عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-30-2010, 07:38 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تفسير القرآن بالسنة النبوية المطهرة جـ 2

مقدمة يسيرة في التفسير

تفسير القرآن بالسنة النبوية المطهرة.

2. تفسير القرآن بالسنة النبوية المطهرة التي تلقاها رسولنا - صلى الله عليه وسلم - عن الوحي جبريل عليه الصلاة والسلام.

قال الله - تعالى - : {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ *عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [سورة الشعراء 192 – 195].
امتنّ الله على رسولنا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي الهداية والرحمة بأن أنزل القرآن الكريم كلام الله – تبارك وتعالى - على قلبه فهو أحب الخلق إلى الله، وأتقاهم له، وأعلمهم بحلاله وحرامه، فقد عُرفَ بصدقه وأمانته ورجاحة عقله وفصاحة لسانه، وحُسن خلقه، امتدحه الله بقوله : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [سورة القلم : 4].
أتاه الله جوامع الكلم، فكان من أفصح الناس لسانا، وأبلغهم بيانا، بلـّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فجزاه الله عنا خير ما جزى به نبياً عن أمته.
قال الله – تعالى - في كتابه العزيز : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [سورة الفتح : 28].
أرسله الله - تبارك وتعالى - بالهدى ودين الحق، مبيناً ومفسراً لما جاء في كتاب الله - تبارك وتعالى - من أحكام، وعبادات، ومواريث، وحقوق، وواجبات، وأخلاق، وآداب، وعِبر وعِظات.
وقال الله – تعالى - : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة النحل : 43 ــ 44].

قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى – في كتابه القيم : منزلة السنة في الإسلام : [والذي أراه أن هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة يشتمل على نوعين من البيان :
الأول : بيان اللفظ ونظمه وهو تبليغ القرآن وعدم كتمانه وأداؤه إلى الأمة كما أنزله الله - تبارك وتعالى - على قلبه - صلى الله عليه وسلم -. وهو المراد بقوله - تعالى - : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [سورة المائدة: 67].
وقد قالت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - في حديث لها: (ومن حدثكم أن محمدًا كتمَ شيئًا أمر بتبليغه فقد أعظم على الله الفرية). ثم تلت الآية المذكورة [أخرجه الشيخان].
وفي رواية لمسلم: (لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتِمًا شيئًا أمِرَ بتبليغه لكَتـَمَ قوله - تعالى -: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [سورة الأحزاب : 37 ].
والآخر: بيان معنى اللفظ أو الجملة أو الآية الذي تحتاج الأمة إلى بيانه وأكثر ما يكون ذلك في الآيات المجملة أو العامة أو المطلقة فتأتي السنة فتوضح المجمل وتخصص العام وتقيد المطلق . وذلك يكون بقوله - صلى الله عليه وسلم - كما يكون بفعله وإقراره.


ضرورة السنة لفهم القرآن وأمثلة على ذلك :

قوله تعالى : {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [سورة المائدة 38] مثال صالح لذلك فإن السارق فيه مطلق كاليد، فبينت السنة القولية الأول منهما وقيَّدَتْهُ بالسارق الذي يسرق ربع دينار، بقوله - صلى الله عليه وسلم - : (لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا) [أخرجه الشيخان] .
كما بينت الآخر بفعله - صلى الله عليه وسلم - أو فعل أصحابه وإقراره، فإنهم كانوا يقطعون يد السارق من عند المفصل كما هو معروف في كتب الحديث، وبينت السنة القولية اليد المذكورة في آية التيمم : {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} [سورة النساء : 43] و [سورة المائدة : 6] بأنها الكف أيضا بقوله - صلى الله عليه وسلم - : (التيمم ضربة للوجه والكفين) [أخرجه أحمد والشيخان وغيرهم من حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنهما -] .

وإليكم بعض الآيات الأخرى التي لا يمكن فهمها فهمًا صحيحًا على مراد الله - تعالى - إلا من طريق السنة :


1. قوله – تعالى -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الأنعام : 82]،
فقد فـَهـِمَ أصحابُ النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله : (بظلم) على عمومه الذي يشمل كل ظلم ٍ ولو كان صغيرا، ولذلك استشكلوا الآية فقالوا : يا رسول الله ! أيّنا لم يلبس أيمانه بظلم ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: (ليس بذلك إنما هو الشرك، ألا تسمعوا إلى قول لقمان : {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان : 13] [أخرجه الشيخان وغيرهما].


2. وقوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة النساء 101].
فظاهر هذه الآية يقتضي: أن قصر الصلاة في السفر مشروط له الخوف، ولذلك سَأل بعض الصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : ما بالنا نَقْصِرْ وقد أمِنـّا ؟ قال : (صدقة تصدّق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته) [رواه مسلم] .

3 . وقوله - تعالى -: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ} [سورة المائدة: 3]. فبينت السنة القولية أن ميتة الجراد والسمك والكبد والطحال من الدم حلال. فقال - صلى الله عليه وسلم -: (أحلت لنا ميتتان ودمان : الجراد والحوت) (أي السمك بجميع أنواعه والكبد والطحال) [أخرجه البيهقي وغيره مرفوعا وموقوفا وإسناد الموقوف صحيح، وهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي].

4. وقوله - تعالى -: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ} [سورة الأنعام: 145]. ثم جاءت السنة فحرّمت أشياء لم ُتذكر في هذه الآية كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير حرام).

وفي الباب أحاديث أخرى في النهي عن ذلك . كقوله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر :(إن الله ورسوله ينهيانكم عن الحُمُر الإنسية، فإنها رجس) [أخرجه الشيخان] .

5. وقوله - تعالى - : {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [سورة الأعراف : 32] . فبينت السنة أيضا أن من الزينة ما هو محرم فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه خرج يوماً على أصحابه، وفي إحدى يديه حرير، وفي الأخرى ذهب، فقال : (هذان حرامٌ على ذكور أمتي حلّ لإناثهم) [أخرجه الحاكم وصححه]
. [انتهى كلامه رحمه الله – تعالى -]. انظر : [منزلة السنة في الإسلام 3 -7].

ومن أمثلة ما جاء في تفسير الكتاب بالسنَة :

1. تفسير (الصلاة الوسطى : بصلاة العصر) وذلك في قوله - تعالى - : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلهِ قَانِتِينَ} [سورة البقرة : 238].
فعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : " حبس المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة العصر، حتى احمرَت الشمس، أو اصفرَت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – " : (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا، أو قال : حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا) [مختصر مسلم 217].


2. وتفسير (القوة : بالرمي) وذلك في قوله - تعالى - : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [سورة الأنفال : 60].
وفي الحديث الذي رواه عقبة بن عامر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (ألا إن القوَة الرمي، ألا إن القوَة الرمي، ألا إن القوَة الرمي) مختصر مسلم 1101].

3. وتفسير (الزيادة : بالنظر إلى وجه الله الكريم) وذلك في قوله - تعالى - :{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة يونس : 26]. وعن صهيب - رضي الله عنه - قال: " تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} وقال - صلى الله عليه وسلم - : (إذ دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يُريدُ أن يُنجزكُموه، فيقولون: وما هو ؟ ألم يُثقل الله مَوازيننا، ويبيَض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، وينجَنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقرَ لأعينهم ) [صحيح الجامع 521].


فالحسنى: هي الجنة، والزيادة هي : رؤية أهلها وجه الله الكريم ، جعلنا الله - تعالى - منهم بفضله ومنـّه وكرمه ورحمته.

إنّ هذه أمور غيبية جاءت من لدن حكيم خبير، حاشا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتكلم أو يخوض فيما ليس له به علم، إنما هو مبلَغ عن ربه - سبحانه وتعالى -، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. قال الله - تعالى - : {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [سورة النجم 1 ــ 5].

4. عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه قال : قال رسول لله - صلى الله عليه وسلم - : (لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها : أم يعقوب، فجاءت إليه فقالت : بلغني عنك أنك قلت كيت وكيت، قال : ومالي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في كتاب الله، قالت : إني لأقرأ ما بين لوحيه فما وجدته، قال : (إن كنت قرأته فقد وجدته، أما قرأت {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} قالت : بلى، قال : فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عنه، قالت : فإني لأظن أهلك يفعلون، قال اذهبي فانظري، فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئا، قالت: ما رأيت شيئا، قال عبد الله: لو كانت كما تقولين ما جامعتنا) صحيح انظر : [سنن ابن ماجة 1/ 640 رقم 1989].
ومثلها من استدل بعدم وجوب إعفاء اللحية للرجال لعدم وجود نص صريح في كتاب الله العزيز يدل على ذلك، والله - تعالى - يقول : {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَـليْهِمْ حَفِيظًا} [سورة النساء 80].

ولقد رأيت بأم عيني من تُـجادل بالقرآن، وهي عن العمل بما جاء به أبعد. دلّ على ذلك ظاهرها والله أعلم بالسرائر - هدانا الله تعالى وإياها -.

قالت مستنكرة سؤال إحدى الأخوات عن غسل الميتة على السُـنة: [سُـنَة ... سُـنَة ... سُـنة؛ لمَ تشغلون أنفسكم بالسنَة؟ ... ما علينا بالسنًة !! علينا بما جاء في كتاب الله فقط، علينا بالقرآن الكريم - وكأنها تعظمه - !!].

هذه وأمثالها إما أن يكونوا ممن يسمّون أنفسهم: (بالقرآنيين) وإن أتيتهم بنصوص صريحة صحيحة من السنة النبوية المطهرة، يأبوْن اعتمادها أو الأخذ بها، يقولون لا نرضى بغير القرآن بديلا؛ وإما أن يكونوا مقلدين لهم، بدافع حبهم لله - تعالى - ولكتابه العزيز - زعموا -.

فلِمَ غضَوا الطرف عن قوله - تعالى -: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [سورة الحشر 7] إن كانوا يحبونه حقًا ؟؟ أليست آية محكمة في كتاب الله - تبارك وتعالى - إن كانوا يعظمونه ؟.

بلى وربِّ إنها لآيةٌ محكمةٌ نؤمن بها كما جاءت؛ إلا أنهم - هداهم الله تعالى وردَّهم إليه ردًّا جميلا - استدلوا على تسميتهم (بالقرآنيين) وتركهم للسنة، بقوله - تبارك وتعالى -: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [سورة الأنعام : 38].

وقوله تعالى: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}[سورة الإسراء : 12].


يتبع - إن شاء الله تعالى
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس