عرض مشاركة واحدة
  #116  
قديم 02-14-2013, 01:59 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي



أَلقابُ علماء الحديث : أمير المؤمنين ، الحافظ ، المحدِّث ، المسنِد .

(أمير المؤمنين) :
هو مَن أحاط علمًا بأغلب الأحاديث ؛ حتى لا يفوتَه منها إلا اليسير.

(الحافظ) :
هو مَن يعرف مِن كل طبقة أكثرَ مما يجهله ، وهو مَن يشتغل بعلم الحديث -روايةً ودرايةً-.

(المحدِّث) :
هو مَن يشتغل بعلم الحديث -رواية ودراية-، ويطّلع على كثير من الروايات، وأحوال رُواتها.

(المُسنِد) :
هو مَن يروي الحديثَ بسندِه- سواءٌ أكان عنده علمٌ أم مجرد الرواية-.

قلتُ:
وأرجحُ الأقوال في لَقَبَيِ (الحاكم)،و(الحُجّة): أنهما لقبا مدحٍ أو وصف ؛ ليسا لَقَبَيْ تصنيف علمي ذي اعتبار ودَلالة-وبخاصّةٍ فيما قيل بخصوص ذِكر الأرقام ! وأنه : مَن يحفظ كذا وكذا ألف حديث! -!
(فائدة):
وَرَدَ في تعبير بعض العلماءِ الوصفُ بأنَّ فلاناً: (حَديثيٌّ)!
وقد ذَكَرَ الحافظُ ابن حجر –رحمه الله-تعالى- أن المقصود بهذا: (المبتدئ في علم الحديث).

وبعد:
فما أجملَ ما قاله الشيخ محمد أبو شُهبة-رحمه الله-لمّا ذكر بعضَ هذه الألقابِ ، وأشار إلى ما يُذكر في شرح بعضها أنه مَن يحفظ كذا وكذا ألف حديث...!-:
« ... إنّما هو باعتبار أزمانهم وعصورهم الأولى ؛ أما في عصورنا هذه فينبغي التسامحُ في ذلك.
وإلا فإنّنا لا نجدُ من ينطبق عليه وصفُ (المحدث) - فضلاً عن غيره من الألقاب-!
ومِن قبلُ لاحَظَ بعضُ الأئمة عِزَّةَ مَن يُطلَق على هذه الألقاب! فما بالك بعصرنا هذا؟!
وغاية (المحدِّث)- في عصرنا-إن وُجد- أن يُحيطَ بعلم الحديث –روايةً-, والقُدرة على البحث والتفتيش عن الرجال، وجَرحهم وتعديلهم ِمن بطون الكتب, وقراءة« الكتب الستة» ،و«الموطأ» ،و«المسند»، و«المستدرك»، و«سنن الدارَقُطني»، و«البيهقي»- ونحوها-، وكثرة الُمداومة على قراءة هذه الكتب, والبحث والتفتيش حتى تتكوَّنَ عنده مَلَكَةٌ بالعلم بما فيها؛ بحيث يتمكّن من استخراج أيِّ حديثٍ منها إذا أراد، والعلم بمُعظَم الأحاديث -فقهًا وغريبًا-.
ولا أدري ما إذا كان يُوجَد في عصرنا هذا مَن يستأهلُ لقبَ (المحدِّث) مع التسامح أم لا؟!
لقد أصبح لقبُ (المحدِّث) يُمنح لمن دون ذلك بكثير!».

قلتُ:
وقد سأل الحافظُ تقيُّ الدين السُّبْكيُّ الحافظَ جمالَ الدين المِزّي : « ما حَدُّ الحفظ الذي إذا انتهى إليه الرجلُ جاز أن يُطلَق عليه: (الحافظ)؟
قال: يُرجَع إلى أهل العُرْف.
فقلتُ: وأين أهلُ العُرف؟! قليلٌ –جدًا-.
قال: أقلّ ما يكونُ أن يكونَ الرجالُ الذين يعرفهم ويعرف تراجمَهم وأحوالَهم وبلدانَهم أكثرَ من الذين لا يعرفهم؛ ليكون الحكمُ للغالب.
فقلت له: هذا عزيزٌ في هذا الزمان، أدركتَ أنت أحدًا كذلك؟!
فقال: ما رأينا مثلَ الشيخ شرف الدين الدِّمياطي.
ثم قال: وابنُ دقيق العيد كان له في هذا مشاركةٌ جيدة، ولكنْ ؛ أين السُّها من الثرى؟!
فقلت: كان يصل إلى هذا الحدّ!؟
قال: ما هو إلا كان يشارك مشاركة جيدة في هذا- أعني: في الأسانيد-، وكان في المتون أكثرَ؛ لأجل الفقه والأصول».
والله المستعانُ.
__________________
<a class="twitter-timeline" href="https://twitter.com/alhalaby2010" data-widget-id="644823546800181249">Tweets by @alhalaby2010</a>
<script>!function(d,s,id){var js,fjs=d.getElementsByTagName(s)[0],p=/^http:/.test(d.location)?'http':'https';if(!d.getElementB yId(id)){js=d.createElement(s);js.id=id;js.src=p+" ://platform.twitter.com/widgets.js";fjs.parentNode.insertBefore(js,fjs);}} (document,"script","twitter-wjs");</script>
رد مع اقتباس