نُصْحُ الـمُسترشِد ، ومعونةُ الـمُنردِّد؛
في نقض منهج (الغُلاة) -مِن مُتهوِّرٍ ومُتَلَدِّد-
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة-رحمه الله-في« الــردّ على الشاذلي »(ص190)-رداً على بعض الصوفية- :
«ورد عن عمر بن الخطّاب-رضي الله عنه-:«لا تظنّنّ بكلمةٍ -خَرجت من مسلمٍ- شَرّاً ؛ وأنت تجدُ لها في الخير مَحْمَلاً».
وقال:«احمل أمرَ أخيك على أحسنِه ؛ حتى يجيئَك ما يغلِبُك منه.
وقد قال الله:{اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}».
ونحن لا نحملُ كلامَ رجلٍ على ما لا يَسُوغُ -إذا وَجدنا له مَساغاً-.
و لولا ما أوجبه الله نصيحةً للخَلْق ببيان الحقّ : لَـمَا كان إلى بيانِ كلام هذا [الصوفي] –وأمثاله- حاجةٌ!
ولكنَّ كثيراً من الناس يأخذون الكلامَ الذي لا يعلمون ما اشتَمَلَ عليه مِن الباطل , فيقتدون بما فيه -اعتقاداً و عملاً- , و يَدْعُون الناسَ إلى ذلك
و قد يرى بعضُ المؤمنين ما في ذلك من الخطإ والضلال ! لكنْ : يَهَابُ رَدَّهُ ؛ إمّا خوفاً أن يكونَ حقاً لا يجوز ردُّه ! وإمّا عجزاً عن الحُجّة و البيان! وإمّا خوفاً مِن المنتصِرين له!
فيجبُ نُصْحُ المسترشِد , ومعونةُ الـمُستنجِد، ووعظُ المتهوِّر والمتلدِّد , وبيان الصراط المستقيم –صراطِ الذين أنعم الله عليهم من النبيِّين ، والصدِّيقين والشهداء والصالحين-.
فلهذا-وغيره-نذكرُ ما تحتملُه الكلمةُ من المعاني ؛ لاحتمال أن يكون قَصَدَ بها صاحبُها حقّاً-ما لم يتبيِّن مرادُه-؛ فإذا تبيَّن مرادُهُ : لم يكن بنا حاجةٌ إلى توجيه الاحتمالات».
قلتُ:
وفي ضمن كلامه-رحمه الله-وهو واضحٌ جليٌّ لا يحتمل شكاً ولا تشكيكاً-كما هو دأب الغُلاة فيما لا يُعجبُهم –فوائدُ جمّةٌ تنقُض منهجَ الغلوِّ –القائمَ على الغلوِّ (!) في سوء الظن!-من جذره!
ومن ذلك: الجوابُ عن سؤال يُطرحُ- ويتكرّرُ -كثيراً-:
(لماذا لا يتكلم في التحذير من هؤلاء-أو الرد عليهم-مع كِبَر شرِّهم ! وظُهور خطرهم!-بعضُ العلماء-أو الفضلاء-؟!)!