عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 04-21-2017, 10:19 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

5. متصلة السند برسول الله - صلى الله عليه وسلم – : قال الله - تعالى - :﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [سورة النجم 3 – 4]. [1].

6. أهلها مؤتلفون لا مختلفون، متفقون لا متفرقون : فهي تعمل على توحيد أهلها لأن توحيد الكلمة لا يقوم على غير كلمة التوحيد والعمل بمقتضاها، واجتماع الأفهام مظنة اجتماع الأبدان.

وقال الإمام ابن قتيبة – رحمه الله تعالى - : [إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ]. نقله في : [درء التعارض 8/ 463].

وقال الإمام أبو المظفر السمعاني – رحمه الله تعالى ــ : [ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق : أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة، أولها وآخرها، قديمها وحديثها، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطرًا من الأقطار، في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة، ونمط واحد يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها، ولا يميلون عنها، قلوبهم في ذلك على قلب واحد، ونقلهم لا ترى فيه اختلافا، ولا افتراقا في شيئ ما وإن قلّ، بل ولو جمعت ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه على قلب واحد، وجرى على لسان واحد.

وهل على الحق دليل أبْيَن من هذا ؟ ... وكان السبب في اتفاق أهل الحديث أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة، وطريق النقل، فأورَثَهم الإتفاق والإئتلاف، وأهل البدعة أخذوا الدين من المعقولات والآراء، فأورثهم الافتراق والاختلاف]. ا هـ. انظر : [مختصر الصواعق المرسلة (2/ 425)].

وقال قوام السنة الأصبهاني – رحمه الله تعالى - : [وكان السبب في اتفاق أهل الحديث، أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل، فأورثهم الاتفاق والائتلاف]. [الحجة 2/ 226].

وقال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى - : [وأما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء، ولا تبلغ الفرقة من هؤلاء قريبا مبلغ الفرقة الناجية، فضلا عن أن تكون بقدرها، بل قد تكون الفرقة منها في غاية القلة، وشعار هذه الفرق : مفارقة الكتاب والسنة والإجماع]. [مجموع الفتاوى 3/ 346].

وقال الإمام الشاطبي – رحمه الله تعالى - : [قال الله – تعالى - : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [سورة آل عمران 103].

فبَيَّنَ أن التأليف إنما يحصل عن الائتلاف على التعلق بمعنى واحد، وأما إذا تعلق كل شيعة بحبلٍ غير ما تعلقت به الأخرى، فلا بدّ من التفرق، وهو معنى قوله الله – تعالى - : ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [سورة الأنعام 153].

ورحم الله أبا العالية الرياحي القائل : [عليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يتفرقوا]. [أخرجه ابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص 26)].

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
___________

[1]. وقال الله - تعالى - : ﴿كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ۞ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ [سورة الأعراف 2 – 3].

وقال الله - تعالى - : ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [سورة الأعراف 158].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس