عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-10-2011, 07:29 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مَتى تقـــــــال الإستعــــــاذة ؟

متى تـُقــــــال الاستعــــــاذة ؟

1. عند قراءة القرآن الكريم: عند البدء بالتلاوة سواء في أول السور أو في أوسطها. لقول الله - تعالى -: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [سورة النحل: 98].

2. وتقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه قبل القراءة بعد أدعية الإستفتاح في صلاة قيام الليل:
أ.
فعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام من الليل كبَر، ثمَ يقول : (لا إله إلا الله ثلاثا)، ثمَ يقول: (الله أكبر كبيرا، ثلاثا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه، ثم يقرأ) انظر: [إرواء الغليل 341].
ب. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام من الليل يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه). قال: وكان رسول الله ﷺ يقول: (تعوَذوا من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه، ونفثه) قالوا: يا رسول الله ! وما همزه ونفخه ونفثه ؟. قال: (أما همزه: فهذه المؤتة التي تأخذ بني آدم. وأما نفخه: فالكِبْر. وأما نفثُه: فالشِّعر). انظر: [إرواء الغليل 2/ 56 ــ 57 رقم 342].
وقوله ﷺ: (فهذه المؤتة التي تأخذ بني آدم). أي: «صرعه».
ت. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه، ونفثه، قبل القراءة في صلاة قيام الليل: فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام من الليل كبّر، ثم يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاثا، ثم يقول: الله أكبر كبيرا ثلاثا، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ) [قال الشيخ الألباني: صحيح] انظر: [سنن ابي داود 1/ 206 رقم 775].

3. عند دخول المسجد: عن بن عمرو - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله ﷺ إذا دخل المسجد قال: (أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، وقال إذا قال ذلك حفظ منه سائر اليوم) [صحيح الجامع 4715].

4. عند الجماع لتحصين الذرية: قال الله - تعالى - في دعاء امرأة عمران أم مريم: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ۞ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [سورة آل عمران: 35 - 36].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ: (ما من مولود يولد إلا نَخَسَهُ الشيطان، فيستهلُّ صارِخًا مِن نَخْسَةِ الشيطان، إلا ابن مريم وأمَه) [مختصر مسلم 1619].
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله ﷺ: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قُضِيَ بينهما ولد من ذلك، لم يضرَه الشيطان أبدا) (متفق عليه). [صحيح الجامع 5241].

5. عند الفتن: قال الله - تعالى -: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ [سورة الأعراف: 27].
وقال - تعالى -: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ۞ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [سورة المؤمنون: 97 - 98].

6. عند تعرض الشيطان: إذ أن الشيطان عدوٌّ متربص. حفظ الله - تعالى - أولياءه منه، فقال - سبحانه -: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ [سورة الحجر: 42].
وحفظ الله - تبارك وتعالى - رسولنا محمد ﷺ عندما جاءه الشيطان وبيده شهاب من نار يريد أن يحرق وجهه الشريف ﷺ، فأراه الله إياه وأمكنه منه، فاستعاذ بالله - تعالى - منه ولعنه؛ فردَه الله خاسئا.
عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قام رسول الله ﷺ فسمعناه يقول: (أعوذ بالله منك) ثمَ قال: (ألعنك بلعنة الله التامة) ثلاثا، وبسط يده كأنه يتناول شيئا، فلما فرغ من الصلاة، قلنا: يا رسول الله ! قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله من قبل ذلك ؟ ورأيناك بسطت يدك، قال: (إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار، ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك ــ ثلاث مرات ــ ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر ــ ثلاث مرات ــ ثم أردت آخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدانُ أهل المدينة) [مختصرمسلم 308] و [صحيح الجامع 2108] و [إرواء الغليل391].
وهذا من أدب رسولنا محمد ﷺ مع أبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام -؛ إذ تذكَّر دعاءَه لله - تبارك وتعالى- أن يغفر له ويهبه ملكًا لا ينبغي لأحد مِن بعده؛ فأطلق رسولُ الله ﷺ إبليسَ بعد أن أمكنه الله تعالى منه؛ فردَّه الله خاسئًا؛ ولا عجب؛ فالله هو خالقه والقادر عليه.
وفي رواية عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ: (إنَ عفريتا من الجن تفلَتَ عليَّ البارحة ليقطع عليَ الصلاة، فأمكنني الله منه، فذعتَُهُ، وأردتُ أن أربطهُ إلى ساريةٍ من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ فردَه الله خاسئا) (متفق عليه).

ولا تعارض بين لعن رسول الله ﷺ للشيطان في هذا الحديث الشريف؛ وبين النهي عن سبه فيما رواه أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله ﷺ أنه قال: (لا تسبوا الشيطان، وتعوذوا بالله من شره).(صحيح) انظر: [صحيح الجامع].
إن اللعن ليس مرادفًا للسب، فالسبَّ: شتم؛ واللعن: دعاء بالطرد عن الرحمة، ولأن إبليس بادر بالعداوة والإيذاء لرسول الله ﷺ وحرق وجهه الكريم؛ فاستعاذ بالله - تعالى - منه؛ لأنه لا يدفعه إلا الله - جلَّ في علاه -؛ ولعنُهُ كان جزاءً وفاقا على سوء فِعله.
وقد ذكر المناوي علَّة النهي عن سب الشيطانِ فقال: [إن السبَّ لا يدفع ضره ولا يغني من عداوته شيئا، ولكن تعوذوا بالله من شره، فإنه المالك لأمره الدافع لكيده عمن شاء من عباده]. اهـ. انظر: [فيض القدير شرح الجامع الصغير 6/ 400 رقم 9789].

7. عند الغفلة، أو الخطأ والنسيان؛ قال الله - تعالى -: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ۞ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ۞ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [سورة الأعراف: 199 ــ 201].


يُتبع - إن شاء الله تعالى -


متى تقــــــــــال الاستعــــــــــاذة ؟
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس