عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 06-27-2012, 02:06 AM
عائشة النعيمي عائشة النعيمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 188
افتراضي .................................................. ...................................


الدُّر الثمين من تفسير العلأَّمة ابن عثيمين 6/شعبان/1433 __________________________________________________ _______________________


{أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُم كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْل ومَنْ يَتبدَّل اْلكُفْرَ بِالِإيمَانِ فقدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبيل()}



[أخذ السائل بقول عالم يثق ويقتنع بعلمه]

يجب على السائل أن يعمل بما أجيب به ؛لأنه إذا علم ولم يعمل، فقد تبدَّل الكفر بالإيمان من بعد ما تبين له أنكر؛فالواجب على المرء إذا سأل من يثق به أن يعمل بقوله؛ولهذا قال العلماء:ومن سأل مفتياً ملتزماَ بقوله ،حرِّم عليه أن يسأل غيره؛لأنه حين سأله كان يعتقد أن الذي يقوله هو الشَّرع؛فإذا كان يعتقد هذا فلا يسأل غيره،نعم ،إذا سأل إنساناً يثق به بناءً على فتواه هو الشَّرع،وأفتاه ،ولكنه سمع في مجلسٍ عالمٍ آخر حكماً نقيض الذي أفتي به مدعَّماً بالأدلة ،فحينئذٍ له أن ينتقل ؛بل يجب عليه ؛أو سأل عالماً مقتنعاً بقوله للضًّرورة_لأنه ليس عنده في البلدِ أعلم منه سأله؛فهذا أيضاً يجوز أن يسأل غيره،إذا وجد أعلم منه*


.................................................. .................


{وَدَّ كَثيرٌ مِنْ أَهْلِ اْلكِتَابِ لَوْ يَردُّونكُم منْ بعدِ إيمَانِكم كُفَّاراً حَسَداً منْ عند أنفسِهِم منْ بعد مَاتَبيَّن لهم اْلحقّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِه إنّ الله على كلِّ شيئ قدير()}



[الفرق الدِّلالي بين العفو والصَّفح]

(..فالعفو :ترك المؤاخذة على الذَّنب؛و"الصَّفح":الإعراض عنه؛مأخوذ من صفحة العنق ؛وهو أن الإنسان يلتفت،ولا كأن شيئاً صار_يوليه صفحة عنقه_ف"الصَّفح" معناه: الإعراض عن هذا بالكلية،وكأنه لم يكن ؛فعلى هذا يكون بينهما فرق،ف"الصَّفح"أكمل إذا اقترن ب"العفو"


[الفوائد]


[1]-تحريم الحسد لأنه مشابهة الكفار بأخلاقهم ؛لقول النبي_صلَّى الله عليه وسلَّم:"من تشبَّه بقوم ٍ فهو منهم"،وقوله تعالى:{ولَاتَتَمَنوَّا مَافَضَّل الله بِهِ َبعْضَكُم على بَعْض للرِّجَالِ نَصِيبٌ ممَّا اكْتَسَبُوا وللنَِسَاءِ نَصيبٌ ممَّا اكْتَسَبْن واسْأَلُوا الله مِنْ فَضْلِهِ}،وكذلك أيضاً بالنِّسبة للعلم ،بعض الحاسدين إذا برز أحدٌ في مسألة من مسائلِ العلم تجده _وإن كان أعلم منه_يحسده على ما برز به،وهذا يستلزم أن يحتقر نعمة الله عليه،فالحسد أمره عظيم ،وعاقبته وخيمة،والنَّاس في خير ،والحسود في شر،يتتبع نعم الله على العباد،؛وكلما رأى نعمةً صارت جمرة في قلبه ،،ولم يكن من خلق الحسد ،إلَّا أنَّه من صفات اليهود،لكان كافياً في النُّفور منه .

[2]- إثبات الحكمة لله عزَّوجل ،حيث أمر بالعفو، والصّفح ،إلى أن يأتي الله بأمره؛لأن الأمر بالقتال قبل وجودِ أسبابه وتوفر شروطه من القوة المادية والبشريَّة ينافي الحكمة.

[3]-الرّد على منكري قيام الأفعال الإختيارية بالله عزَّوجل،والذِّي عليه أها السُّنة والجماعة،أنَّ الله سبحانه وتعالى فعَّال لما يريد،فعلاً يليق بجلاله وعظمته،وما تقتضيه حكمته؛لقوله تعالى :{حتى يأتي الله بأمره }.

[4]-ومنها:الرد على المعتزلة القدرية؛لأنهم يقولون أن الإنسان مستقل بعلمه ،وإذا كان مستقلًا بعلمه لزم من ذلك أن الله لا يقدر على تغييره؛لأنه إذا قدر على تغييره ،صار العبد غير مستقل.

[5]- ومنها: اتباع الحكمة في الَّدعوة إلى الله بالصَّبر واْلمصابرة ؛حتى يتحقَّق النَّصر ،وأن تعامل كلَّ حالٍ بما يناسبها*.


_________________
*بعنايتي،مرجع سابق،ابن عثيمين،ج/1،صفحـ353-356.
*مرجع سابق،ابن عثيمين،ج/1،صفحــ357-362،بتصرف يسير جداً.
رد مع اقتباس