عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 04-21-2017, 10:57 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي خصائص العقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة

7. سالمة من الإضطراب والتناقض : قال الله - تعالى - : ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [سورة النساء 82].
ولا يعني ذلك الجمود والتقليد الأعمى للرجال، وذلك الإذعان للحق الذي جاء به هؤلاء الرجال، فالمقلّد كالبهيمة العجماء، والسلفيّ يتبع ولا يبتدع، ويبحث ويأخذ من حيث أخذوا.

قال الله - تعالى - : ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة الأعراف 157].

8. عقيدة بيّنة واضحة لا غموض فيها ولا التباس : قال الله - تعالى - : ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [سورة القمر 17].

وقال الله - تعالى - : ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ۞ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [سورة الزمر27 ــ 28].

9. تزرع في قلوب أهلها تعظيم نصوص الوحيين الكتاب والسنة، والتأصيل عليهما فلا يستغنى بأحدهما عن الآخر : قال الله - تعالى - : ﴿مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [سورة الحشر 7].

وقال الله - تعالى - : ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا [سورة الاحزاب 36].

وعن المقدام بن معد يكرب الكندي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (يوشك الرجل متكئًا على أريكته ، يحدث بحديث من حديثي فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله - عز وجل -، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مثل ما حرم الله) صحيح رواه : ابن ماجه. انظر [سنن ابن ماجه 1/ 6 رقم 12] و [صحيح الجامع 8186] و [المشكاة 163].

10. تربط أهلها بالسلف الصالح، إذ هم الأسوة الحسنة في هذا السبيل : قال الله - تعالى - : ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا [سورة الأحزاب 21].

وقال الله – تعالى - : ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ۞ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ۞ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [سورة الحشر 8 ــ 10].

وعن صالح بن جبير - رحمه الله تعالى - أنه قال : قدم علينا أبو جمعه الأنصاري صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت المقدس ليصلي فيه، ومعنا رجاء بن حيْوه يومئذ، فلما انصرف، خرجنا لنشيّعه، فلما أردنا الإنصراف، قال إن لكم جائزة وحقا، أحدّثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : فقلنا : هاته يرحمُك الله ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا معاذ بن جبل عاشر عشرة، قال : فقلنا : يا رسول الله ! هل من قومٍ هم أعظم منا أجرا، آمنا بك واتبعناك ؟ قال : ما يمنعكم من ذلك ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أَظْهُرِكُمْ، يأتيكم بالوحي من السماء ؟ بل قوم يأتون من بعدكم، يأتيهم كتابٌ بين لوحين يؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا) [السلسلة الصحيحة 3310].

11. تتميز العقيدة السلفية بالشمول والبساطة والوضوح، فهي : صالحة لكل زمان ومكان، ومُصلحة لشؤون كل مستمسك بها في كل زمان ومكان : لأنها جاءت من لدن حكيم خبير – سبحانه – ونبيٍ كريمٍ – صلى الله عليه وسلم ــ مؤيدٍ بالوحي مسددِ من ربه – تبارك وتعالى -.

وتحدّثت عن جميع المسائل الغيبية سواء كانت متعلقة بالإلاهيات، الكتب السماوية، النبوة، الصحابة، الملائكة، الجن، الحياة، الموت، النشور، الجنة، النار، القضاء، القدر، وكرامات الأولياء، وغيرها] ا هـ. (*)
ـــــــــــــــــــــــــــ
(*) من كتاب المقدمة الرشيدة في علم العقيدة لفضيلة الشيخ : محمد موسى نصر حفظه الله. من ص (82 – 91 ). بتصرف يسير، كإضافة بعض الأدلة.
_____________

وإضافة لما تقدم أعلاه :

1. إن من أهم خصائص عقيدة السلف :
الوسطية والإعتدال في إثبات الأسماء والصفات لله - عزّ وجلّ -، فحملة العقيدة السلفية يثبتون ما أثبت الله - تعالى – لنفسه، وما أثبته رسوله - صلى الله عليه وسلم، وينفون ما نفى الله - تعالى – عنه وما نفاه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، دون تكييف، ولا تحريف، ولا تمثيل، ولا تشبيه، ولا نفي، ولا تأويل باطل، فهم وسط بين المجسّمة والنفاة، بين المؤولين والمحرّفين، وبين المثبتين باللفظ دون المعنى، وسط بين المرجئة والخوارج، وبين الروافض والنواصب في آل البيت.

2. من خصائص العقيدة السلفية الرد على المخالفين بالعدل والإنصاف، وبالحجة والبرهان والبيان : قال الله – تعالى - : ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۞ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [سورة البقرة 111 ــ 112].

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه إليه دحية الكلبي، وأمَرهُ أن يَدفعَهُ إلى عظيم بُصرى، ليدفعه إلى قيصر، فإذا فيه : (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلامٌ على من اتبع الهدى، أما بعد : فإني أدعوك بداعية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فعليك إثم الأريسيين، و(يا أهل الكتاب تعالوْا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) (متفق عليه).

وفي رواية لمسلم قال : (من محمد رسول الله ...) وقال : (... إثم اليريسيين). وقال : (بدعاية الإسلام). انظر : [مشكاة المصابيح 3926].

الأريسيين : قيل: [إِنهم أتباع عبداللَّه بن أَريس، كما في فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني (كتاب التفسير) ما نصه : وحكى غيره أن الأريسيين ينسبون إلى عبدالله بن أريس: رجل كانت النصارى تعظمه ابتدع في دينهم أشياء مخالفة لدين عيسى].

وفي رواية أخرى : الأكارين وهو العمال الذي يعملون بالكراء.
وفي أخرى : الفلاحين والمراد به رعاياه كلهم من أهل مملكته؛ لأن عدم إيمانه كان سببًا في عدم إيمانهم؛ من حيث إنهم مقلدون له فيما يعمل ويرى.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتنا على الحق، وأن يردنا إلى إسلامنا إلى ديننا ردًّا جميلا، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.


أم عبدالله نجلاء الصالح

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس