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، ثم اذا كان هذا في عهد عمر فكيف بنا اليوم ؟ والله لمنعهن خير من خروجهن بالف مرة ، هذا ما لدي من المشاركة مع اخواني الجزائريين ، فان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن الشيطان واستغفر الله واتوب ..
رد مع اقتباس