عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 09-25-2011, 05:45 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

13- شيخنا الفاضل: هناك دعوى حول شيخِكم الإمام الألباني بأنه مُتساهل جدًّا في تصحيحِ الأحاديث الضَّعيفة، وأنه لم يهتمَّ بِنقدِ المَتن؛ فما ردُّ فضيلتكم حول هذا الكلام؟ وجزاكم الله كلَّ خير.
الجواب:
أنا أقولُ -بعد حَمدِنا لربِّنا- بأنَّ هاتَين الشُّبهتين واهيتَان؛ بل واهيتان جدًّا.
أمَّا أنه مُتساهل: فهذا كلامٌ باطل، وقولٌ عاطِل؛ لأنَّ الذين يتَّهمونَه بالتَّساهُل؛ لا يَستطيعون أن يأتُوا بِحُجَّة على دعواهم؛ إلا في بعضِ الأحاديث الحسنةِ، والحديثُ الحسَن -كما يُقال-إن جاز التَّعبير- مرتبة بين مَرتَبتَين؛ وبالتَّالي: فالأمرُ فيه حَرِجٌ وشائكٌ ودقيق، وكلمةُ الإمام الذَّهبي في كتابِه «الموقِظة» مشهورةٌ؛ قال: (أنا على إياسٍ أن أجِدَ للحديثِ الحسَنِ ضابطًا، بل إن المحدِّث الواحد لربَّما يحسِّن الحديثَ اليوم، ولربَّما يستضعفه غدًا).
هذه واحدة.
أما النُّقطة الثَّانية: فهي الانتقادُ بِما هو خطأ بشريٌّ مَحضٌ، كأن يُحسِّن الشيخُ حديثًا، أو يُصحِّحهُ، وهو يظنُّ أن فلانًا -من رُواتِه- ثِقة، ويكون هو ضعيفًا؛ لتشابُهِ الاسمِ، أو تقارُب الطَّبقة؛ فهذا مِن الظُّلم أن يُقال: (تَساهُل)، وهو خطأ بشريٌّ وقع فيه أكابرُ الحُفَّاظ -من قبلُ، ومن بعدُ-، والأمثلة عليهِ كثيرةٌ -وكثيرةٌ جدًّا-.
أمَّا دعوى نقدِ المَتن: فهذه دَعوى -أيضًا- باطِلةٌ، فالشَّيخُ -رحمهُ اللهُ- يَسير -في ذلك- على سَنن أهل الحديث، وكلامُه في حديثِ: «خلقَ اللهُ التُّربةَ يومَ السَّبت»، وشرحُه له، وتصحيحُه إياه -سَندًا-، وبيانُه إيَّاه -متنًا-، ونقدُه لأحاديثَ أُخرى -كما في المجلَّد الأوَّل من «الضَّعيفة»-؛ مما يُبيِّن تفرُّدَه، وعُلوَّ كعبِهِ في بابِ نقدِ الأحاديثِ مَتنًا.
لكن: الشَّيخ لا يتوسَّع في النَّقدِ المَتنيِّ؛ لأنَّ في هذا فتحًا لبابِ العقلانيِّين والعصرانيِّين لأَن يرُدُّوا السُّنة.
وإنَّما الشيخُ يبحثُ في وُجوهِ الجَمع، ووجوهِ اللغةِ، ووُجوهِ القولِ والبيانِ والبلاغةِ؛ حتى يكونَ -هنالك- مخرَجٌ سائغٌ ومقبولٌ خيرٌ -بألفِ مرَّة ومرَّة- مِن أن يُردَّ حديثٌ، ثم أن يُفتحَ بابٌ لأهل البِدعِ وأهلِ الأهواء في نقدِ السُّنَّة والتَّعدِّي عليها، وهذا ما رأيناهُ مِن جاهلٍ -عندنا-، ألَّف كتابًا سمَّاهُ: «صحيح صحيح البخاري»!! وهذا -كما يُقال- مما تضحكُ منهُ الثَّكالى.
وهنالك آخر لبناني كتب كتابًا حول البُخاري -أيضًا-، ولم يبقَ مِن ذهني إلا أنَّ اسمَه: «..كذا.. أوزون»، والحمدُ لله أنَّ (طبقةَ الأوزون) قد اختُرقت، وهذا المبتدِعُ -إن شاء اللهُ- أنَّه احتُرِق ببدعتِه وضلالتِه -التي يَردُّ بها السُّنَّة-بِهَواه وعقله-.
واللهُ -عزَّ وجلَّ- يُهيِّئ لسُنَّةِ نبيِّه جهابذةً -على مرِّ العُصور-، يَنفونَ عنها تأويلَ الجاهِلين، وانتِحالَ المُبطِلين، وغُلوَّ الغالِين.
واللهُ المسدِّد.
المصدر: لقاء البالتوك (22/3/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، وفي ظني أنها في غرفة مركز الإمام الألباني-، (33:30). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.