عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 01-09-2013, 10:19 AM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

نُصْحُ الـمُسترشِد ، ومعونةُ الـمُنردِّد؛

في نقض منهج (الغُلاة) -مِن مُتهوِّرٍ ومُتَلَدِّد-


قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة-رحمه الله-في« الــردّ على الشاذلي »(ص190)-رداً على بعض الصوفية- :



«ورد عن عمر بن الخطّاب-رضي الله عنه-:«لا تظنّنّ بكلمةٍ -خَرجت من مسلمٍ- شَرّاً ؛ وأنت تجدُ لها في الخير مَحْمَلاً».


وقال:«احمل أمرَ أخيك على أحسنِه ؛ حتى يجيئَك ما يغلِبُك منه.

وقد قال الله:{اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}».


ونحن لا نحملُ كلامَ رجلٍ على ما لا يَسُوغُ -إذا وَجدنا له مَساغاً-.


و لولا ما أوجبه الله نصيحةً للخَلْق ببيان الحقّ : لَـمَا كان إلى بيانِ كلام هذا [الصوفي] –وأمثاله- حاجةٌ!

ولكنَّ كثيراً من الناس يأخذون الكلامَ الذي لا يعلمون ما اشتَمَلَ عليه مِن الباطل , فيقتدون بما فيه -اعتقاداً و عملاً- , و يَدْعُون الناسَ إلى ذلك

و قد يرى بعضُ المؤمنين ما في ذلك من الخطإ والضلال ! لكنْ : يَهَابُ رَدَّهُ ؛ إمّا خوفاً أن يكونَ حقاً لا يجوز ردُّه ! وإمّا عجزاً عن الحُجّة و البيان! وإمّا خوفاً مِن المنتصِرين له!



فيجبُ نُصْحُ المسترشِد , ومعونةُ الـمُستنجِد، ووعظُ المتهوِّر والمتلدِّد , وبيان الصراط المستقيم –صراطِ الذين أنعم الله عليهم من النبيِّين ، والصدِّيقين والشهداء والصالحين-.


فلهذا-وغيره-نذكرُ ما تحتملُه الكلمةُ من المعاني ؛ لاحتمال أن يكون قَصَدَ بها صاحبُها حقّاً-ما لم يتبيِّن مرادُه-؛ فإذا تبيَّن مرادُهُ : لم يكن بنا حاجةٌ إلى توجيه الاحتمالات».


قلتُ:


وفي ضمن كلامه-رحمه الله-وهو واضحٌ جليٌّ لا يحتمل شكاً ولا تشكيكاً-كما هو دأب الغُلاة فيما لا يُعجبُهم –فوائدُ جمّةٌ تنقُض منهجَ الغلوِّ –القائمَ على الغلوِّ (!) في سوء الظن!-من جذره!


ومن ذلك: الجوابُ عن سؤال يُطرحُ- ويتكرّرُ -كثيراً-:

(لماذا لا يتكلم في التحذير من هؤلاء-أو الرد عليهم-مع كِبَر شرِّهم ! وظُهور خطرهم!-بعضُ العلماء-أو الفضلاء-؟!)!

رد مع اقتباس